كاميرون وحكومته في مواجهة غير مسبوقة مع الإرهاب لندن- أفادت تقارير إعلامية أن المتشددين الإسلاميين البريطانيين الذين يعتزمون العودة من القتال في منطقة الشرق الأوسط هددوا بالقيام بعمليات إرهابية في المملكة المتحدة. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أمس الأحد، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن هؤلاء البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإسلامية المتشددة وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام "داعش" وجبهة النصرة أطلقوا سلسلة من التهديدات الخطيرة ضد المملكة المتحدة والغرب. وأوضح تقرير الصحيفة إن أحد المقاتلين، لم تذكر اسمه، وهو خبير فى القرصنة الإلكترونية من برمنغهام سبق أن استولى على بيانات تخص طونى بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق. كما هدد بشن هجمات أثناء الانتخابات العامة في البلاد من شأنها أن تضمن أن يرفرف العلم الأسود فوق "داونينغ ستريت" مقر الحكومة البريطانية. وأضافت أيضا أن متطرفا آخر، لم تكشف عن هويته، وهو طالب سابق في مدرسة خاصة في إحدى ضواحي لندن هدد بالقيام بأعمال عنف في بريطانيا على غرار هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة في حال شنت واشنطن ضربات جوية على المتشددين في العراقوسوريا. كما لوح جهادي ثالث من بورتسموث بأنه سيشرع في نوبة قتل ضد البريطانيين غير المسلمين إذا استطاع العودة إلى بريطانيا. وكانت تقارير تحدثت عن أن الجهاديين البريطانيين يشكلون أكبر قوة أجنبية في صفوف "داعش" الأكثر عنفا في سوريا، ما اعتبره مراقبون بأنه تحذير واضح لحكومة ديفيد كاميرون للتصدي لهؤلاء المتشددين لدى عودتهم إلى بريطانيا. ويتوقع أن تعلن وزارة الداخلية البريطانية "داعش" منظمة إرهابية بعد ورود معلومات عن عمليات قطع رؤوس وصلب وخطف نفذها التنظيم. كاميرون: تساهلنا أكثر مما ينبغي مع التطرف رئيس الوزراء يتعهد بالصرامة ضد التشدد في بريطانيا لندن: «الشرق الأوسط» قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن «بلاده تساهلت مع التشدد الإسلامي أكثر مما ينبغي في السابق، وسمحت بازدهار لغة الخطاب العنيف». متعهدا باتباع نهج «قوي» للتصدي للمشكلة. ويخوض كاميرون الانتخابات العام المقبل سعيا للفوز بولاية جديدة، ويأتي موقفه الأشد صرامة بعد أن قال كبير مفتشي المدارس الأسبوع الماضي إن «ثقافة من الخوف والترهيب قائمة في بعض المدارس». وقالت بعض وسائل الإعلام إن «سبب ذلك يعود إلى ما وصفته بأنه مخطط إسلامي متطرف». وأثارت المعلومات التي تضمنت أدلة على وجود فصل بين الطلاب على أساس العقيدة والجنس وإساءة استخدام التمويل، حالة من التوتر في حكومة كاميرون الائتلافية. ودخل اثنان من أبرز وزرائه في شجار علني بشأن رد فعل السلطات على القضية. واحتلت القضايا المتعلقة بالهوية البريطانية مكانة بارزة على جدول الأعمال السياسي، وجاءت الهجرة والاقتصاد على رأس مخاوف الناخبين للمرة الأولى منذ سنوات. وكان حزب الاستقلال البريطاني، الذي وعد بالحد من الهجرة، فاز بالانتخابات الأوروبية الشهر الماضي ليدفع المحافظين بزعامة كاميرون إلى المركز الثالث. وأشار كاميرون في مقال نشره بصحيفة «ميل أون صنداي»، التابعة للجناح اليميني، إلى أن بريطانيا سمحت أحيانا بعدم الاعتراض على وجهات نظر غير مقبولة بدواعي الحرية. وأضاف «كانت لدينا حساسية في السنوات الأخيرة من توجيه رسالة تبعث على القلق، وهي إذا كنت لا تريد أن تؤمن بالديمقراطية فلا بأس، وإذا كانت المساواة لا تتماشى مع تفكيرك فلا تقلق بشأن ذلك، وإذا لم تتسامح قط مع الآخرين فسنظل نتسامح معك».. وأضاف «لم يؤد هذا فحسب إلى الانقسام، بل أتاح أيضا ازدهار التطرف بنوعيه العنيف وغير العنيف». وقضت محكمة بريطانية في فبراير (شباط) بالسجن المؤبد على بريطانيين اعتنقا الإسلام بتهمة قتل جندي بطريقة وحشية في أحد شوارع لندن، وهي الجريمة التي أثارت رد فعل مناهضا للإسلام. وتقول مصادر حكومية إن «مئات الشبان المسلمين يقاتلون أيضا في سوريا، وهو أمر يثير قلق الأجهزة الأمنية التي تخشى أن ينشروا التطرف وربما العنف لدى عودتهم إلى البلاد». وقال كاميرون إن الوقت قد حان كي تتخذ بريطانيا نهجا «قويا» تجاه ما وصفه بالتطرف، والتأكيد على «القيم البريطانية» مثل التسامح وسيادة القانون. مشيرا إلى أن الحكومة تتخذ التدابير للتأكد من أن المهاجرين الجدد يتحدثون الإنجليزية، وأنها تعود إلى ما وصفه ب«التاريخ السردي» لتعليم الأطفال بشأن الديمقراطية والحكومة. وقال مكتب رئيس الوزراء إنه يضع في اعتباره كل أنواع التطرف؛ وليس التطرف الإسلامي فحسب. ورفض بعض المسلمين البريطانيين تقرير كبير المفتشين بشأن عدة مدارس في مدينة برمنغهام، والذي وجد أدلة على وجود حملة لفرض الأعراف الثقافية المسلمة. وشكك المجلس الإسلامي البريطاني، الذي يمثل مصالح الجالية المسلمة البالغ قوامها 7.2 مليون شخص، في المعايير التي استخدمت في التفتيش على المدارس. وظهرت شكوك، في وقت سابق، إثر رسالة من مجهول تلقتها قبل بضعة اشهر بلدية برمنغهام تؤكد ان اسلاميين متشددين يسعون إلى تغيير الهيئات الادارية في العديد من المدارس العامة ليتمكنوا من فرض آرائهم ما آثار حفيظة بعض المسؤولين في أن يكون هؤلاء على علاقة بالجهاديين. يشار إلى أن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" علق، أمس الأول، حسابات بعض أعضاء "داعش" من البريطانيين.