قطع حربية ايرانية ترسو في ميناء سوداني لتنثر استفزازاتها الاقليمية، ولعبة المصالح ترشح العلاقات الى التطور بمواجهة رفض خليجي وردع اسرائيلي. الخرطوم/طهران - اسفرت تطورات الاحداث على الساحة الاقليمية وخاصة الصراع السوري في اعطاء جرعة تقوية للعلاقات الايرانية السودانية. وانطلق ماراثون العلاقات العسكرية المتسارع بين الطرفين منذ عهد الرئيس الإيراني الاسبق هاشمي رفسنجاني الذي زار الخرطوم في العام 1997. وهذه الايام بات السلاح كلمة السر في التقارب الايراني السوداني. ففي ظل انشغال نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالقتال الدموي الدائر في البلاد تجد طهران في السودان رافعة مناسبة لتغذية الجماعات الموالية لها في المنطقة بالاسلحة كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وحتى حركة حماس في غزة. والاربعاء رست قطع من الاسطول البحري الإيراني في ميناء بورسودان السوداني في زيارة هي الرابعة لهذا الاسطول الذي يقع قبالة السواحل السعودية. وتضم القطع البحرية الإيرانية التي وصلت السودان المدمرة سبلان وحاملة المروحيات خارك وسفنا محملة بالوقود والمواد الغذائية. واعلن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد ان سفينتين حربيتين ايرانيتين دخلتا المياه الاقليمية السودانية وهما متجهتان للرسو في ميناء سوداني للتزود بالوقود واصفا الامر بالدوري والعادي. اما وكالة أنباء ايران "إرنا" فقالت أن القطع الحربية يبلغ عددها 27، أبحرت قبل شهر في المياه الحرة والدولية لتوفير الأمن للسفن التجارية وناقلات النفط الإيرانية، ورست في ميناء بورسودان بعدما قطعت البحر الأحمر لإيصال رسالة السلام والصداقة إلي دول المنطقة". واجرى المسؤولون العسكريون الإيرانيون الذين وصلوا الى الميناء لقاءات مع نظرائهم السودانيين. وتجد السودان التي تواجه عزلة غربية، في السلاح الايراني ترياقاً لمواجهة المشاكل المتفاقمة في دارفور منذ العام 2003 وضعف قدرة الخرطوم على بسط سيطرتها بالمنطقة، اضافة الى ان جذوة النزاع مع جنوب السودان مرشحة للاشتعال في اية لحظة. وتثير العلاقة العسكرية المتصاعدة بين السودان وايران مخاوف لاعبين اقليميين آخرين. فمن جهة تنظر دول الخليج بصفة عامة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص بعين الريبة تجاه التقارب الايراني السوداني في الخاصرة الغربية للرياض التي تصارع النفوذ الايراني في الاقليم. وليس بغريب ان تعارض الرياض التقارب الايراني السوداني، فمنذ فترة ليست ببعيدة قاتل الجيش السعودي الحوثيين في اليمن الذين يعتبرون احدى الاوراق الاقليمية في يد ايران. وتذكر تقارير ان الرياض طلبت رسميا من الرئيس السوداني عمر البشير عدم استقبال السفن الإيرانية في الموانئ السودانية القريبة منها، كما انها رفضت في حزيران/يونيو منح طائرة الرئيس السوداني عمر حسن البشير اذن عبور لاجواء المملكة في طريقه الى طهران لحضور تنصيب الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني. وتلوّح دول مجلس التعاون بالورقة الاقتصادية في وجه التحالف الجديد، حيث تبدو الخرطوم الطرف الخاسر في هذه المعادلة، اذ ان الميزان التجاري يميل لصالح الدول الخليجية التي تستحوذ على ما يزيد عن 70 بالمئة من الصادرات السودانية. وامام التماهي السوداني في تطوير تشابكاته مع ايران خاصة العسكرية منها فانه لربما يضحي بالعلاقات الاقتصادية "الجيدة" مع دول الخليج. ومن جانب آخر لا تخفي اسرائيل ايضاً خشيتها من العلاقات العسكرية بين السودان وايران، ففي العام 2012 اقدمت طائرات اسرائيلية على قصفت أكبر مجمع عسكري قرب الخرطوم تسربت معلومات انه يضم قطعا من البرنامج النووي الإيراني أخفيت هناك. واعلنت اسرائيل في العام 2011 أنها دمرت شحنة اسلحة مرسلة الى حماس قصفتها طائراتها على الاراضي السودانية. وترقب اسرائيل التي سبق وان قصفت مواقع سورية خلال السنوات الماضية، خط العبور الجديد لتسليح حزب الله او حتى حماس بالاسلحة الايرانية عبر البوابة السودانية. وتعتبر اسرائيل منطقة البحر الاحمر وشرق السودان معبراً لتهريب السلاح لحركة حماس في قطاع غزة.