ثروت قاسم [email protected] مقدمة ! الموقف العام في بلاد السودان اليوم الاحد 23 اكتوبر 2011 ، ( 47 سنة بعد ثورة اكتوبر 1964 الخضراء ) يلخصه تصريح السفير البريطاني في الخرطوم ، نيكولاس كاي ، ( الأثنين 17 أكتوبر 2011 ) ، الذي قال ، وعلي رؤوس الأشهاد ، الاتي : + خلال عام 2011 الحالي ، يوجد أكثر من 5 مليون سوداني ، يعتمدون ، وحصريأ ، علي الأغاثات الأجنبية ، في البقاء علي قيد الحياة ؟ + خلال شهر اكتوبر 2011 ، دخل حوالي نصف مليون سوداني إلى دائرة انعدام الأمن الغذائي ... وربما هلكوا ، جوعأ ، في أي لحظة ! 47 سنة من الانزالاق نحو الهاوية ... خصوصأ منذ يوم الجمعة 30 يونيو 1989 ؟ الحيوان السياسي ! الحيوان السياسي السوداني المعارض يعاني امراضأ عضال ! إذا لم يستيقظ هذا الحيوان من سباته ، وأستمر في نومة اهل الكهف ، فأنه يضمن لابي ضنب الأنقاذي أن يسرح ويمرح علي الساحة السياسية ، لعقدين أخرين من الزمان ، وربما أكثر ! خصوصا ، والرئيس البشير لم يكن يتوقع أن يصبر الشعب السوداني عليه وعلي نظامه ، أكثر من نصف المدة التي قضياها في الحكم ! ولكن ماذا تقول مع هذا الحيوان العجيب ؟ الغلوطية تكمن في وجود اربعة اطراف لهذا الحيوان العجيب ، وكلها متدابرة : + الطرف الاول يحتوي علي قوي الاجماع الوطني ، وحزب الاتحادي الديمقراطي ( الأصل ) ؛ وهذا الطرف شبه عاجز بفعل الموت السريري، الذي عاني منه طوال عهد الانقاذ الأسود ؛ + الطرف الثانى يحتوي علي الحركات الشبابية غير الحزبية ، وهى تملك نوايا طيبة ، لكنها لا تملك قواعد شعبية على الأرض ؛ يمكن تحريكها في الشارع ؛ + الطرف الثالث يحتوي علي حركات المقاومة الهامشية الحاملة للسلاح : الحركة الشعبية الشمالية ، وحركات دارفور المسلحة ناقص حركة التحرير والعدالة ! في هذا السياق ، سمعت الحركة الشعبية الشمالية ، ووعت كلمات الرئيس البشير ( الأربعاء 12 اكتوبر 2011 ) ، بأنه لا تفاوض ، ولا بروتوكولات جديدة ، ولا ترتيبات امنية ، مع الحركة الشعبية الشمالية ... التي أرغمها الرئيس البشير ان تكون ظهرها والحائط ! + الطرف الرابع يحتوي علي الاغلبية الصامتة المكونة من القوى التقليدية غير الحزبية ، والطبقة الوسطي التي صارت الطبقة الفقيرة ، وطبقة الجوعي والعنقالة والشماشة ! هذا الطرف الرابع يكون حوالي 95% من الشعب السوداني ! الجفوة المفتعلة ، وعدم الثقة ، والنفور الغريزي ، وعدم التنسيق وأنعدام التشبيك ، بين كل طرف من هذه الأطراف ، من جانب ؛ وكل طرف من الأطراف الثلاثة الباقية علي حدة ، من الجانب الاخر ، سوف يعطل تفجير الانتفاضة الشعبية ، ويمد في أجل عصابة البشير ، رغم أنه لكل أجل كتاب ! عندما تستيقظ هذه الأطراف من غفوتها ، وتبدأ في التنسيق مع بعضها البعض ، والتحرك الجماعي علي الساحة السياسية ، فسوف تبدأ براعم الانتفاضة في الأزهار ، ويغمر الربيع بلاد السودان ! العمل المعارض من كل واحد من مكونات الجسم السياسي المعارض الأربعة المذكورة اعلاه . حلقات متكاملة تصب كل واحدة منها ، وجميعها ، في الهدف الاساسي ، وهو ممارسة اكبر قدر ممكن من الضغوط على الأبالسة ، وتفجير الأنتفاضة الشعبية للأطاحة بنظام البشير ، واستعادة جميع حقوق الشعب السوداني المسلوبة ، ودون نقصان! يجب أن يدرك الرئيس البشير ، حتى لا ينتهي إلى المصير الذي انتهى إليه الرؤساء بن علي ، ومبارك ، والقدافي ، أنه سيجد نفسه وحيدا ذات يوم قريب ، إن هو بقي يتعلق بحبال الهواء ، ويصر على عدم الاعتراف بالواقع ! وإن هو بقي يعيش أوهام أنه باق ، وغيره زائلون ! ولهذا فإن الأفضل له أن يستجيب لرغبات شعبه ، بتكوين حكومة قومية ، تجري أنتخابات حرة ونزيهة ، وأن يغادر طوعا قبل أن يحدث له ما حدث لزملائه الرؤساء المذكوين اعلاه ! يحسن بالرئيس البشير ان يستمع ويعمل بنصيحة نائبه الاول ، الذي صرح ( القاهرة – الأربعاء 12 اكتوبر 2011 ) ، كما يلي : ( إن للحكومات والأنظمة أجلاً مكتوباً تماماً مثل ما للإنسان أجل مكتوب، ولكن بعض الأنظمة والحكومات لا تريد القبول بذلك ظناً منها أنها ستخلد على ظهر الأرض ) ! نعم ... متي ينفض طائر الفينيق جناحيه ، مبددأ رماد الإحباط المتراكم ، ومزيلأ تراب اليأس المقيم؟ ويطير في سموات الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان ... في سودان ما بعد الأنقاذ ؟ القدر أم أزمة الحكم السياسية ؟ هل فقدت الجماهير السودانية الارادة السياسية ، والثقة بالنفس ، وغمرها الاحساس بالخوف والعجز ، وتملكها الأحباط واللا مبالاة ! وأصبحت تنظر الي الحفرة المزرية التي وقعت فيها ، وكأنها نتيجة لقرار رباني ، لا فكاك منه ، كونه مسطور في لوحها ، وليس من فعل ابالسة الأنقاذ ؟ هل اصبح الشعب السوداني يعزي الازمة الاقتصادية التي يعانيها ، والحروب الأهلية التي تفتك به ، الي القدر ... وحصريأ الي القدر ، وليست انعكاسأ لأزمة الحكم الانقاذية ، وقراراته العشوائية ! ثم هل نسي او تناسي الشعب السوداني الاية 11 من سورة الرعد : ( ... ان الله لا يغير ما بقوم ، حتي يغيروا ما بأنفسهم ... ) ( 11 – الرعد ) ومادرأت الجماهير السودانية ان السياسة ، والقرارات السياسية ، تدخل في كل مفصل من مفاصل الحياة ... الأمنية ، الأقتصادية ، الأجتماعية ، الثقافية ، الرياضية ، الفنية ، وما رحم ربك ! أذا مسكت راس الحبل في أسباب هزيمتي فريق الهلال امام فريق الترجي التونسي ( اكتوبر 2011 ) ، فسوف تجد في نهاية الحبل ، بقرة عجفاء تقول لك ، أن هذه الهزيمة أنعكاس مباشر لسياسات نظام البشير البئيسة ! + رئيس نادي الهلال راي صاحب البيت بالدف ضاربأ ، فقمع وصفع وأذل حكم المباراة ! فكيف برئيس هذه خصاله أن يعمل علي فوز فريقه بالتدريب والتأهيل والقدوة الحسنة ؟ + لاعبو الهلال فقدوا الحمية الوطنية ، لانهم يرون وطنهم وقد أختطفه الأبالسة ، ولم يعد وطن الجدود ، ألذي يلعبون ويحاربون من أجله ! فلماذا يجاهدون من اجل وطن الأبالسة ... الذين يقمعون اهلهم ؟ + أزمة الحكم السياسية ، أدت الي تقسيم السودان ، وضياع بترول الجنوب ، واستفحال الازمة الاقتصادية الخانقة ، وغلاء المواد الغذائية ! وبالتالي عدم تمكن لاعبي فريق الهلال من التغذية الصحية المتكاملة في بيوتهم ، ( قبل المعسكر ) ! ومن ثم عجزهم في الملعب أمام عناصر فريق الترجي الأصحاء ! وقس علي ذلك بقية المشاكل والمصائب في بلاد السودان ، التي تجد وراء كل مشكلة ومصيبة منها ، شبح عصابة البشير ، وقراراتها السياسية البئيسة ! أنتفاضة النساء ! قالت عنقالية من نواحي أمدر : نظام الأنقاذ يتهاوي ، وهو أيل للسقوط في أي لحظة ! يحتاج فقط لمن ينفخ ( أووووف ) فيه ، ليصبح أثرأ بعد عين ! هاك بعضأ من المحفزات ، لتفجير الانتفاضة الشعبية : + أصبحت كرامة المواطن مستباحة ، وحقوقه مهضومة ، مما جعل الوضع محتقنأ ، بل متفجرأ ؛ + أصبحت الضائقة المعيشية الطاحنة لا تطاق ، ووصلت الي العضم ؛ + الحروب الاهلية والابادات الجماعية في ازدياد مضطرد ، في دارفور ، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ؛ + البطالة المذلة ، خصوصأ بين الشباب ؛ + نسائم الربيع العربي بدأت تهب علي بلاد السودان ، مما يزيد في التعبئة الجماهيرية والحشد ؛ + والمواجهة المتزايدة مع المجتمع الدولي والإقليمي! لن تصمد عصابة البشير ، مهما اوتيت من قوة وتدبير ، في وجه الشعب ، اذا كسر حاجز الخوف ، وخرج ، وقدم التضحيات ! سيقف مع الشعب السوداني البطل : + الوطنيون المخلصون من القوات النظامية ؛ + الوطنيون الانقياء من الدبابين والمجاهدين في مليشيات الانقاذ الحاملة للسلاح ؛ + الوطنيون الشرفاء من ابناء الحركة الاسلامية الذين يتململون الان ؛ + الوطنيون المتجردون من قبائل الانصار ، والختمية ، والشيوعيين ، والبعثيين ؛ + والجوعي من الجماهير الصابرة ، + والمبطلون من الشباب الأبي ، + والمهمشون ذوي القضايا النبيلة من ابناء وبنات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ؛ نظام البشير القائم ليس مؤسسة وليدة ارادة شعبية ! بل هو شركة قبلية ، وعصابة اجرامية ، تديرها اسرة البشير وشركاؤها ، واصهارها ، وربايبها ، وزباينتها ! يبقي السؤال ؟ من يحرك الشعب ؟ من يربط الجرس علي عنق الكديسة المكتنزة بالسحت ؟ من يتطوع وينفخ ( أووووف ) في نظام البشير المتهاوي ؟ شابات ونساء السودان مدعوات للأقتداء بتجربة توكل كرمان اليمنية ! شابات ونساء السودان يدعون توكل السودانية ان تتجاوز الصالحين والمصلحين من الزعماء السودانيين ، وتقود الثائرات السودانيات ! أن تخرج ومعها بنات مهيرة الي الشارع ، في مظاهرات سلمية ومستدامة ! بنات مهيرة علي استعداد لفداء بلاد السودان ، في سبيل استرداد الكرامة ، وإنهاء سلطة نظام الجوع والفقر والحروب الاهلية ! فقد حل عصر النساء في بلاد السودان ، وأنتهي عصر الرجال ! لكل وقت ومقام حال ! ولكل زمان وأوان نساء ! سوف تهاجمهم قوات النظام الذئبية ! كما هاجمت هذه القوات توكل السودانية ، وكسرت يدها ، وسجنتها ، وعذبتها في زمن غابر !ولكن هذه المرة ، سوف تقود توكل السودانية من الخلف ، لتكون قيادتها مستدامة ، واكثر فاعلية ! وسوف تحمل توكل السودانية ، في أياديها الكريمة ، الدبوسة التي سوف تغرزها في بالون عصابة البشير المنتفخ علي فراغ ! الشعب في انتظار توكل السودانية ... الصاعق الذي سوف يفجر الأنتفاضة الشعبية ، تخطيطأ وتنظيمأ وتحشيدأ ، وتقوم نساء السودان وشاباته بالمظاهرات في الشوارع ! بل الشعب في انتظار الكنداكة السودانية ، لتقودنا للنصر ... فقد جاء نصر الله والفتح !