تقرير مسرب يكشف صرامة بريطانيا في التصدي للتطرف لندن - تعتزم بريطانيا اتخاذ سلسلة من التدابير والإجراءات الجديدة، وصفها متابعون بالقاسية لمكافحة التهديد المتزايد الذي يمثله الإرهابيون ممن يتبنون الفكر المتطرف باسم الدين الإسلامي. وكشفت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني أمس الأحد، عن مسودة مسربة تتعلق بإستراتيجية حكومة ديفيد كاميرون لمكافحة التطرف تستهدف محاكم الشريعة في البلاد على وجه التحديد. وتنقل الصحيفة جانبا من التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية وكتبت مقدمته تيريزا ماي قولها "دأبت الحكومة في السابق على إرسال إشارات مبهمة وخطرة مفادها أنه لا يهم إن لم يؤمن الفرد بالديمقراطية"، وأضافت "علينا أن نكون أكثر حزما وجرأة في الترويج لمفاهيمنا وتحدي المتطرفين الذين يعارضون ويعادون هذه المفاهيم والقيم". وتأتي هذه التسريبات لتكشف حسب مراقبين مدى تخوف بريطانيا من حدوث أعمال إرهابية كالتي هزت فرنسا مطلع العام الجاري، ولاسيما مع انتشار ظاهرة تغلل المتطرفين في الحياة الاجتماعية. وترفض الحكومة التعليق على ما جاء في التسريبات على الرغم من أنها انكبت منذ أشهر، على صياغة استراتيجية جديدة للتصدي لظاهرة التطرف الإسلامي منذ تفجر فضيحة "حصان طروادة" في ماي الماضي. وتشمل تلك التدابير أيضا منع المتطرفين من التعامل مع تلاميذ المدارس وتشديد ضوابط منح الجنسية البريطانية وغيرها، فضلا عن إجبار الموظفين في مراكز التشغيل والضمان الاجتماعي على التعرف على المطالبين بالإعانات الذين قد يصبحون أهدافا للمتطرفين في المستقبل. وتتضمن الوثائق المسربة في شق منها الحديث عن استحداث لعقوبات في نظام المزايا لحث الناس على تعلم اللغة الإنكليزية لتحسين اندماجهم في المجتمع البريطاني، وسيجري أيضا تشديد لوائح منح المواطنة لضمان أن يتبنى السكان الجدد "القيم البريطانية". وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فإن الحكومة الائتلافية البريطانية لم تصادق بعد على الإجراءات الجديدة، إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أنه من المتوقع أن يتم ذلك الأمر خلال الأيام القليلة القادمة قبل إحالتها على مجلس العموم. ويربط محللون عزم لندن اعتماد إجراءات "مشددة" للتعامل مع التهديد الإرهابي من المتطرفين في هذا التوقيت مع الكشف عن هوية ذباح تنظيم الدولة الإسلامية محمد إموازي المعروف ب"الجهادي جون". وتشير إحصائيات جهاز الاستخبارات البريطاني "أم آي 6" إلى أن عدد البريطانيين الذين سافروا حتى الآن للقتال مع داعش تجاوز 700 شخص، ومن بين هؤلاء عاد بالفعل قرابة 320 جهاديا "خطيرا" إلى البلاد.