فى يوم الجمعة 11/11/11 تم التوقيع بالاحرف الاولى على ميلاد الجبهة الثورية السودانية والذى ضم حركة العدل والمساواة والحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان مناوى وعبدالواحد وذلك امتدادا طبيعيا وتحولا واقعيا وعمليا وتاريخيا لتطوير تحالف كاودا والعمل على هدف واحد وهو اسقاط نظام الموتمر الوطنى العنصرى البغيض الذى ظل جاثما على صدر البلاد والعباد لاكثر من 21 عاما مر به السودان كأسوا فترة يحكم يشهدها السودان منذ تاريخ استقلاله الغير مكتمل والذى شهد لاول مرة ارتكاب جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقى والجرائم ضد الانسانية ضد انسان الهامش فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والشمالية والشرق حيث قصفت وما تزال تقصف قرى الامنين المدنيين بطائرات الانتوف وحرقها بواسطة المرتزقة من الجنجويد ومليشيات الموتمر الوطنى فى تحد سافر للاعراف الانسانية والاسلامية والاخلاقية رغم ادعائهم زورا وبهتانا بتحكيم شرع الله الدين الاسلامى الحنيف الذى هو براء منهم مع استمرار الازمة الانسانية للاجئين والنازحين فى معسكرات الذل والهوان مع استمرار معاناة المغلوبين والفقراء والمهمشين من اهلنا فى كل انحاء السودان حيث تشهد اسعار السلع الضرورية ارتفاعا جنونيا الى حد ان متوسط دخل الفرد لا يكفى ليومين فى نفس الوقت الذى ينعم اهل الحظوة من ارزقية الموتمر الوطنى واحزاب الهوان التى تتنادى بالديمقراطية اسما ولا تطبقه على ارض الواقع حيث يعيشون فى ابراج عالية ويحصلون على طيب الطعام وفاخره ويكتنزون المال والذهب والفضه ويقيمون الولائم التى تكلف الملايين حتى اضحى الفساد والاستبداد والطغيان ماركة مسجلة باسم الموتمر الوطنى رغم اجتهاد رئيسهم والمتنفذين منهم لمحاولة نكران وتكذيب الواقع الذى اضحى بائنا وواضحا للعيان كوضوح الشمس فى رابعة النهار فى محاولة يائسة وحقيرة واستخفاف لا نظيرله بعقول المواطنين فى نفس الوقت الذى لا يجد فيه المهمش من اهل امبده والحاج يوسف ومايو وربوع الهامش السودانى الواسع ما يسد به رمقه ويستر به عورته ويتقى به من حرارة الشمس وقساوة الشتاء حتى اضحى الامن سلعة غالية مهرها الروح والدم فداء ليعيش الاخرين بينما يموت البعض الاخر فى معادلة مقلوبة لنظرية فاطعمهم من جوع وامنهم من خوف وعودا ذى بدء فان تاريخ وتوقيت اعلان الجبهة ياتى فى الوقت المناسب متزامنا مع ما ذكر اعلاه وبنكهة مميزة واضافة نوعية بعد انضمام حركة العدل والمساواة الى التحالف والتى تعتبر من اقوى الحركات المسلحة الموجودة على ارض الواقع من واقع النقلة المتميزة والتطوير والتحسين المذهل الذى حدث للحركة فى كافة الانشطة العسكرية والتنظيمية والسياسية والاعلامية بالانفتاح على كافة الناشطين السياسين والعسكريين للتوحد من اجل هدف واحد وهو تحقيق دولة ديمقراطية مدنية حديثة تقوم على دولة القانون والحكم الرشيد كاساس والشورى كمبدا واعطاء اولوية لهموم المواطن والاهتمام بادق تفاصيل حياته كمفهوم فلسفى وفق رؤية علمية وخطط استراتيجية مواكبة تلامس قضايا المواطن ومصلحة الوطن ورفعته وتقدمه كاطار عام وتعتمد الكفاءه والنزاهة كمعيار لاختيار اصحاب الخبرات والموهلات لادارة المرافق الحيوية والاستراتيجية للوطن دونما تمييز عرقى او جهوى او دينى او سياسى او اجتماعى من اجل وطن يسع للجميع زاهر ومشرق وطن بنحلم بيهو يوماتى ان المرحلة التاريخية والمنعطف التاريخى الذى يمر به السودان الان يتطلب الاجماع والتوحدعلى ضرورة ذهاب نظام الموتمر الوطنى من سدة الحكم كأولوية بكافة الوسائل المتاحة الشعبية والاعلامية والسياسية والعسكرية وليس كما يقول بعض الناس بعدم فاعلية الحل العسكرى ولابد من ادارة الحوار كلنا مع حوار سلمى يفضى الى حل دائم وسلام شامل وعادل وليس متجزءا وناقصا ومشوها ومبتورا كما فى نماذج ابوجا والدوحة فكيف بالله الحوار مع هكذا نظام لا يلتزم بالعهود والموايثق ويعيش على القتل والدمار وسفك دماء الابرياء ولا يقبل الطرف الاخر ولايعترف به وينعته باقبح الالفاظ العنصرية ويمارس الاستعلاء العرقى والثقافى ويهمش ويلغى دور الاخر تماما وينفرد بالسلطة والثروة ويعطى الفتات للاخرين ولاحزاب الزينة ومن رضى ان يبيع نفسه وضميره من اجل مال لا يدوم وجاه الى زوال ان الفوارق الطبقية والتنموية الكبيرة والشاسعة فى السودان انما هى نتاج لتلك الممارسات المذكورة والتى لا زالت تمارس وبصورة اشد ضراوة وبشاعة من ذى قبل بل زاد الطين بله انها لم تقف عند هذا الحد بل ذهبت الى تاجيج الحروب والدمار والقتل المنظم فى محاولة لمسح تاريخ شعب يقاسمه الوطن والارض وذات السماء حيث يتم توجية التنمية والاموال لمناطق بعينها وتهريب الجزء الاكبر منها لخارج السودان تكريسا لمقولة على وعلى اعدائى فى ذات الحين الذى يقف فيه النظام متناسيا ومتجاهلا العدو الحقيقى والمحتل الباغى لارض الوطن فى حلايب والفشقه لا يمكن السكوت على هكذا حال باى حال من الاحوال الى متى وحتى متى نرضى الذل والهوان آن الاوان لاحداث تغيير جوهرى وجذرى للواقع السياسى ولابد من اعادة تشكيل و صياغة وبناء مكونات وطن جديد يقوم على احترام الانسان واكرامه واعطاؤه حقوقه ومكتسباته دونما اى ابطاء وذلك لن يتاتى الا بمواجهة الواقع الماثل مع استصحاب التاريخ المظلم لتجربة كل الانظمة التى تعاقبت على حكم السودان بمختلف مسمياتها الديمقراطية والشمولية القابضة والتى لم تفلح فى ان تسير الوطن الى بر الامان وجعلته اسيرا وجريحا لاهواء بعضهم لاشباع رغباتهم وتحقيق احلامهم واوهامهم الشيطانية المعششة فى عقلوهم الخربة التى تعفنت بسبب الفكر المتخلف والنظرة الضيقىة واختزال الوطن فى حفنة من الاشخاص عديمى الضمير والخلق والاخلاق وجعل الوطن مرتبط بهم فى استغلال سيئ باسم الدين لاكل اموال الناس بالباطل واحالتهم الى بسمى الصالح العام بل اوردته الى مهالك الظلمات فاضحت دولة فاشلة فاسدة بامتياز وقسمته الى وطنين بينهما كثير من الحقد والحسد والعنصرية والضغينة والغبينة والشحناء والبغضاء ووطن شمالى ابتدر تدشين دولته وجمهوريته الثانية بتفجير شلالات من الدماء فى جنوب كردفان والنيل الازرق فى اعادة سيئه لانتاج ازمة دارفور ومواصلة لسيناريو الابادة الجماعية والتطهير العرقى كانه تصوير لمشهد سينمائى درامى تنتجه وتقوم بتصويرة هوليوود رغم ان المشهد حقيقى وعلى الهواء مباشرة بشهادة الاقمار الصناعية والتقنية المعلوماتية المتقدمة ولكن ما يحيرنى جدا هو هذا السكوت المحزن والمخجل للمجتمع الدولى كان الذى يدور فى قمر اخر غير الارض وتناسوا بان الارض والدين لله والخلق لله يرثها لعباده الصالحون وليس الفاسدون فى نهاية المطاف من المؤسسف حقا ان ان يقوم حلف الناتو بالتدخل فى ليبيا وتغيير نظام الحكم فيها وذلك طمعا فى بترول وخيرات ليبيا باسم الديمقراطية فى نفس الوقت الذى لا يحرك ساكنا ولا بقرار ادانة من مجلس الامن لما يحدث من ابادة جماعية وقتل وتشريد ونهب واغتصاب الحرائر فى دارفور والشرق والنيل الازرق وجنوب كردفان ان الجبهة يقع عليها الكثير من المسؤليات التاريخية من اجل ايصال المعلومة وعكس حقيقة الاوضاع فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق وشمال السودان للناشطين السياسين والمتعاطفين مع قضايا اهل الهامش فى جميع انحاء المععمورة واخص الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا لما لهما من تاثير كبير على مجريات اتخاذ القرار وكذلك يجب الاتصال بمراكز الاعلام والدراسات الاكاديمية واعضاء البرلمانات ومنظمات المجتمع المدنى وذلك من اجل تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة التى ارتبطت بقضايا واهل الهامش السودانى بفعل استخدام الموتمر الوطنى لسلاح المال والاعلام ترغيبا وترهيبا مما افضى الى حالة من التراخى واللامبالاة وعدم الاهتمام بما يدور ويحدث فى السودان ان امانة الاعلام بالجبهة ينتظرها الكثير من العمل المضنى والجهد الشاق والذى يبدا من التعريف بالجبهة وخلق صورة ذهنية لها كجبهة حية فاعلة تعتبر الممثل الشرعى لتطلعات ورغبات الشارع السودانى لاحداث التغيير المنشود والمرتقب والذى طال انتظاره وكذلك تكون من ضمن برامج الاعلام بالجبهة بناء هوية اعلامية سياسية قوية وفاعلة تشكل حراكا واضافة حية للواقع السياسى والاعلامى الداخلى والخارجى بما يحقق اهداف الجبهة ومطلوب ايضا الجبهة بحث انسب السبل للتواصل بين جمهور الجبهة والداخلى والخارجى مع دراسة المتغيرات والمتطلبات العسكرية والسياسية والاجتماعية والتقافية للتعامل مع هذه الفئات بما يحقق اهداف وبرامج التحالف اخيرا نشيد باضمام حركة كوش وموتمر البجا لتكتمل بذلك المنظومة التى تشكل معظم اهل الهامش والتى تمثل اضافة سياسية وعسكرية واعلامية حقيقية للجبهة ان مضى الجبهة للامام لن يتحقق الا بالتحلى بروح المسئولية والاحساس بمعاناة اهلنا فى كافة ارجاء السودان والبعد عن الخلافات السياسية كذلك يجب الحذر من المندسين والمحبطين الذين يسعون بكافة الطرق لايقاف المد الثورى القادم الذى اعلن عن نفسه بقوة وعزيمة لا تلين املا فى تحقيق الهدف المنشود سودان جديد ديمقراطى. اسكتلندا – مدينة قلاسكوالجمعة 18/11/2011 بقلم / ايوب عثمان نهار Email: [email protected]