غزة (رويترز) - في اطار صفقة لمبادلة الاسرى عاد يوم الثلاثاء الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الى اسرائيل في الوقت الذي أفرجت فيه اسرائيل عن 477 سجينا فلسطينيا توجه معظمهم الى غزة حيث كان في استقبالهم قادة من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهم ينزلون من حافلات عليها شعار الصليب الاحمر. وقالت فلسطينية تنتظر عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية ابنها عامر الذي قالت انه سجن 24 عاما "هذه هي الفرحة الكبرى لشعب فلسطين." وقال شاليط في مقابلة مع التلفزيون المصري أجريت معه بعد اطلاق سراحه وقبل عودته الى اسرائيل "أفتقد أسرتي بالطبع.. جدا. كما أفتقد أصدقائي." وأضاف شاليط الذي بدا عليه الارهاق والذهول وكان مترددا وهو يرد على أسئلة مراسلة للتلفزيون المصري "أتمنى أن تعزز هذه الصفقة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين." واقتيد شاليط (25 عاما) عبر حدود قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء المصرية ثم نقل الى معبر كيرم شالوم الحدودي الاسرائيلي حيث كانت طائرة هليكوبتر تنتظره لنقله الى قاعدة جوية اسرائيلية ليلتئم شمله مع والديه. ورشق فلسطينيون وقفوا في انتظار الافراج عن السجناء عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية جنودا اسرائيليين بالحجارة ورد الجنود بالغاز المسيل للدموع بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي في مكبرات صوت أن مجموعة السجناء المفرج عنهم نقلت الى معبر اخر. وقال شاليط في المقابلة انه علم قبل أسبوع أنه سيفرج عنه وأضاف الجندي الذي لم يظهر في لقطات فيديو منذ عام 2009 أنه كان يخشى أن يظل محتجزا "لسنوات طويلة." ورأى معلقون سياسيون أنه من غير المرجح أن يكون لاتفاق مبادلة السجناء تأثير فوري على المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين والتي انهارت العام الماضي. وسادت حالة من البهجة اسرائيل ورفعت لافتات ترحب بعودة شاليط في الشوارع وتابع اسرائيليون البث الحي لعملية المبادلة على هواتفهم المحمولة وهم في طريقهم الى العمل. ويصور شاليط في اسرائيل على انه "ابن للجميع" وأظهرت استطلاعات للرأي أن أغلبية ساحقة من الاسرائيليين يؤيدون الصفقة مع حماس التي تحصل اسرائيل بموجبها على رجل مقابل نحو الف رجل رغم ان من بينهم كثيرون أدينوا بشن هجمات أسفرت عن سقوط قتلى اسرائيليين. واستعد الفلسطينيون للاحتفال بالاتفاق الذي تصفه حماس بأنه نصر وجهزت الحركة الاسلامية استقبالا يليق بالابطال للسجناء. ويعتبر الفلسطينيون ان المحتجزين في اسرائيل سجناء حرب في كفاح من أجل الدولة. وأعطت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الاثنين اشارة البدء لتنفيذ صفقة مبادلة السجناء مع حماس بعد ان رفضت طعونا تلتمس منع اتمام المبادلة. وكان نشطاء قد أسروا شاليط عام 2006 بعد أن تسللوا عبر نفق من قطاع غزة الى اسرائيل وفاجأوا طاقم دبابته وقتلوا اثنين من زملائه. وشددت اسرائيل التي سحبت جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 حصارها على القطاع الساحلي بعد أسر شاليط. وليس من المتوقع أن يدفع الاتفاق مع حركة حماس باتجاه مفاوضات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وتصف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حماس بأنها منظمة "ارهابية" لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف. وانهارت المفاوضات التي يقودها من الجانب الفلسطيني الرئيس محمود عباس قبل 13 شهرا بسبب خلاف على البناء الاستيطاني بالضفة الغربيةالمحتلة. ويسعى عباس الان الى كسب التأييد لمنح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الاممالمتحدة.