انتخب اعضاء البرلمان الصومالي الذين اجتمعوا في مقديشو حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للصومال. وحصل محمود البالغ من العمر 56 عاما وهو استاذ جامعي على اغلبية الاصوات في الدورة الثانية من الانتخابات، متفوقا على الرئيس السابق شريف شيخ احمد. وقال مراسل بي بي سي علي حلني إن النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية الصومالية انتهت بفوز حسن شيخ محمود ب 190 صوتا مقابل 79 صوت لشريف شيخ احمد. ويقول دبلوماسيون إن اسم الرئيس الجديد المنتخب شيخ محمود لم يبرز الا في الساعات ال 48 الاخيرة.وقد وصف بأنه استاذ جامعي لم يعرف له انتماء سياسي محدد ولم يتول اي منصب وزاري في السابق ولم يعرف بقربه من اي فصيل منخرط في الحرب الاهلية المزمنة التي تشهدها الصومال منذ عقود. "اكاديمي مجهول" تخرج شيخ محمود من الجامعة الصومالية الوطنية عام 1981، ثم اكمل دراسته في الهند، حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة بوبال الهندية. ووصف احد الدبلوماسيين شيخ محمود بانه معروف بإعتداله، وعمله الاكاديمي فضلا عن عمله مع العديد من المنظمات الدولية في الصومال. غير انه يبقى "مجهولا" لدى المجتمع الدولي. وقد عمل محمود لسنتين موظفا لشؤون التعليم في منظمة الاممالمتحدة رعاية الطفولة اليونسيف في مناطق وسط وجنوب الصومال حتى مغادرة بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة من الصومال عام 1995. وانشأ بعد اربع سنوات من هذا التاريخ المعهد الصومالي للتطوير التنظيمي والاداري في مقديشو الذي ضم مؤخرا الى جامعة سيماد الصومالية. في عام 2011 اسس حزب السلام والتنمية، الذي يتولى رئاسته حاليا. وكان على علاقة بحزب الاصلاح القديم في الصومال الذي يعد رديفا لجماعة الاخوان المسلمين. ويتكلم شيخ محمود الصومالية والانجليزية، وترجع اصوله مثل الرئيس السابق الى قبيلة الهوية. وقد أنهى انتخاب محمود أكثر من عقدين من المرحلة السياسية الانتقالية، إذ اصبح أول رئيس صومالي منتخب في مقديشو منذ بداية العملية الانتقالية الصعبة في البلاد منذ العام 2000 بدعم من المجتمع الدولي، وكان الرؤساء السابقون انتخبوا في بلدان الجوار لدواعي امنية. "فوز عادل" الرئيس الصومالي الجديد ادى شيخ محمود اليمين الدستورية رئيسا للصومال بعد انتخابه مباشرة وقال الرئيس الصومالي الجديد في كلمة بعد انتخابه "اشكر لكل من ساهم في هذا المسار التاريخي. ان ما حدث اليوم سيكتب بحروف من ذهب في التاريخ الصومالي ... وآمل ان يتجه الصومال الى الافضل وان تصبح مشاكلنا جميعها من الماضي". وفور اعلان النتيجة، تصافح الرئيس المنتخب والرئيس المنتهية ولايته. واعلن شريف عبر التلفزيون المحلي قبوله بنتيجة الانتخابات واقراره بالفوز "العادل" لخصمه مؤكدا انه يغارد السلطة "بلا ضغينة". واضاف شريف " انه شيء سار بالنسبة الي ان اشهد انتخابات عادلة في مقديشو بعد 42 عاما (منذ ان سيطر محمد سياد بري على السلطة في 1969) ". وادى حسن شيخ محمود اليمين الدستورية رئيسا للبلاد من قبل المحكمة العليا، واطلقت عيارات نارية في الهواء بالعاصمة مقديشو احتفاء بفوز الرئيس الجديد. وكان شريف شيخ احمد تصدر نتيجة الجولى الأولى من انتخاب الرئيس الصومالي الجديد بأربعة وستين صوتاً، بينما ذهب ستون صوتاً إلى حسن شيخ محمود الأكاديمي الصومالي ورئيس حزب السلام والتنمية. وانسحب كل من عبد الولي محمد علي رئيس الوزراء الصومالي المنتهية ولايته، ورجل الأعمال عبد القادر عصبلي من المنافسة. وينهي انتخاب الرئيس الجديد مسارا طويلا ومعقدا اشرف عليه الاممالمتحدة وهدف الى منح الصومال مؤسسات دائمة وحكومة مركزية حقيقية. ومنذ الاطاحة بنظام الرئيس سياد بري في 1991 غرقت البلاد في الفوضى وتوالت فيها الحكومات الانتقالية منذ العام 2000.