أفادت الأنباء الواردة من ليبيا بتواصل المعارك العنيفة في أنحاء عدة من العاصمة الليبية طرابلس وبخاصة في محيط باب العزيزية مقر العقيد الليبي معمر القذافي بين القوات الموالية له ومقاتلي المعارضة المسلحة الذين اجتاحوا المدينة في ساعات مبكرة من صباح الاثنين. ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس إن القتال يدور في عدة جبهات مع أن المعارضة تقول إنها باتت تسيطر على أغلبية مناطق المدينة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في المعارضة المسلحة قوله إن "عددا كبيرا من المقاتلين سقطوا في معارك ضد القوات الموالية للقذافي". وأضاف المسؤول أن دبابات القوات الموالية للقذافي انتشرت في ميناء طرابلس وبالقرب من مقر القذافي في العزيزية.وأفادت رويترز نقلا عن قناة العربية الفضائية بأن خميس نجل القذافي يقود قوة عسكرية تتجه نحو وسط طرابلس. خريطة المواقع الرئيسية في العاصمة الليبية طرابلس تكبير الصورة وطلب قادة المعارضة من مقاتليهم أن يمتنعوا عن تنفيذ أي عمليات انتقامية. وفي معاقل المعارضة، بما فيها بنغازي ومصراتة لحتفل الناس بما يرون أنه سقوط لنظام معمر القذافي. كان مقاتلو المعارضة وحشود من الليبيين قد قضوا ليلتهم في الساحة الخضراء احتفالا بما اعتبروه سقوطا للنظام. ومزق المحتفلون صور القذافي والعلم الليبي الأخضر ولوحوا بالعلم القديم ذي الألوان الحمراء والسوداء والخضراء. وبثت قوات فضائية مشاهد لمقاتلي المعارضة في الساحة الخضراء وهم يلوحون بعلامات النصر في الساحة التي ظلت لعقود رمزا لحكم القذافي. ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس إنه هناك جبهات عدة للقتال في المدينة على الرغم من إعلان المعارضة سيطرتها على 80 في المائة من المدينة. في الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن قوات القذافي تسيطر فقط على ما بين 10 و15 في المائة من طرابلس. ودعا فراتيني القذافي إلى الاستسلام حقنا للدماء. مصير القذافي في هذه الاثناء اكتنف الغموض مصير القذافي ولم ترد أنباء قاطعة بشأن مكان تواجده. وكانت تقارير إخبارية غير مؤكدة أشارت في وقت سابق إلى أن القذافي وصل إلى الجزائر. ودعا القذافي القبائل الليبية، في ثاني كلمة له خلال 24 ساعة، إلى القدوم إلى طرابلس والدفاع عنها. من جانبها نفت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة الشؤون الخارجية في جنوب افريقيا ان تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لاخراج القذافي منها. وقالت الوزيرة إن "حكومة جنوب افريقيا تنفي الشائعات التي قالت إنها أرسلت طائرات إلى ليبيا لنقل العقيد القذافي وأسرته إلى موقع مجهول". نجلا القذافي في هذه الاثناء أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية أن هناك محادثات بين المحكمة والمعارضة الليبية حول ترتيب نقل سيف الاسلام نجل القذافي الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والذي اعتقلته قوات المعارضة في طرابلس. وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو قد أكد اعتقال سيف الإسلام وقال "لقد تلقيت معلومات سرية تقول أن سيف الإسلام اعتقل"، مضيفا "نأمل أن يصل إلى لاهاي قريبا لمحاكمته". واعرب عن استعداد المحكمة لمساعدة الليبيين والحكومة الانتقالية "لكي لا تمر جريمة من دون عقاب". وتتهم المحكمة سيف الإسلام بالضلوع في اغتيالات وأعمال تعذيب. يذكر أن المحكمة أصدرت في 27 يونيو/ حزيران الماضي مذكرات اعتقال بحق القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي قال في وقت سابق إن سيف الإسلام قد اعتقل. وأكد عبد الجليل أن سيف الإسلام محتجز في مكان آمن إلى حين تقديمه إلى المحاكمة. سيف الإسلام سيف الإسلام مطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم ضد المدنيين وذكرت المعارضة في وقت سابق أن محمد النجل الأكبر للقذافي قد استسلم لقوات المعارضة وتم وضعه في منزله رهن الاعتقال. في هذه الأثناء واصل التلفزيون الحكومي الليبي بثه بإرسال متقطع وبرامج مسجلة. وبث التلفزيون الحكومي حوالي الساعة 00:50 صباح الاثنين بتوقيت غرينيتش مشاهد من باب العزيزية تظهر حوالي 80 شخصا يرقصون ويحملون صورا للقذافي. من جانبه قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن قوات المعارضة يمكن أن توقف عملياتها العسكرية إذا اعلن القذافي أنه سيغادر السلطة. وأضاف أن قوات المعارضة ستضمن للقذافي وابنائه "ممرا آمنا" إلى خارج البلاد. على جانب آخر، أفادت الأنباء بأن إيطاليا منحت عبدالسلام جلود أحد معاوني القذافي سابقا الذي انشق عنه وانضم إلى صفوف المعارضة حق اللجوء. وقال جلود الذي فر الأسبوع الماضي من طرابلس إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومنها إلى إيطاليا إنه لا يعتقد أن العقيد القذافي سيستسلم أو ينتحر.