الخرطوم (رويترز) - قال خبير بحقوق الانسان معين من قبل منظمة الاممالمتحدة يوم الاثنين ان تصاعد العنف في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بالسودان قد يخرج عملية السلام بين الشمال والجنوب عن مسارها. وقال محمد تشاندي عثمان الذي عينه مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة لمراجعة أوضاع السودان في عام 2009 ان خمسة اشتباكات كبيرة وقعت في ابيي منذ صوت الجنوبيون على اعلان الاستقلال عن الشمال في استفتاء جرى في يناير كانون الثاني. ويزعم كل من شمال السودان وجنوبه أحقيته بالمنطقة المنتجة للنفط حيث اشتبكت قبائل المسيرية الشمالية مع قبائل الدنكا نجوق المرتبطة بالجنوب. وقال في بيان في ختام زيارته الثانية للسودان منذ تعيينه "لا تزال ابيي نقطة ساخنة يحتمل أن تخرج عملية السلام بأكملها عن مسارها." ولم يحسم مصير ابيي في اتفاق السلام الذي وقع عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب راح ضحيتها ما يقدر بنحو مليوني شخص. وقد يؤدي اي استئناف للقتال الى كارثة انسانية أخرى ويعطل تدفق النفط ويزعزع استقرار المنطقة بالكامل. وقال تشاندي ان 16 اشتباكا على الاقل وقعت في جنوب السودان منذ الاستفتاء. وأضاف "أشعر بالقلق من تزايد الخسائر في الارواح ونزوح المدنيين بسبب الجرائم وسرقة الماشية والعنف بين الطوائف والقتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش الجنوب) وجماعات ميليشيا." وقال الجيش الشعبي ان اكثر من 42 مسلحا قتلوا في أحدث اشتباكات بعاصمة ولاية أعالي النيل بالجنوب يوم السبت. وقال تشاندي ايضا ان الخرطوم مازالت تحتجز عددا من زعماء المعارضة والطلبة والنشطاء دون توجيه اتهامات لهم. واتخذ السودان اجراءات صارمة مع مجموعة من المظاهرات في الشمال استلهمت الانتفاضتين في مصر وتونس لكنها لم تستقطب دعما واسعا. وقال تشاندي ان القتال زادت كثافته بين القوات الحكومية ومتمردي دارفور منذ ديسمبر كانون الاول. وأضاف أنه زار نازحين بالمنطقة. وقال "وضعهم بائس وهذا أقل ما يقال." وأضاف "أشعر بالقلق من أنه بدون مساعدة انسانية فورية فان وضع هؤلاء الناس- وكثير منهم نزحوا للمرة الثانية او الثالثة- قد يصل الى مستويات كارثية."