1 - مقدمة ! عن مذكرة داخلية نتحدث ! وهي المذكرة التي أعدها بعض كرام شباب حزب الأمة الذين طالبوا في مذكرتهم الداخلية بإصلاحات هيكلية في الحزب ، تبدأ بإستقالة السيد الإمام من رئاسة الحزب ! كده حتة واحدة ! من قادة معدي المذكرة ، يمكن أن نذكر سبعة فتية عظام ! وهم الأساتذة الأفاضل : صالح حامد، مزمل رابح، عبد المطلب عطية الله، الساري سليمان، إسماعيل أبكر، والي الدين وراق، والفاتح علي عثمان ! وتقول بعض الألسنة الخبيثة أن بعضهم يرشح ، وبالمغتغت ، الاستاذ صالح حامد ليكون رئيسأ لحزب الأمة ، في محاولة لضخ دماء شابة جديدة لأصلاح وتجديد الحزب العريق ! يمكن أن نستعيد في هذا السياق تصريح السيد الإمام في ديسمبر 2010 ، بعد أن بلغ الإحباط به مداه من ورجغة نظام البشير بخصوص الأجندة الوطنية ، بأنه سوف يعطي نظام البشير فرصة تنتهي في 26 يناير 2011 ، لقبول الأجندة الوطنية بكاملها ، وإلا فسوف يطلب من مؤسسات حزب الأمة النظر في خيارات أخرى لتصحيح الأوضاع ! وفي حالة عدم الإستجابة لطلبه ، سوف يتنحي من رئاسة حزب الأمة ! لم يتنحى السيد الإمام كما وعد ، وهو صادق الوعد ، لعدة أسباب ، نذكر منها ثلاثة أدناه : السبب الأول أن نظام البشير لم يرفض الأجندة الوطنية رفضأ بينأ ، وإنما يتواصل الحوار معه بخصوصها ؛ السبب الثاني أن مؤسسات حزب الأمة استجابت لطلب السيد الامام ، وقررت في حالة عدم قبول نظام البشير للأجندة الوطنية ، بدء الجهاد المدني ، والتوافق بين قوي المعارضة كافة على نظام بديل ، يحل مكان نظام البشير ! السبب الثالث أن جماهير حزب الأمة وجماهير الأنصار طالبت السيد الإمام بصرف النظر عن مجرد التصريح بفكرة التنحي ، والوقوف أمامهم وقيادتهم للنصر المبين ! وأنشدت المبدعة ، مع آخرين ، بعض روائع الشعر ، الذي سارت به الركبان ! نستميحك ، يا هذا ، في اختزال بعض الملاحظات ، في عشر محطات ، أربعة منها في هذه الحلقة الأولى ، والبقية في الحلقة الثانية : 2- المحطة الأولى ! جاء الرد سريعا على المذكرة الداخلية ، لفتية حزب الأمة الكرام ، ومن جماهير الشعب السوداني قاطبة ، بما في ذلك جماهير حزب الأمة ، وطائفة الأنصار ! كانت استقبالات جماهير ولايتي سنار والقضارف الهادرة ، استفتاءان شعبيان على شعبية السيد الإمام ، وعلى حب جماهير الشعب السوداني له ، وتجديد البيعة له قائدأ ملهمأ ، ورائدأ لا يكذب أهله ! الأعمى يشيل المكسر ، والمرضعة تشيل رضيعها ، والشيخ يشيله عكازه ، والحامل تشيل بطنها المنتفخة ، والشافع يشيل ترتاره ... كل هؤلاء ومثلهم معهم خفوا مهرولين للقاء السيد الإمام ! مظاهرات الفرح والحبور ملأت فضاءات ولايتي سنار والقضارف ، وهي تهلل وتكبر : الله أكبر ولله الحمد ! رد عليهم السيد الإمام قائلأ : الخير قرب ! ردد السيد الإمام كلمات الأمير حمدان أبو عنجة مطمئنا الإمام الأكبر عند استعراض صفوف الراية الزرقاء قبيل شيكان ! الخير قرَّب! ردت جماهير الشعب السوداني ، في ولايتي سنار والقضارف ، على مذكرة فتية حزب الأمة الكرام ، ردا مقنعأ ، ومفحما ، وقاطعا ! لم يحتاج السيد الإمام لمقابلة معدي المذكرة من فتية حزب الأمة الكرام ، لتثنية وتوكيد رد الجماهير الهادرة ! ولم يحتاج المكتب السياسي لحزب الأمة للرد على مذكرة الفتية الكرام ، بعد الرد المقنع من جماهير الشعب السوداني عليهم ! وأوصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ! فألقي معدو المذكرة من الفتية الكرام سجدأ ؛ قالوا آمنا برب موسي وهارون ! وماص أحدهم المذكرة الداخلية ، وشرب مويتها ! وردد آخر لنفسه ولزملائه الكرام الآية 89 والآية 90 من سورة النمل : من جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ؛ وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ! وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ؛ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ؟ 3 - المحطة الثانية ! معدو المذكرة من فتية حزب الأمة الكرام يقولون في مذكرتهم بالديمقراطية ، والدستورية ، والمؤسسية ، ويفتخرون بمحاربة ثنائية الإستبداد والفساد ! ولكنهم لا يتبعون القول بالعمل ! بل على العكس ، يقولون ما لا يفعلون ! كبر مقتا عند الله ، أن تقولوا ما لا تفعلون ! السيد الإمام تم انتخابه رئيسأ لحزب الأمة ، في المؤتمر العام لحزب الأمة ... الكيان الحاكم والسلطة العليا في حزب الأمة ! معدو المذكرة الكرام لا يحترمون قواعد الديمقراطية ، والدستورية ، والمؤسسية ، ويدوسون بأرجلهم على قرارات وأشواق أعضاء وعضوات حزب الأمة ، الذين انتخبوا ، في انتخابات حرة ، ونزيهة ، وشفافة ، السيد الإمام رئيسا لهم ! فهم يستبدون برأيهم ، بإجبارهم السيد الإمام على الإستقالة كرها وغصبا ، وبدون أي مسوغ غير نزواتهم الشبابية ! وهم يستبدون على جماهير حزب الأمة التي اختارت السيد الإمام ، رئيسا لحزب الأمة ! أحدي مظاهر التردي في منظومة الاخلاق السودانية ، هو أن الناس لم يعد لها ( كبير) ! ونعني بالكبير ذلك الرجل المحترم العاقل الذي نهرع اليه في الملمات ، بحثأ عن حل لمشاكلنا ومصائبنا ! صرنا نتجرأ علي الكبير ، بل نسبه ، وننتقص من مقدراته ، ونخوض ونولغ في عطائه الفكري والسياسي ، ونطالب بأستقالته من موقعه الذي اتي اليه عن طريق الانتخاب الحر ! هذه محنة أخلاقية نتيجة مباشرة لسياسات الأنقاذ الأستبدادية ! أنتقلت عدوي الأستبداد من ابالسة الأنقاذ الي فتية حزب الامة الكرام ! ندين الاستبداد الذى فرضه علينا الابالسة ! وندين أكثر الاستبداد الذى يريد فرضه علينا فتية حزب الامة الكرام ! أمسك معدو المذكرة بالقانون في أياديهم ، وتجاوزوا مؤسسات الحزب ، ونظمه وقوانينه ، ونصبوا أنفسهم مؤتمرا عاما لحزب الأمة ، يصدرون الأوامر للسيد الإمام بالإستقالة والتنحي ، لحاجة في نفوسهم ! كان يمكن لمعدو المذكرة من فتية حزب الامة الكرام ، وهم أصحاب بيت وليسوا ضيوفأ ، وهم شركاء وليسوا أجراء ، أن يتقيدوا بالديمقراطية ، والدستورية ، والمؤسسية ، وينتظروا لحين انعقاد المؤتمر العام القادم لحزب الأمة ، ويعدوا عدتهم ، ويقنعوا جماهير حزب الامة بوجاهة وجهة نظرهم ؛ وعندها الحشاش يملأ شبكته! هؤلاء وأولئك من التائهين ، الذين يعانون من فوضى عقلية ، وكركبة فكرية ، وتصلب في بوصلاتهم ... ونتمنى أن يكونوا من الذين أرادوا الحق ، فأخطاؤه ، ولم يريدوا الباطل ، فيصيبوه ! ألا يذكرك معدو المذكرة من فتية حزب الأمة الكرام بالآية 179 من سورة الأعراف : ( ... لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا ! وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا ! وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ! ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ ! بَلْ هُمْ أَضَلُّ ! ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ! ) نساله سبحانه وتعالى لهم عاجل الشفاء ! 4 – المحطة الثالثة ! معدو المذكرة من فتية حزب الأمة يعانون من مرض النسيان ! ذاكرتهم قد فقدت تماما ما جرى من أحداث في تاريخ السودان الحديث ! وربما كان اللوم ملقى على نظام التعليم الإنقاذي ، الذي حرف وزور وطمس الحقائق في تاريخ السودان ! فمقررات التاريخ في المدارس لا تتحدث بصدق عن ثورات السودان وإنتفاضات شعبه ، وفيها عبر لمن لا يعتبر ، ودروس لمن لا يعرف مدرسة ولا كتابا! دعنا نفتح ملفات ثورة اكتوبر 1964 ، وانتفاضة أبريل 1985 ، ليتكرم معدو المذكرة بقراءتها معنا ، ويتعرفوا على دور السيد الإمام ، في أعظم ثورتين في تاريخ السودان الحديث ، بعد الثورة المهدية ! ودعنا نكرر أنفسنا ، لفائدة معدي المذكرة الكرام ، فالذكرى تنفع المؤمنين ، ونقول : كتب السيد الإمام ميثاق ثورة اكتوبر 1964 ، وقاد المفاوضات حتى انتصار الثورة ! فجر السيد الإمام ثورة اكتوبر ، قبل 48 عامأ ، عندما كان العالم العربي يعيش في ظلام الطواغيت ، وأباطرة القهر ، وملوك الإستبداد ! كتب السيد الإمام ميثاق انتفاضة أبريل 1985 ، وقاد المفاوضات حتى انتصار الأنتفاضة ! يكتب السيد الإمام ، هذه الأيام ، الميثاق الوطني للخلاص الوطني ! بعد أن كتب الأجندة الوطنية ، التي كان ، من الممكن ، أن يكون فيها الإنقاذ ( الحقيقي ) لبلاد السودان ! لكن رفضها قادة الإنقاذ ( المدغمس ) ، في قصر نظر عجيب ! السيد الإمام ، رغم أنه إصلاحي بإمتياز ، فهو أبو الثورات في بلاد السودان ! لم يأت السيد الإمام إلى الحكم إلا منتخبأ بإرادة الجماهير الحرة ! رفض السيد الإمام الإستوزار في حكومة ثورة أكتوبر الأولى ، وفي حكومة انتفاضة أبريل الأولى ! رغم أنه كان مفجرهما ... ببساطة لأنه لم يكن منتخبأ من الشعب ! السيد الإمام أول ، نكرر ، أول زعيم طائفة دينية ، يتم انتخابه عبر الإنتخاب الحر ، المباشر ، الشفاف ، والنزيه ، من عناصر الطائفة ، في كافة التاريخ الإسلامي ! لم يعتقل السيد الإمام مواطنا لرأي ! لم يحجر على حرية أحد ! لم يقتل أحدا ! لم يشنق أحدا ! لم ينهب مالا عاما ! لم يستغل موارد الدولة ، بل كان يعيد مرتبه ومخصصاته إلى خزينة الدولة ! هذه خصائص فريدة ، وشبه معدومة في العالم العربي والعالم الإسلامي ! ويجب أن لا نمل من تكرارها ، لتكون قدوة وعبرة لمن يعتبر ! وحتي لا ينساها ، أو يتناساها معدو المذكرة من فتية حزب الأمة الكرام ... وهم يزايدون ويتطاولون على قامة السيد الإمام السامقة ! 5 – المحطة الرابعة ! + قال الذي عنده علم من الكتاب : بعض معدي المذكرة من خوارج حزب السيد مبارك المهدي ، الذين رجعوا معه لأحضان الحزب الأم ! وعندما لم يتم تسكينهم في أمانات الحزب ، خرجوا على السيد مبارك ، وصبوا جام غضبهم على السيد الإمام ! المصالح الشخصية الضيقة ، وليست مصلحة الحزب والوطن ، كانت وراء المذكرة الداخلية ! + قال عفريت من الجن : بعض معدي المذكرة من بقايا خوارج الدكتور مادبو ، المحبطين ، الذين لا يعملون ، ويؤذيهم أن يعمل الآخرون ! + قال إبليس من أبالسة الإنقاذ : بل بعض معدي المذكرة من خوارج يهوذا الأسخريوطي ، الذي طبع قبلة على خد السيد الإمام في العشاء الأخير ، مقابل 30 قطعة فضة إنقاذية ، وهو يسلمه لأبالسة الإنقاذ ، وعلماء السوء ، وخوارج حزب الأمة المتسلبطين ! + قال عنقالي من نواحي الشكابة : تقول الآية 82 في سورة النمل: ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ، أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) هل يا ترى وقع القول على أهل بلاد السودان ؟ فأخرج لهم سبحانه وتعالى دابة من الأرض ( معدو المذكرة من فتية حزب الأمة الكرام ) تكلمهم ، وتتطاول على زعمائهم ، وتزايد على كبارهم ... تأمرهم بالإستقالة ، والتنحي ! وبعد ! تعددت الأقاويل ، وضاعت الحقيقة ! الكلام أعلاه من سقط القول ، ومن الشكليات والشمارات التي لا تهمنا في قليل ، أو أقل ! نود أن نصوب على موضوع المذكرة الداخلية ، وجوهر ما احتوته من اقتراحات ، بغض النظر عن خلفية معديها ، ومراميهم ومقاصدهم ... شخصية أم وطنية ! دعنا نحلل توصيات المذكرة ، ونبرهن بالبينات أن كل توصية من توصياتها تحصيل حاصل ، وتنقيط للحروف المنقطة ، وفتح للأبواب المفتوحة ! نواصل ... 6 - الدكتور بشرى الفاضل ! ثروت قاسم [email protected]