نفت السودان أنباء ترددت عن رفضها استقبال قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس متهمة إسرائيل بأنَّها وراء ترويج هذه الشائعات، مشيرة إلى أن هناك وسائل إعلام مشبوهة تعمل على تفتيت وحدة الأمة الإسلامية بمثل هذه الأنباء. وقال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم قطبى المهدي: "إن السودان مفتوح تمامًا لخالد مشعل والإخوة الفلسطينيين جميعًا، حيث لم يستبعد المهدي وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل خلف ما تردَّد من أنباء عن رفض السودان استقبال قيادات حماس. وأشار المهدى إلى أنَّ هناك الكثير من الأجهزة الإعلامية المشبوهة تتعامل مع أعداء الأمة الإسلامية والعربية، موضحًا أن السودان ظل يستقبل خالد مشعل في كل زياراته للخرطوم وجدد التزامهم التام تجاه القضية الفلسطينية واعتبر ما رشح عن رفضهم استضافته مجرد كذب. ونقلت صحيفة "الشرق" السعودية عن أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية قوله: "حتى الآن حماس لم تطلب استضافة أى من كوادرها فى السودان"، مشيرًا إلى أن الحديث مازال افتراضيًا. وكانت أنباء قد تردَّدت عن رفض الخرطوم استضافة خالد مشعل بعد اعتزامه نقل مقرّ إقامته من العاصمة السورية دمشق، واعتذار عدد من العواصم العربية لاستضافته. و كان موسى أبو مرزوق - نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - أعلن أنه غادر سوريا مع باقي قيادات الحركة احتجاجًا على "الحملة الوحشية التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه". وقال أبو مرزوق: "إن حماس لم يعد لها وجود من الناحية العملية في سوريا وذلك رغم استمرار مكاتبها هناك". وأكد أن إيران تعارض موقف حماس من النظام السوري، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية، مضيفًا أنه "عندما يكون الإيرانيون غير سعداء فإنهم لا يتعاملون معنا كالسابق"، وهو ما اعتبرته الشبكة إشارة إلى انخفاض الدعم المالي الإيراني للحركة. وأشار أبو مرزوق إلى أن مشعل ومساعديه غادروا إلى الدوحة للإقامة بدلاً من دمشق، مشيرًا إلى أن للحركة مكاتب لا تزال مفتوحة في العاصمة السورية. وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن حماس تجازف بفقدان قاعدتها في دمشق التي ظلت قيادتها الخارجية تتمتع فيها لأكثر من عقد، بعد أن ألقت بثقلها لتأييد المعارضة السورية، وأشارت إلى أن هنية أعلن عن مشاركته في مسيرة تضم الآلاف دعمًا للمعارضة السورية، واعتبرت أن هذا الموقف سيقابل ب"توبيخ شديد اللهجة من الحليفين السوري والإيراني لحماس". يأتي هذا بعد أن أعلنت حركة حماس تأييدها صراحة للثورة السورية، حيث قال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية من على منبر الجامع الأزهر بالقاهرة: "أحيي كل شعوب الربيع العربي بل الشتاء الإسلامي، فأنا أحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح". وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد رفض لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد قبل مغادرة الأول دمشق، على الرغم من تحديد الموعد مسبقًا، وغادر قبل موعد اللقاء؛ لأنه رأى أن اللقاء لن يكون له أي فائدة. يذكر أن حماس قد رفضت التوقيع على بيان للفصائل الفلسطينية تؤيد فيه نظام الأسد، ورفضت كذلك المشاركة في تظاهرات تأييد للأسد في المخيمات الفلسطينية في سوريا، وهو الأمر الذي زاد من التوتر بين حماس والنظام السوري.