انتخب البرلمان الصومالي أمس الاثنين حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للصومال، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمود عثمان جواري. وحصل الاستاذ الجامعي حسن شيخ محمود (56 عاما) على 190 صوتا في الدورة الثانية من الانتخابات، متغلبا على الرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ احمد الذي حصل على 79 صوتا، طبقا لاحصاءات تابعها مراسل فرانس برس. وقال جواري ان «حسن شيخ محمود هو الفائز في الرئاسة اليوم». وانسحب المرشحان رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالولي محمد علي وعبدالقادر اوسوبلي من الدورة الاولى من الانتخابات لاختيار رئيس وهو ما يشكل نهاية لعملية سياسية طويلة رعتها الاممالمتحدة بهدف اخراج الصومال من عقدين من الحروب الاهلية والفوضى. وحسن شيخ محمود مرشح غير معروف يتحدر من قبيلة هاويي مثل شريف شيخ احمد. ويقول محللون انه شارك بشكل كبير في عمل المنظمات الاهلية. وهو اكاديمي وناشط سياسي ومدني عمل مع العديد من منظمات السلام والتنمية المحلية والدولية. وكان الرئيس الصومالي المنتهية ولايته شريف شيخ احمد قد تصدر الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في وقت سابق أمس بفارق طفيف جدا، حيث حصد اصوات 64 نائبا مقابل 60 صوتا حصل عليها حسن شيخ محمود. وانتخاب الرئيس يشكل نهاية لعملية سياسية طويلة رعتها الاممالمتحدة بهدف اخراج الصومال من عقدين من الحروب الاهلية والفوضى. وقد فشلت محاولات فرض سلطة مركزية في هذا البلد، بما فيها السلطات الانتقالية التي انتهت مهمتها أمس بعد ثماني سنوات على انشائها والدعم الذي لقيته في السنوات الاخيرة من الاسرة الدولية. وقد بدأ البرلمان الصومالي أمس الاثنين التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد في ختام عملية يعتبرها البعض وعلى رأسهم الاممالمتحدة «تاريخية» لاخراج الصومال من عقدين من الحروب الاهلية والفوضى. وكان رئيس البرلمان محمد عثمان جواري، الذي انتخب في هذا المنصب الشهر الفائت، اول من ادلى بصوته في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها 25 مرشحا من بينهم الرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ احمد. وبعده تعاقب بقية النواب على صندوق الاقتراع في اجواء من الحر الخانق في قاعة الانتخاب التي اقيمت داخل مدرسة الشرطة الوطنية تحولت للمناسبة إلى مقر للبرلمان. وازدحمت القاعة ب229 نائبا حضروا جلسة الانتخاب من اصل 275 نائبا يتشكل منهم البرلمان، وتتوج هذه الانتخابات عملية سياسية رعتها الاممالمتحدة وتهدف إلى اقامة مؤسسات مستقرة في بلد محروم من حكومة مركزية حقيقية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991. ومنذ ذلك التاريخ، تشهد الصومال حروبا بين امراء الحرب وجماعات اسلامية وعصابات اجرامية. وقد فشلت محاولات فرض سلطة مركزية الواحدة تلو الاخرى، بما فيها السلطات الانتقالية التي تنتهي مهمتها اليوم بعد ثماني سنوات على انشائها والدعم الذي لقيته في السنوات الاخيرة من الاسرة الدولية. وتعتبر الاممالمتحدة هذا التصويت افضل فرصة لاحلال السلام منذ اكثر من عشرين عاما. ويخشى المحللون بقاء الشخصيات نفسها والنظام نفسه الذي يستشري فيه الفساد، في السلطة. وتجري العملية السياسية في الصومال بينما احرزت القوة الافريقية في الصومال التي تتدخل دعما للقوات الحكومية، سلسلة من النجاحات العسكرية ضد ابرز قوى التمرد في البلاد حركة شباب المجاهدين الاسلامية المتطرفة. وتم طرد هذه المجموعة المتحالفة مع القاعدة، من العاصمة مقديشو في اغسطس 2011 وخسرت في الاشهر الاخيرة العديد من معاقلها امام هجمات القوة الافريقية وبعد تدخل قوات اثيوبية في الصومال في نوفمبر. لكن الشباب لا يزالون يسيطرون على مناطق واسعة في وسط الصومال وجنوبه ويشكلون، بحسب محللين، تهديدا جديا لاستعادة السلام في الصومال. المصدر: أخبار الخليج 11/9/2012م