الامم المتحدة (رويترز) - رفض سفير السودان لدى الاممالمتحدة بشدة يوم الجمعة مزاعم مسؤول كبير بالمنظمة الدولية اتهم الخرطوم بتأخير طائرة اجلاء طبي كانت تحاول اجلاء ثلاثة جنود اثيوبيين من قوات حفظ السلام يشرفون على الموت. وفي احدث تصعيد للكلمات بين المنظمة الدولية والخرطوم اتهم السفير السوداني دفع الله الحاج علي عثمان الاممالمتحدة باستخدام طائراتها لنقل اشخاص غير مصرح بهم الى السودان حيث تخوض الحكومة معارك ضد عدة حركات تمرد في انحاء اراضيها. وقال الان لو روي قائد قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام يوم الخميس ان قوات الحكومة السودانية هددت باطلاق النار على طائرة الاجلاء الطبي مما اخر اقلاعها لثلاث ساعات. وقال ان الجنود الاثيوبيين الثلاثة الذين لحقت بهم اصابات بالغة يوم الثلاثاء نتيجة انفجار لغم ارضي توفوا بالتالي. وقال السفير السوداني لرويترز "أود ان أدحض بأقوى الكلمات الممكنة ما قيل من أن السلطات السودانية اجلت الموافقة على اقلاع الهليكوبتر..ما قاله (لو روي) غير منطقي وليس صحيحا." وأضاف "عندما تطلب الموافقة على اقلاع طائرة من منطقة نائية في البرية فان هناك اجراءات يجب اتباعها." وقال "اعطوهم الموافقة خلال اقل من ثلاث ساعات." وقال ان الموافقة صدرت خلال ساعتين الى ساعتين وربع الساعة. واستطرد "هذا معتاد في منطقة تحدث بها اشتباكات عسكرية..يجب ان تقيم سلامة الطائرة لان هناك متمردين يقاتلون هناك وهم نشطون وينخرطون في اعمال عسكرية ضد الحكومة. ولقي اربعة من قوات حفظ السلام حتفهم في انفجار اللغم الارضي حيث توفي أحدهم على الفور واصيب سبعة اخرون بجروح. وكان الاربعة من افراد دورية تابعة لقوة الامن المؤقتة التابعة للامم المتحدة في أبيي والتي وصلت في الاونة الاخيرة الى مابوك التي تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة أبيي في المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان الذي استقل حديثا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان واشنطن "انزعجت" من التقارير التي افادت بأن الخرطوم أخرت اقلاع طائرة الاجلاء الطبي "وتندد بقوة...بعدم امتثالها (الخرطوم) بالتزاماتها واعاقتها لعمل الاممالمتحدة." وقال مارتين نيسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة ان جنديا من قوة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في منطقة دارفور بغرب السودان قتل واصيب اخر بايدي مسلحين مجهولين يوم الجمعة مما يسلط الضوء على الاخطار التي تواجه قوات حفظ السلام في السودان. وتقول الاممالمتحدة انه بموجب اتفاقيات الوضع القانوني لقواتها والمبرمة مع السودان والدول الاخرى التي تشارك بقوات في السودان فان طائرات الاجلاء الطبي الهليكوبتر تستطيع الاقلاع على الفور. ووصف عثمان الاجراءات المعتادة بشكل مختلف. وقال "لا يمكن التصريح لها بالموافقة ما لم تكن واثقا من ان جميع اجراءات السلامة متوفرة..اعطوها الموافقة في اقل من ثلاث ساعات. هذا طبيعي." ويقول مسؤولو الاممالمتحدة ان الخرطوم اصبحت تنتقد بشكل متزايد الاممالمتحدة علانية في الشهور الماضية وانها هددت بطرد قوات حفظ السلام الدولية من منطقة دارفور التي تمزقها الصراعات. ويأمل كل السودان وجنوب السودان في ضم منطقة أبيي الى اراضيه. وانفصل جنوب السودان عن الشمال ليشكل دولة جديدة في التاسع من يوليو تموز وفقا لنتائج استفتاء اجري في يناير كانون الثاني في اطار اتفاقية سلام 2005 التي انهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. ولم تتوصل الخرطوم وجوبا حتى الان لاتفاق بشأن السيطرة على أبيي مما يثير المخاوف من أن يؤدي صراع طويل الامد حول المنطقة الى افساد عملية الانفصال واثارة صراع موسع. وردا على تصاعد حدة القتال في أبيي وافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة في يونيو حزيران على نشر 4200 جندي اثيوبي في منطقة أبيي لمدة ستة اشهر. ويقول مسؤولون انه لم يصل من هؤلاء الجنود سوى 1500 جندي حتى الان