لندن (رويترز) - من المنتظر أن يقول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في خطاب يوم السبت ان التعددية الثقافية للدولة فشلت وتركت الشبان المسلمين عرضة للتطرف وان يحث على سياسة أكثر نشاطا لرأب الانقسامات وتعزيز القيم الغربية. وجاء في مقتطفات من الكلمة التي سيلقيها كاميرون في مؤتمر أمني في مدينة ميونيخ الالمانية انه ينبغي لبريطانيا والدول الاوروبية الاخرى "التيقظ لما يحدث في دولنا" الى جانب التصدي للارهاب من خلال عمليات عسكرية في الخارج. وتقول المقتطفات التي نشرها مكتب كاميرون "حان الوقت لطي صفحة سياسات الماضي الفاشلة. "ولذا يجب أولا علينا كحكومات ومجتمعات مواجهة هذه الايديولوجية المتطرفة بكل أشكالها بدلا من تجاهلها." وتردد تلك التعليقات تصريحات أدلت بها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل العام الماضي وتعكس مسعى لحكومات أوروبية لتحسين اندماج المهاجرين بالنظر الي استمرار التوترات المحلية بين ثقافات مختلفة. ويقول مساعدون لكاميرون ان تعليقاته بشأن التعددية الثقافية والتطرف تشير الي مسار للسياسة في المستقبل ويبقى من غير الواضح كيف ينوي ائتلاف المحافظين والديمقراطيين الاحرار تحويل هذه الرؤية الى واقع. واشار منتقدون الي ان السياسة الخارجية الغربية في الشرق الاوسط وما وراءه - وليس فقط صدام الحضارات في الداخل- لعبت دورا كبيرا في تأجيج المشاعر المناهضة للغرب. وسيقول كاميرون في كلمته "بموجب مبدأ التعددية الثقافية للدولة .. شجعنا مختلف الثقافات على أن تعيش كل منها حياة منعزلة بعضها عن بعض وعن التيار الرئيسي. "فشلنا في تقديم رؤية لمجتمع يشعرون بأنهم يرغبون في الانتماء اليه ... كل هذا يترك بعض الشبان المسلمين يشعرون بأنهم بلا جذور." وسيقول أيضا انه حان الوقت لاحلال "ليبرالية نشطة وقوية" محل "التسامح السلبي" في بريطانيا لتوجيه رسالة مفادها أن الحياة في بريطانيا تدور حول قيم محددة رئيسية مثل حرية التعبير والمساواة في الحقوق وسيادة القانون. "المجتمع المتسامح بشكل سلبي ... يقف محايدا بين مختلف القيم. الدولة الليبرالية بشكل حقيقي تفعل أكثر من ذلك بكثير. انها تؤمن بقيم محددة وتدعمها بشكل نشط."