غياب استراتيجية واضحة الملامح لمقاومة الجماعة المتطرفة وراء تمددها السريع في القارة السمراء. العرب الجيش النيجيري يفشل في مقاومة تطرف بوكو حرام أبوجا - تواجه دول غرب أفريقيا سرطانا اسمه "بوكو حرام" بشكل لم تعهده مطلقا، ما جعلها تستنفر قواتها العسكرية إلى أقصى درجات الاستعداد للتصدي لعناصره، ورغم ذلك فهي لا تزال تعاني الأمرين من هذه الجماعة التي بايعت زعيم ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" لغياب استراتيجية واضحة لمكافحتها والقضاء عليها. أعلنت السلطات النيجيرية، أمس الثلاثاء، عن أن الانفجار الذي دمر، أمس الأول، السوق المركزي لمدينة باوتشي الواقعة في شمال شرق البلاد، أدى إلى سقوط سبعة قتلى و25 جريحا وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ولم تؤكد السلطات ما إذا كان الانفجار نجم عن هجوم، لكن المنطقة تشهد باستمرار هجمات لجماعة بوكو حرام الإسلامية التي تهاجم أسواقا في أغلب الأحيان وهو ما يضعها في مرمى سهام الاتهامات. وهذا الهجوم يأتي في سياق الهجمات التي دأب عليها عناصر بوكو حرام الذين يحاولون إقامة دولة خلافة إسلامية إسوة بما يقوم به تنظيم "داعش" الناشط في الشرق الأوسط وقد أسفر الانفجار عن احتراق الجزء الأكبر من سوق باوتشي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه وأدى إلى عرقلة الدخول إليه مما أدى إلى تأخر وضع حصيلة للضحايا بسرعة. وقال الناطق باسم الشرطة هارونا محمد "لدينا تأكيد بمقتل سبعة أشخاص وجرح 25 آخرين إصاباتهم متفاوتة الخطورة، موضحا أن ستة منهم غادروا المستشفى و19 ما زالوا يتلقون العلاج. وكان انفجار آخر أدى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل في محطة للحافلات في مدينة غومبي شمال شرق نيجيريا المنطقة التي تستهدفها هجمات جماعة بوكو حرام باستمرار. وتطرح نشاطات بوكو حرام تساؤلات بشأن جدوى الاستراتيجية التي تتبعها دول غرب أفريقيا في مواجهة تمدده السريع على الرغم من الاجتماعات المتكررة بين مسؤولي دول نيجيرياوالكاميرون والتشاد في الأسابيع الماضية لوضع حد للعمليات الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعة. ولا يبدو أن مقاومة هذه الجماعة بتلك الطريقة المعتمدة من قبل سلطات تلك الدول سيمنعه من التمدد أكثر ومن قتل المزيد من المدنيين رغم ما تعلنه السلطات من أنها قاومته بصرامة وقتلت من عناصره المئات. خبراء يقولون أنه على الرغم من مقتل المئات من عناصر بوكو حرام إلا أن الدول الأفريقية عجزت عن مكافحته وكانت آخر عمليات المقاومة ما أعلنته السلطات الكاميرونية، أمس، عن تفكيك معسكر تدريب تابع لجماعة بوكو حرام في أقصى شمال البلاد على الحدود مع التشاد، حيث كشف ضابط كبير في الشرطة، رفض الكشف عن هويته، أن حوالي مئة شخص يشتبه بارتباطهم بالجماعة اعتقلوا في نهاية الأسبوع الماضي في بلدة غورفيديغ الواقعة شمال الكاميرون. وقال المسؤول الأمني إن "معظم الموقوفين شباب وهم طلاب مدرسة قرآنية، وكانوا رسميا يتعلمون القرآن، لكن الأمر كان مختلفا في السر"، موضحا أن مبادىء بوكو حرام، التي تعني بلغة الهاوسا "التعليم الغربي حرام"، كانت تدرس في هذا المعسكر. وهذه المرة الأولى التى يفكك فيها الجيش معسكرا يجند مقاتلين جدد في صفوف هذه الجماعة التي باتت تؤرق السلطات في الكاميرونونيجيريا على حد سواء جراء هجماتها المتواصلة. يأتي ذلك بعد يوم واحد من تأكيد، ديدييه باجيك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية بأن السكان المنطقة أبلغوا القوات الحكومية، السبت الفارط، بوجود هذا المعسكر حيث تبين لاحقا بأن بوكو حرام تشرف عليه. وأوضح باجيك أن قوات الجيش احتجزت 84 طفلا أعمارهم تتراوح بين سبعة أعوام و15 عاما كانوا يخضعون للتدريب في المعسكر، فيما ألقي القبض على 45 وقتلت كثيرين آخرين، لكنه لم يحدد عددهم بالضبط. ويبدو أن هذه العملية، بحسب مراقبين، تمثل نجاحا آخر للجيش الذي يحاول سد كل المنافذ الممكنة على الجماعة المتطرفة، وذلك بعد أن قال إنه قتل أكثر من 116 مسلحا في بحر الأسبوع الماضي. ويتوقع خبراء عسكريون أن تستمر القوات الكاميرونية في تتبع تحركات الجماعة عبر المعلومات التي يتحصل عليها من المدنيين للقيام بعمليات استباقية. وكانت النشرة الأسبوعية المحلية الكاميرونية "عين الساحل" تحدثت، أمس الأول، عن اعتقال نحو 104 أعضاء في بوكو حرام، مشيرة إلى أنهم يحملون جنسيات مختلفة أبرزها من الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد. وتشن بوكو حرام منذ أشهر هجمات في أقصى شمال الكاميرون على طول الحدود مع نيجيريا، حيث ترتكب مجازر بحق مدنيين وتغزو قرى ولم تعد تتردد في مهاجمة الجيش الكاميروني. وجراء تكثيف الجماعة بزعامة أبي بكر الشكوي الذي بايع زعيم تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية" الناشط بقوة في العراق وسوريا، هجماتها عبر الحدود اضطرت ياوندي منذ أشهر لنشر قوات عسكرية بالمنطقة الشمالية.