بعد ان قتل احد افراد مليشيات الجنجويد المسماة بالدعم السريع الشاب احمد عبدالرحمن محمد داؤد يوم الاثنين داخل مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ، شهدت المدينة احتجاجا شعبيا كبيرا علي فوضي قوات الحكومة ، وخرج الكثيرون منددين ببشاعة الحادثة ، ومن جانب الحكومة استخدمت القوة المفرطة ضدهم ما ادي الي اصابة اكثر من 10 اشخاص ، بينهم 6 نساء بجروح بالغة ، واعتقلت اخرين ، اثر اطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع تجاه المحتجين ضد الفوضي الامنية داخل المدينة التي فرض عليها قانون الطوارئ قرابة الاشهر ، وتشير حادثة قتل الشاب علي يد احد افراد قوات الدعم السريع ، اثر مشادة كلامية بينه وبين فرد هذه القوات ، فلم جندي الحكومة الا الرصاص ليطلقها علي الشاب احمد داؤد فارداه قتيلا علي الحال ، من دون ان يرف له جفن اطلاقا ، ونشرت قوات الدعم السريع الجنجويد علي موقعها علي مواقع التواصل الاجتماعي ، كما نشرته الراكوبة ، ان الشاب احمد داؤد تاجر سلاح ، وهل تاجر السلاح ينفذ عليه القانون بمثل هذه الطريقة ؟ ، هذا الخبر نشرته صحيفة الراكوبة الالكترونية ، وهذا تبرير لجريمة القتل الذي ارتكبتها المليشيات تجاه الشاب احمد داؤد من دون مراعاة للحزن للذي الم باسرة الشاب القتيل ... . والي جنوب دارفور الجنرال ادم محمود جار النبي وصف المتظاهرين بالمتفلتين وراءهم ايادي خفية ، في اشارة ساذجة الي الحركات المسلحة ، واتهامها انها تقف وراء احتجاجات المواطنين ، هذا هروب لجار النبي من الاتهام ،من والي يفترض فيه الامانة والصدق ، بدلا من تلفيق الاتهامات علي الحركات ، وكل شهود العيان ، رأوا المنظر امام اعينهم ، ان قوة مليسيات الدعم السريع ، هي قامت بجريمة القتل ، وشاهدها كثيرون ، ما جعلهم يشعرون بالاستفزاز ، وصرح الوالي في مؤتمر صحفي ان الشرطة تعاملت برفق مع المحتجين لان اغلبهم من النساء والاطفال ، ادم جار النبي يناقض نفسه ، ما علاقة المتظاهرين بالمندسين ، عند خروج هؤلاء الي الشارع لم تحرضهم الحركات اطلاقا ، هذا هو دأب المؤتمر الوطني ، عندما يفشل في شئ ، يرغب في رمي فشله علي الاخرين ، ويتهمهم بكل شئ ، حتي يظهر بثوب البرئ . فالوالي جاري النبي بحديثه المزيف هذا ، انما يستفز اسرة الضحية الشاب ، من دون ان يكترث لمسؤوليته الاخلاقية في توفير الامن للمواطنين ، هذا هو الطبع الحقيقي لمن هم يشاركون المؤتمر الوطني في جرائمه ضد الانسانية ، وهذا حدث في المدينة الامنة ، فما بالك لو تظاهر هؤلاء في معسكرات النازحين الكبيرة حول المدينة ، سيقول للاعلام ان الحركات المسلحة والمندسين الذين يقفون وراءها يريدون زعزعة الاستقرار في المدينة ، سيقول ذلك ، فجار النبي محسوب للسلطة ، لا يصرح ولا يتكلم الا بما تريد الحكومة .. . . من خرجوا يوم الاثنين والثلاثاء في مدينة نيالا لا تربطهم ادني صلة بالحركات المسلحة ، ولا مندسين ، هم خرجوا من منطلق الفوضي الامنية في الولاية ، وخرجوا ضد الوالي ادم محمود جار النبي نفسه ، ويعتبر التظاهرات غير مبررة لان السلطات اتخذت الاجراءات اللازمة تجاه الجاني ، والقانون يأخذ مجراه ، ومن نشروا الخبر ان الشاب تاجر سلاح ، هذا بداية التبرير لهم ، ليفلت الجاني من العقاب ، وجريمته التي ارتكبها ، الكذب هو الشيمة للجنرالات الموالين للسلطة في كل مكان ، عندما اندلعت هبة سبتمبر ، برر نظام المؤتمر الوطني للقتل الجماعي ان الجبهة الثورية تقف وراء المتظاهرات ، هذا هو شيك القتل والاغتيال الذي تتبادله مؤسسة قاتلة ، لا تستحي من الكذب ، اذا كانت الاجراءات قد اتخذت من قبل حكومة الولاية ، لماذا الخبر المنسوب الي قوات الدعم السريع ، ان احمد داؤد تاجر سلاح ، وهل تاجر السلاح لا يقدم التحقيق والمحاكمة ، واخيرا ينطق الحكم في قضيته ، وهل العدالة تقتضي ان يقتل في الشارع ، كأن الدولة ليست بها مؤسسات قانونية ، نعم ، ليست بها مؤسسات قانونية ، وجار النبي فشل في توفير الامن لانسان الولاية ، وبعد فشله يسعي كاذبا وهاربا من المسؤولية الملقاة عليه ، فالكذب هو شيم الجنرالات المحسوبين للسلطة المستبدة ، فانت لا تأمن لو داخل مدينة فرض عليها قانون الطوارئ .. . اذا اوقفت شرطة الولاية المتهم ، هل ستقدمه للمحاكمة ؟ ، هذا مستبعد ، الا اذا كان من قبيل المجاملة فقط ، سيتم التضييق علي التجمعات في مدينة نيالا هذه الايام ، ليخيفوا المواطنين ، لان القضية عادلة ، واركان الجريمة واضحة والشهود موجودين ، مستبعد ان يحاكم الجاني التابع لمليشيات الدعم السريع في محاكمة علنية ، والوالي لا يملك قوة محاسبة اي فرد من قوات الدعم السريع ، معروف تبعيتها الي جهة هي فوق كل شئ ، ولا تعترف بدستور ولا نظام ، كان من الاجدر ان يقول الوالي قولا محترما ، او يصمت الي الابد ، لان المندسين ليس من قتلوا احمد داؤد ، وعليك ان تلقي اللوم علي افراد او مجموعات لم يكونوا اصلا في مسرح الجريمة ، ثم يشاركوا في تظاهرات الاثنين والثلاثا في مدينة نيالا .