سحق الهجوم الصيفي الثالث للقوات الحكومية في منطقة الداربجنوب كردفان أمس بانه هزيمة ماحقة تعد الأكبر في تاريخ القوات المسلحة ومليشيات الدفاع الشعبي . الفشل والهزيمة التي تلقاها المؤتمر الوطني نتاج طبيعي لكون الحرب التي يشنها حرب غير عادلة ، ولأن القوات المسلحة أصبحت جناحاً عسكرياً للمؤتمر الوطني تقوم بأعمال القمع التي تشكل جزء من سياساته . الهزيمة قاسية لأن التخطيط للمرحلة الثالثة من الهجوم الصيفي قد تم باشراف المشير عمر البشير والفريق النو جعفر ابو عشرة ، إضافة إلى اللواءات مكي الباين ، أحمد خميس ، ويحي والهادي . ورغم إنتقال قيادة القوات المسلحة إلى جنوب كردفان فقد تم سحق الهجوم وتدميره نهائياً اليوم (أمس) في منطقة الدار . وقد أصبحت قوات المؤتمر الوطني فاقدة للاتجاه والوزن . وانتقلت المعارك لأول مرة في تاريخ الحرب لمنطقة العباسية ورشاد ، وتسمع أصوات المدفعية في مدينة أم روابة . واذ لعبت العباسية تقلي دوراً رئيسياً في حماية الثورة المهدية ومساندة الامام المهدي حتى نزل من جبال مملكة تقلي إلى سهول الأبيض ، فان الحركة الشعبية تقتفي خطوات آدم أم دبالو بينما يقتفي المؤتمر الوطني خطوات هكس وغردون باشا . قيادة المؤتمر الوطني في مأزق كبير ، فهي التي أشعلت الحرب وعليها تدور الدوائر . كما ان تحالف الجبهة الثورية سيعدل موازين القوى لمصلحة التغيير والتصدي لعنف المؤتمر الوطني ، لمصلحة قوى الانتفاضة وضد (شبيحة) المؤتمر الوطني . توجيهات البشير لوزيرة الشؤون الاجتماعية باحكام الخناق على المدنيين ورفض إرسال الطعام جريمة من جرائم الحرب ، وعلى السيدة اميرة الفاضل أن تبتعد عن مجرمي الحرب وإلا فانها سترافقهم إلى لاهاي . عمر البشير يتحمل مسؤولية الوضع الانساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وهو يحاول شراء الوقت بالحديث عن اجتماع للجنة العليا للشؤون الانسانية ولمجلس الأمن القومي لمناقشة خطة مجلس الأمن الدولي ، وهذه لجان وهمية ، حيث لا يوجد مجلس للأمن القومي انما يوجد شخص وحيد هو المسؤول عن كل شئ ، واما اللجنة العليا للشؤون الانسانية فليست سوى محاولة منه لتوريط علي عثمان محمد طه وأميرة الفاضل في جريمة يعاقب عليها القانون الدولي ، وهما يشاركان عملياً الآن في هذه الجريمة بمنع الاغاثة عن المدنيين في المنطقتين . نناشد الوطنيين في القوات المسلحة ، والذين تم تجنيدهم قسرياً من الطلاب والشباب ، الا يخوضوا حرب المؤتمر الوطني وان يتركوها لنافع علي نافع ، وان يتجهوا لدعم الانتفاضة والتغيير لبناء وطن جديد قائم على الديمقراطية والسلام العادل وحقوق المواطنة المتساوية والمصالحة بين شعوب السودان ، وعلى الاعتراف بالآخرين وحقهم في ان يكونوا آخرين . ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان 23/2/2012 الحركة الشعبية في شمال السودان: سحقنا الهجوم الصيفي الثالث للجيش السوداني المعارضة المسلحة في السودان تصعد من عملياتها العسكرية في جنوب كردفان ودارفور لندن: مصطفى سري صعدت المعارضة السودانية المسلحة من عملياتها العسكرية في جنوب كردفان ودارفور في أعقاب تشكيل هيكل جديد للجبهة الثورية التي تضم حركات دارفور إلى جانب الحركة الشعبية، وأعلنت الأخيرة أنها سحقت ما سمته بالهجوم الصيفي للقوات المسلحة السودانية في جنوب كردفان، في وقت اعتبرت مصادر في الخرطوم أن التعديلات التي أجراها المؤتمر الوطني الحاكم بإبعاد قيادات تاريخية من دفة القيادة محاولة للالتفاف حول المذكرات التي تقدمت بها مجموعات تنتمي إلى الحركة الإسلامية تطالب بإجراء إصلاحات جوهرية في الحزب. وقال الأمين العام للحركة الشعبية في شمال السودان ياسر عرمان في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن قواته سحقت الهجوم الصيفي للقوات الحكومية وأنزلت بها هزيمة ماحقة تعد الأكبر في تاريخ القوات المسلحة وميليشيا الدفاع الشعبي التي تقاتل إلى جانبها، مشيرا إلى أن البشير هو الذي أشرف وخطط للهجوم الصيفي، وقال: إن قيادة القوات المسلحة انتقلت إلى جنوب كردفان وتم سحق هجومها وتدميرها نهائيا أمس في منطقة «الدار»، وأضاف «انتقلت المعارك لأول مرة في تاريخ الحرب إلى منطقتي العباسية ورشاد في جنوب كردفان وأن أصوات المدفعية تسمع في مدينة أم روابة وهي في شمال كردفان»، وأضاف «هذا الفشل والهزيمة التي تلقاها المؤتمر الوطني نتاج طبيعي لكونه هو الذي شن حربا غير عادلة»، وقال: إن القوات المسلحة أصبحت جناحا عسكريا لهذا الحزب وتقوم بأعمال القمع التي أصبحت تشكل جزءا من سياساته. وقال عرمان إن قيادة المؤتمر الوطني في مأزق كبير فهي التي أشعلت الحرب وعليها تدور الدوائر، وأضاف أن تحالف الجبهة الثورية سيعدل موازين القوى لمصلحة التغيير والتصدي لعنف المؤتمر الوطني لمصلحة قوى الانتفاضة وضد «شبيحة» المؤتمر الوطني، محملا مسؤولية الأوضاع الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق للبشير، داعيا وزيرة الشؤون الاجتماعية أميرة الفاضل الابتعاد عن من وصفهم بمجرمي الحرب، وقال: إن البشير وجه وزيرة الشؤون الاجتماعية بإحكام الخناق على المدنيين في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأضاف «رفض إرسال الطعام جريمة من جرائم الحرب وعلى السيدة أميرة الفاضل أن تبتعد عن مجرمي الحرب وإلا فإنها سترافقهم إلى لاهاي» في إشارة للمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرتي اعتقال إلى البشير لاتهامه بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب في دارفور ووالي جنوب كردفان أحمد هارون المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور، مناشدا من سماهم بالوطنيين في القوات المسلحة والذين تم تجنيدهم قسريا من الطلاب والشباب ألا يخوضوا حرب المؤتمر الوطني، وقال «عليهم أن يتركوها إلى أن نافع علي نافع - وهو مساعد البشير ونائبه في الحزب». ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم الجيش أو أي مسؤول سوداني للتعليق. إلى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم حركة تحرير السودان فصيل مني أركو مناوي، آدم صالح أبكر في بيان تلقت ««الشرق الأوسط»» نسخة منه أن قواته هاجمت منطقة «علونا» العسكرية جنوبالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وأضاف أن قواته دحرت القوات المسلحة وتم تشتيتها وهربت في اتجاه الفاشر، وتابع «تم تسلم قيادة المنطقة بعد مقتل 12 بمن فيهم قائد المنطقة وهو برتبة مقدم والاستيلاء على معدات وسيارات»، معتبرا أن العملية تتم بعد اكتمال هيكلة الجبهة الثورية السودانية قبل أيام. من جانبه اعترف معتمد محلية دار السلام عبد الإله بانقا بالهجوم وقال: إن 6 مواطنين قتلوا وجرح 4 آخرون في هجوم وصفه بالغادر قامت به مجموعة تتبع لحركة تحرير السودان فصيل مني أركو مناوي، وأضاف أن القوة المهاجمة كانت على «3» سيارات ذات الدفع الرباعي وهاجمت المواطنين العزل وإنها قامت بحرق 3 منازل، وقال: إن هدف الهجوم تشريد وترويع المواطنين ودفعهم للنزوح. في غضون ذلك اعتبرت مصادر سودانية ل«الشرق الأوسط» أن التعديلات التي قام بإجرائها حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير بإبعاد القيادات التاريخية محاولة للالتفاف حول مذكرات قواعد الحركة الإسلامية التي كثرت في الفترة الأخيرة، ومن أبرز الذين غادروا مواقع متقدمة أمين الشؤون التنظيمية دكتور نافع علي نافع الذي تم الاحتفاظ به كنائب لرئيس الحزب لكن دون صلاحيات، ودكتور عوض الجاز من الأمانة الاقتصادية، والدكتور إبراهيم أحمد عمر من أمانة شؤون الثقافة والفكر، وقطبي المهدي من الأمانة السياسية، وأشارت المصادر إلى أن التعديلات التي جرت في المؤتمر الوطني غير مسبوقة منذ الانقسام الذي شهده الحزب في عام «1999» بين زعيم الحركة الإسلامية دكتور حسن الترابي والمجموعة الحاكمة بزعامة الرئيس عمر البشير، وقالت: إن الذين تم إبعادهم هم من صقور الحزب الحاكم وعرفوا بالتشدد في مواقفهم السياسية وكانت لهم ارتباطات بالأجهزة الأمنية منذ وصول البشير للحكم عبر الانقلاب العسكري في يوينو (حزيران) عام 1989.