العلاقات السعودية السودانية اتسمت بحالة مد وجزر على خلفية مسلك النظام السوداني وعلاقاته المثيرة للريبة خاصة مع إيران. العرب الرئيس السوداني يحاول التقارب مع محيطه العربي الرياض - يصل الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، إلى العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، في زيارة للمملكة يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه سيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس السوداني للمملكة بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في أعقاب وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله في 23 يناير الثاني الماضي. وجاءت الزيارة بعد 4 أيام من تسلم البشير، رسالة خطيّة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال سفير الرياضبالخرطوم، فيصل بن حامد معلا، عقب تسليمه الرسالة للبشير، إن "الرسالة تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية ودعمها"، مضيفا "نحن في طور تطوير وتنمية العلاقات المشتركة وتعزيزها والوصول بها إلى آفاق أرحب". واتسمت العلاقات السعودية السودانية خلال السنوات الماضية بحالة مد وجزر على خلفية مسلك النظام السوداني وعلاقاته المثيرة للريبة خاصة مع إيران. حالة الريبة هذه ازدادت عقب رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر 2012. ورغم سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهرانوالرياض باستضافتها لسفن حربية سعودية في فبراير 2013، إلا أن العلاقات لم تتحسن بعد أن استقبلت البحرية السودانية مجددا سفنا إيرانية في سبتمبر 2013. وفي مارس 2014، أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت من إيراداتها من الماشية السودانية التي تقدر بنحو 50 بالمئة من حاجتها. وأقر وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مايو الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية وكشف عن رفض الخرطوم لعرض إيراني بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية حتى لا ترى السعودية أنها موجهة ضدها. وتثير العلاقة بين طهرانوالخرطوم قلق الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ومصر، بالنظر إلى طموحات طهران ورغبتها في الهيمنة على المنطقة، وفرض نفوذها عن طريق أجنحتها والأنظمة الموالية لها. وترى الرياض اليوم، وفق المراقبين، أن عليها إعادة النظر في العلاقة مع الخرطوم وفتح باب الحوار والمكاشفة، لأن الإبقاء على فتيل التوتر قائما يصب في صالح طهران. بالمقابل يرى الخبراء والمحللون أن على النظام السوداني أن يثبت جديته في العودة إلى محيطه العربي، وطمأنة جيرانه. وجدير بالتذكير أن شبه القطيعة العربية التي يعانى منها النظام السوداني قد كلفته كثيرا اقتصاديا وسياسيا، ومن المرجح أن يعمد إلى إعادة النظر في ذلك (عدة مؤشرات تبيّن ذلك)، وإن كان مستبعدا أن يتخلى عن علاقته الاستراتيجية مع طهران، وفق التقارير المسربة من أجنحته العسكرية والأمنية.