حلّ ربيع الثورات العربية على فصائل المقاومة الفلسطينيه شتاءاً قارساً بدءأ بإبعاد ملف فلسطين من واجهة الاحداث لتحل محله قضايا ثورات الشعوب العربيه التي انتفضت ضد سطوة حكامها، على الرغم من أن ذات العام ونصف العام تاريخ هبات الربيع العربي قد شهدت حراكاً في قضية المصالحة الفلسطينية، لكن ما يحدث داخل تلك البلدان من حراك جعل من الواضح أن السياسية الخارجية ستشهد تغييراً جذرياً يتماشي ومتطلبات المرحلة الجديدة ، كما كان واضحاً أيضاً أن تقاطعات العلاقات الدولية لن تبقي على ماهي عليه وأن سلطة الشعب لن تقبل بأي مساومات سياسية تضر بمصالحها الوطنية العليا . وعلى ما يبدو فأن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس" خالد مشعل قد فطن الى ذلك منذ وقت مبكر وعجل برحيله من العاصمة السورية دمشق التي إختارها لإقامته بعد إغلاق مكاتب الحركة في العاصمة الأردنية عمان عام 1999 بعد ممارسة ضغوط صهيوينه امريكية على عمان . ولكن المزايا التي يتمتع بها خالد مشعل وابرزها اقامته لشبكة علاقات قوية مع القادة والزعماء العرب جعلته يتحرك في فضاء متسع نسبيا، فكان أن توجه تلقاء الدوحة القطرية كأول محطة خارجية بعد دمشق، وحسب ما تواتر من أنباء فإن السلطات الأردنية والمصرية رفضت إستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للإقامة بين ظهرانيها. ولطالما كانت عاصمة اللاآت الثلاثة مأوى لفصائل المقاومة الفلسطينية تقدم لها ما أوتيت من دعم ، ليس آخرها موافقتها على التئام اجتماع لمجلس شورى حركة حماس عقد في العاصمة السودانية في يناير الماضي لبحث توجهات الحركة على ضوء التغييرات الإقليمية الأخيرة. وقالت وسائل الاعلام ان القائد السياسي لحماس تعرض خلال هذا الاجتماع لانتقادات من الجناح العسكري للتنظيم بعد رفض الاجتماع لمقترح بإجراء تعديلات في الهياكل القيادية للحركة تقدم بها مشعل. لكن وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام فإن الخرطوم رفضت إستضافة مشعل في أراضيها وتحدث الاعلام أيضاً عن تخوف الخرطوم من عدم نجاح مشعل في إيجاد بلد أخر يقبل ان يقيم فيه بشكل دائم الأمر الذي سيقود إلى استقراره في العاصمة السودانية. وأضافت مصادر الأخبار ان السلطات السودانية تذرعت بعدم مقدرتها على توفير الحماية له. بيد أنه وعلى نطاق الداخل فإن الحكومة السودانية آثرت الصمت إزاء هذه الأخبار ولم يخرج أي مسؤول رسمي نافياً أو مثبتاً لتلك الأخبار . بينما لا يستبعد مراقبون رفض الخرطوم طلب إستضافة مشعل وذلك بالنظر الى التحرك المحموم الذي تقوده الحكومة السودانية مع الإدارة الأمريكية للتوصل الى إتفاق يفضي الى رفع إسم السودان من الدول الراعية للإرهاب ويعفي ديون السودان الخارجية ، وحسب مصادر تحدثت ل( الصحافة ) " فإن الحكومة السودانية درجت على إستخدام كرت فصائل المقاومة – حماس وحزب الله – تلوح به في وجه المجتمع الدولى ولاسيما الولاياتالمتحدة ، لكن الان مع إعمال مبدأ التفاوض مع واشنطن فمن غير المحبب القيام بأفعال لا تصب في مصلحتها " . وفي ذات السياق فقد شهدت زيارة خالد مشعل الأخيرة الي السودان تباين للأراء في الملف السوري حيث وجه الأخير إنتقادات و لوماً شديداً للحكومة السودانية لموافقتها على تجميد عضوية سوريا ضمن قرارات الجامعه العربية ، كما وجه رسالة احتجاج شديدة إلى الرئيس الفلسطيني أبومازن على الموقف الفلسطيني الرسمي تجاه سوريا ودعمه للثورة . وهو الشئ الذي نفته الحكومة السودانية مؤكدة أن موقف السودان تجاه سوريا يجئ متسقاً من حيث المبدأ مع موقف حماس بإعتبار أن سوريا دولة مواجهه وذلك وفق إفادة المتحدث بإسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح ل( الصحافة ) . الا انه بدا واضحاً أن حركة حماس لديها شبه يقين الان من قرب زوال نظام بشار الأسد على الرغم من أنها في بداية الثورة السورية بدأت تلعب دوراً سياسياً عن طريق خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس لدى الجامعة العربية فى القاهره لمصلحة النظام السورى حيث اُخذ عليه الوقوف مع الاسد وليس فى صف الثورة السورية ، وكذلك تمثل فى إطراء الجامعة العربية على دور خالد مشعل الذى قام به لتوقيع السلطة السورية لبروتوكول إرسال المراقبين التابعين للجامعة لإنهاء الازمة فى سوريا . وبعيداً عن أين يستقر به المقام فإن مشعل متواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهره لحضور لقاء الفصائل والإطار القيادي لمنظمة التحرير، التي تبدأ اجتماعاتها اليوم الخميس للتباحث بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المؤمل أن يتلقي على هامش تلك الإجتماعات برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وعلى الرغم من الرفض لاستقبال مشعل وصحبه الذي اظهرته اكثر من عاصمة عربية سواء تصريحا أو تلميحا يُرحج متابعون أن مستقبل المنظمات وحركات المقاومة الإسلامية ستجد لها أكثر من مأوى بعد سيطرة الإسلامين على السلطة في عدد من البلدان التي شهدت ثورات الربيع .واللافت أن حركة حماس من أكثر حركات المقاومة التي نشطت مؤخراً في الخروج من العزلة السياسية التي كانت مفروضه على قادة الحركة حيث إنطلق رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في جولة خارجية مطلع العام الحالي بدأها بالسودان وتونس ومصر وتركيا بغرض حشد الدعم والتأييد من عواصم تلك البلدان .