التحالف يعلن بدء التنسيق لتحويل 'نداء السودان' إلى عمل جماهيري يتصاعد وصولا إلى انتفاضة لإسقاط نظام البشير. العرب المعارضة السودانية تتحد للاطاحة بالبشير الخرطوم – أعلن تحالف قوى الإجماع الوطني السوداني، عقب اجتماع موسع لرؤسائه، الشروع فورا في الحشد والتعبئة الشعبية لإسقاط نظام الرئيس عمر حسن البشير. وأكد التحالف (يضم أحزابا ذات توجهات ليبرالية واشتراكية)، في بيان له، أنه تم الاتفاق على إقرار وثيقة نداء السودان، وبدء التنسيق لتحويلها فورا إلى عمل جماهيري يتصاعد وصولا إلى انتفاضة وإسقاط النظام. ووقعت قوى المعارضة السودانية الممثلة في زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى، والممثل عن الجبهة الثورية مني أركو مناوي، والممثل عن المجتمع المدني أمين مكي مدني، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الشهر الماضي على وثيقة "نداء السودان" لتفكيك منظومة الحزب الواحد. وتعد هذه الوثيقة سابقة من نوعها باعتبارها تجمع للمرة الأولى أحزابا سياسية ومنظمات حقوقية وحركات مسلحة، على هدف واحد واستراتيجية متطابقة للإطاحة بحكم البشير. وذكر التحالف أنه بحث على نحو مستفيض الوثيقة التي تم توقيعها في أديس أبابا وميثاق العمل المشترك مع الجبهة الثورية. وشدد في بيانه على ضرورة الوصول مع الجبهة الثورية إلى اتفاق ورؤية شاملة مشتركة لبرنامج الفترة الانتقالية، وتطوير ميثاق العمل المشترك لاستيعاب الملاحظات التي طرحتها بعض الأحزاب وإضافة وثيقة مشروع الدستور الانتقالي المتفق عليه بين قوى الإجماع، ليكون الميثاق مع الجبهة الثورية شاملا للقضايا الدستورية التي يتم الاتفاق عليها مستقبلا وصولا إلى المؤتمر القومي الدستوري. ويعتبر النظام السوداني الجبهة الثورية، وهي ائتلاف يضم حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، تحالفا إرهابيا، وقد قام، منذ قرابة الشهرين، بمنع الصادق المهدي من العودة إلى الخرطوم، على خلفية لقائه بوفد لها، وتوقيعه إعلان باريس (وثيقة عمل بين الأمة والجبهة تحدد الأهداف والمبادئ المشتركة لإسقاط النظام). كما قام النظام مؤخرا باعتقال كل من رئيس قوى تحالف الاجماع فاروق أبو عيسى والحقوقي أمين مكي مدني على خلفية اجتماعهما بالجبهة في أديس أبابا والتوقيع معها على "نداء السودان". ويربط متابعون إعلان التحالف بدء التحرك الفروي لإسقاط النظام، بالتصعيد الخطير الذي عمد إليه مؤخرا الأخير والذي ترجم في تحريك ماكينته العسكرية والأمنية لكبح المعارضة بشقيها، ولإحكام قبضته الحديدية على البلد.