دراسة تكشف أن اللحوم المطهوة على حرارة عالية تؤدي إلى تشكل مواد مسرطنة، وتنصح بخفض درجة الحرارة لدى الطهو لتجنب احتراق اللحوم. العرب [نُشر في 2017/01/26، العدد: 10524، ص(17)] خبراء ينصحون بضرورة طهي المأكولات حتى يصبح لونها 'ذهبيا' لندن- حذرت السلطات الصحية البريطانية من أن الطهي الزائد للمأكولات قد يسبب السرطان، ما يشكل إنذارا للكثير من البريطانيين المعروفين بحبهم لشرائح الخبز المحمص (التوست) والبطاطا المقلية. وتحوي المناطق التي يميل لونها إلى الاسمرار في هذه الظروف مادة أكريلاميد التي اكتشفها باحثون سويديون في العام 2002 ولها آثار مسببة للسرطان ولتلف الأعصاب. وأشارت الوكالة البريطانية لسلامة الغذاء (اف اس ايه) إلى أن مادة أكريلاميد تتشكل خصوصا في الأطعمة الغنية بالنشاء (كالبطاطا والخبز) خلال الطهي على درجات حرارة مرتفعة. وللتقليل من التعرض لهذه المادة الكيميائية، أوصت وكالة "اف اس ايه" بعدم الإفراط في طهي الأطعمة، كما أعطت المستهلكين نصيحة نظرية للتوصل إلى ذلك تكمن في طهي المأكولات حتى يصبح لونها "ذهبيا" وعدم انتظار حتى يصبح لونها بنيا وهو المؤشر على طول مدة الطهي. وأشارت وكالة "اف اس ايه" إلى أن أكثرية الناس ليسوا على علم بوجود مادة أكريلاميد، مبدية أملها في أن تعطي هذه الحملة للمستهلكين وسيلة لتقليص "استخدام الأكريلاميد". وقد أثار إطلاق هذه الحملة موجة تعليقات عبر الصحافة البريطانية، إذ تساءلت بي بي سي عما إذا كان على البريطانيين "التخلي عن تناول شرائح الخبز المحمص". وحاولت صحيفة "ديلي ميل" من ناحيتها طمأنة قرائها عبر إيرادها تأكيد أحد خبراء التغذية أن تناول شرائح الخبز المحمص لا ينطوي على أي مخاطر إلا في حال الإفراط إلى درجة أكل "320 شريحة في اليوم". الأشخاص الذين يحبون تناول اللحوم المطهوة كثيرا إلى حد الاحتراق يزيد لديهم احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 60 بالمئة وبحسب الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، "تظهر البيانات المتأتية من دراسات حيوانية أن الأكريلاميد وناتجها الأيضي، الغليسيداميد، يلحقان أضرارا وراثية ولهما آثار مسرطنة". لكن بعض الخبراء يقولون إن هناك الكثير من الأطعمة والعادات التي اتضح بيقين أكبر أنها مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان مثل التدخين وشرب الخمر وزيادة الوزن وإنه يتعين على المستهلكين تغيير هذه العادات قبل غيرها. وقالت جمعية أبحاث السرطان البريطانية الخيرية ردا على بيان الوكالة "الأدلة من التجارب على الحيوانات أظهرت أن الأكريلاميد يمكنها التفاعل مع الحمض النووي الوراثي في خلايانا لذلك فإنها قد ترتبط بالإصابة بالسرطان". وأضافت "لكن الأدلة من الدراسات البشرية أظهرت أنه في ما يتعلق بأغلب أنواع السرطان فإنه لا توجد صلة بينها وبين الأكريلاميد". وأظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين يحبون تناول اللحوم المطهوة كثيرا إلى حد الاحتراق يزيد لديهم احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 60 بالمئة. وقالت المشرفة على دراسة حول الإفراط في طهي اللحوم الباحثة في جامعة "(مينيسوتا" كريستين أندرسون، إن النتائج هي دليل آخر على أن خفض درجة الحرارة لدى طهو الطعام بالقلي أو الشواء لتجنب احتراق اللحوم أو تفحمها، قد يكون وسيلة لتقليص نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس لدى بعض الأشخاص. وأضافت أندرسون أن الدراسة وجدت أن اللحوم المطهوة على حرارة عالية جيدا، وخصوصا اللحوم الحمراء، تؤدي إلى تشكل مواد مسرطنة، بينما لا تنتج اللحوم المسلوقة أو المطهوة بدرجة حرارة معتدلة أي مواد من هذا النوع. وحلل الباحثون العادات الغذائية الخاصة ب62581 شخصا يتمتعون بصحة جيدة. وبعد تسعة أعوام من المتابعة، رصدت 208 حالات سرطان في البنكرياس بين المشاركين، وتبين أن أولئك الذين كانوا يفضلون لحومهم مطهوة جيدا لديهم احتمال للإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 60 بالمئة، مقارنة بأولئك الذين يفضلون لحومهم مطهوة بشكل معتدل، أو الذين لا يأكلون اللحوم على الإطلاق. وقالت أندرسون "لا نستطيع أن نجزم بأن خطر تطور هذا السرطان ينجم عن المواد المسرطنة المتأتية من اللحم المحروق، لكن هؤلاء الذين يهوون اللحوم المقلية أو المشوية يجب أن يفكروا في التقليل من حرارة الطهو أو في إزالة الأجزاء المحترقة".