كشف ريان بويتي ( Ryan Boyette) عن المأساة الانسانية في جبال النوبة . وريان بويتي ناشط مدني أمريكي كان يعمل سابقاً في المعونة الامريكية ، وبعد اندلاع الحرب في جبال النوبة يونيو 2011 ، رفض المغادرة وقرر مشاركة النوبة مأساتهم وأقام في مدينة كاودا . وفي مقابلة مع ( اليرت نت ) 15 فبراير قال ريان انه شاهد في زيارته لمنطقة برام الناس يأكلون ( صفق) الأشجار . كما رأى حوالي ألف من النازحين يقيمون في كهوف احد الجبال ، حيث تلد النساء على الصخور . وقال انهم لا يملكون أي شئ على الاطلاق . ليس لديهم صابون لغسيل أجسادهم ، أو لغسل أطباقهم . وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها . وقال انه لا يتصور تحسن الأوضاع اذا تم تقديم الاغاثة عبر حكومة الشمال ، لانها في الحرب السابقة استخدمت الاغاثة لتجميع السكان في المناطق التي تريدها ، حيث مورست معظم عمليات الاغتصاب والتعذيب والضرب . وقال انه إذا لم يحدث تغيير جذري وتمثيل حقيقي للشعب فان الحرب ستستمر لفترة طويلة ، فالأطفال لم يعودوا يغنون الاغنيات العادية ، يتحدثون عن طائرات الانتنوف ، بل ويغنون اغنية تقول ( ما الخطأ في النوبة كي يقتلنا عمر البشير ، ماذا فعل النوبة؟!) ، وأضاف ان أجيالاً جديدة من أطفال النوبة ستكبر وهي مملوءة بكراهية هذا النظام . ( نص الحوار أدناه) : ماذا يأكل السكان في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جبال النوبة ؟ هناك بعض المجموعات التي زرعت في موسم الأمطار واستطاعت حصاد كميات معقولة إلى حد ما لان المواجهة ليست قريبة جدا من مناطقها . ولكن المناطق الأخرى تضررت بشدة . ويمكن القول ان محلية برام – في جنوب ولاية جنوب كردفان – هي الأسوأ تضرراً . ولا تزال تقصف في كل يوم . لقد كنت هناك الأسبوع الماضي . يتشارك الناس الطعام الذي يجدوه . وليس هناك خيارات . الدخن بصورة أساسية . ولهذا يعانون من سوء التغذية . في بعض المناطق يأكلون الأطعمة البرية . وفي برام يجمعون (صفق) الأشجار القابلة للأكل . ويجمعون التوت . واذا حدثت مجاعة فستضرب بسرعة وبشدة . لن ترى المجاعة تتصاعد تدريجياً بسبب نهج السكان في المشاركة . هل تعتقد بأن نصف مليون من السكان سيعبرون إلى جنوب السودان كما تخشى الأممالمتحدة ؟ زرت مؤخراً أحد الجبال حيث يعيش ألف من النازحين ، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال . لا يملكون أي شئ على الاطلاق . وكانوا هناك لشهرين ، يعيشون حرفياً تحت الصخور ، في كهوف . والنساء يلدن على هذه الصخور . انهم مرضى . ولا يملكون صابون لغسيل ملابسهم ، أو لغسل أطفالهم ، أو لغسل أجسادهم ، أو غسل أطباقهم . وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها . سألتهم لماذا لا يذهبون إلى ييديا ( معسكر لاجئين عبر الحدود في جنوب السودان) ، فاجابوا : ( لا نعرف ذلك المكان . لقد عشنا هنا طيلة حياتنا من الأفضل لنا ان نموت هنا بدلاً من الذهاب إلى مكان آخر والموت به) . لديهم قدرة عالية على الصمود ، ولا يريدون الذهاب . هل هناك اية معونات تصل إلى جبال النوبة ؟ بعد بداية الحرب مباشرة ، كانت هناك مساعدات قليلة تأتي . لكنها كانت مجرد قطرة ونفدت سريعاً . اعتقد ان هناك تهديدات من حكومة الشمال . هل يمكن ان تتحسن الأوضاع اذا سمحت الخرطوم لمنظمات الاغاثة الدولية بتقديم المساعدات ؟ حتى إذا فعلت ، لا اعتقد ان الامر سينجح . في الحرب السابقة أقامت حكومة الشمال ( معسكرات السلام) ، للنازحين في جبال النوبة . كانوا يتضورون جوعاً . وقدمت المنظمات غير الحكومية المساعدات عبر الشمال . واستخدمت حكومة الشمال المساعدات لجعل السكان يأتون إلى المناطق التي تسيطر عليها . وهناك حدثت معظم عمليات الاغتصاب والتعذيب والضرب في الحرب السابقة. ولذا لا اعتقد ان النوبة سيقبلون بذلك . لا اعتقد انهم سيثقون بمثل هذه العملية ،من السماح للاغاثة بالمرور عبر الشمال . هل من المرجح انتهاء هذه الحرب في وقت قريب ؟ ما لم يحدث تغيير جذري ، وتمثيل حقيقي للشعب ، اعتقد ان الحرب ستستمر لفترة طويلة . هنا أطفال قلائل يغنون الاغنيات . يتحدثون عن كيف تأتي طائرات الانتنوف لقصفهم ، حتى ان هناك أغنية تقول ( ما الخطا في النوبة كي يقتلنا عمر البشير، ماذا فعل النوبة ؟) . ما لم يحدث تغيير كبير ، فان أجيالاً جديدة من الأطفال ستكبر وهي مملوءة بكراهية هذا النظام . (تحرير جولي مولنز- ترجمة حريات) .