عمان (رويترز) - قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة للنشطاء ان القوات السورية قتلت 20 مدنيا على الاقل يوم الاحد في هجوم بالدبابات على مدينة دير الزور بشرق البلاد على الرغم من دعوة الاممالمتحدة الرئيس بشار الاسد الى وقف استخدام قوات الجيش ضد المدنيين. بدأ الهجوم على مدينة دير الزور بعد اسبوع من ارسال الاسد الجيش للسيطرة على مدينة حماة وهي مركز للاحتجاجات ضد حكمه الممتد منذ 11 عاما. وقال الاتحاد في بيان ان معظم الخسائر البشرية وقعت في منطقة الجورة بغرب المدينة. وقال مقيم لرويترز "في وقت مبكر من هذا الصباح اقتحمت ارتال الدبابات العسكرية والجرافات تحت غطاء من اطلاق نار كثيف المداخل الغربية والشمالية للمدينة وازالت الحواجز التي وضعها السكان." واضاف المقيم الذي ذكر ان اسمه ابو بكر بالهاتف "تتخذ 12 دبابة مواقعها في الساحة الرئيسية في سوق الجبيلة في القطاع الشمالي لدير الزور." وتفرض سوريا حظرا على اغلب وسائل الاعلام المستقلة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد الاسد الامر الذي يجعل من الصعب التحقق من روايات السكان والنشطاء والسلطات. يأتي الهجوم العسكري على دير الزور الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق بعد يوم من ابلاغ الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري الاسد بقلقه من العنف المتصاعد ومطالبته له بكبح جماح الجيش. وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة في بيان "في مكالمة هاتفية مع الرئيس الاسد اليوم ابدى الامين العام/بان جي مون/ قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي ازاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سوريا خلال الايام الماضية." واضاف ان بان "حث الرئيس على الكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا." وكان سكان دير الزور الواقعة على نهر الفرات بالمحافظة المتاخمة لقلب المنطقة السنية بالعراق يستعدون لهجوم على مدينتهم. واظهر تسجيل فيديو نشر على الانترنت الاسبوع الماضي اجتماعا عشائريا يبحث الاستعدادات لمقاومة مسلحة لاي تحرك عسكري ضد المدينة. وبعد عدة ساعات من دخول الدبابات امكن سماع اصوات الانفجارات خلال الاتصالات الهاتفية بالسكان في الجورة. وقال ابو بكر من منطقة الجبيلة التي شهدت بعضا من اكبر المظاهرات المناهضة للاسد في الاسابيع الاخيرة ان أصوات التكبيرات كانت تدوي من مكبرات الصوت بالمساجد. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي اقام علاقات قوية مع الاسد قبل اندلاع الاحتجاجات قال يوم السبت ان وزير خارجيته احمد داود اوغلو سيزور دمشق يوم الثلاثاء لتسليم رسالة الى سوريا. ويتزايد انتقاد تركيا للاسد ووصف وزير كبير الاسبوع الماضي الهجوم على حماة بأنه عمل وحشي. وفي حماة قال مقيم ان الدبابات والعربات المدرعة انتشرت في أنحاء المدينة امس بعد حملة استمرت اسبوعا قالت جماعة ناشطين انه قتل خلالها 300 مدني. وسحق الرئيس السابق حافظ الاسد والد بشار انتفاضة اسلامية مسلحة في حماة قبل 30 عاما وقتل عدة الاف من السكان ودمر مناطق في الحي القديم بالمدينة. وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على مسلحين ومتطرفين دينيين تقول انهم قتلوا 500 شرطي وجندي منذ مارس اذار. وتقول ان الجيش اقتحم حماة ليواجه "جماعات ارهابية مسلحة" تهاجم المدنيين وتخرب الممتلكات وان 20 من جنوده قتلوا. وتمثل حماة رمزا للتحدي بالنسبة لعائلة الاسد بسبب انتفاضة عام 1982 ولانها كانت مركزا لبعض أكبر المظاهرات ضد حكم بشار الاسد الى ان ارسل الدبابات لسحق أحدث الاحتجاجات. وكانت تتجمع أعداد تتجاوز المئة ألف ايام الجمعة تردد شعارات تطالب باسقاطه. وفي أول تعليقات علنية بشأن اراقة الدماء عبرت الدول الخليجية عن "القلق البالغ والاسف" يوم السبت بشأن العنف المتزايد والاستخدام المفرط للقوة في سوريا لكنها لم توجه انتقادا مباشرا للاسد. وحاولت الدول الخليجية الغنية المصدرة للنفط احتواء المعارضة بداخلها لهذا كانت تلتزم الصمت فيما سبق بشأن العنف الذي يمارسه الاسد لقمع المظاهرات. ودعا بيان لدول مجلس التعاون الخليجي الست الى وقف فوري لاعمال العنف وأي نشاط مسلح وانهاء سفك الدماء واللجوء الى الحكمة واجراء اصلاحات جادة وضرورية. وتقول منظمات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت 1600 مدني على الاقل منذ تفجر الاحتجاجات التي استلهمت الانتفاضات العربية التي اطاحت برئيسي مصر وتونس. من خالد يعقوب عويس وسليمان الخالدي