منحت مؤسسة مو إبراهيم جائزة خاصة بقيمة مليون دولار لناشط السلام المعروف الاسقف الجنوب افريقي دزموند توتو “لقوله الحقيقة للسلطة". ووصفت المؤسسة ومقرها العاصمة البريطانية لندن رجل الدين الجنوب افريقي بأنه “احد اعظم الاصوات الافريقية المنادية من اجل العدالة والديمقراطية والحكم الرشيد". وكان توتو فاز بجائزة نوبل للسلام والتي تبلغ قيمتها 10 ملايين كرونه سويدية(نحو 935 الف جنيه استرليني) في عام 1984 لنشاطه ضد التمييز العنصري. وقد اجاب الاسقف توتو بتقديم الشكر لزوجته ليا ومن وصفهم بأنهم ساعدوه في الحصول على هذا الشرف . وقال توتو في بيان له “كنت محظوظا طوال حياتي لأنني كنت محاطا باشخاص ذوي مكانة عالية، بدءا من زوجتي المميزة، وهؤلاء الناس الكرام هم من قاد وحث وساعد وسمح لي في النهاية بأن احصل على مثل هذا الشرف". واوضح البيان أن الاسقف الجنوب افريقي يحتفل في كيب تاون مع زوجته عيد ميلاده وزوجته مع العائلة، إذ يدخل الاحد عامه ال 81، بينما سيكون عيد ميلاد زوجته بعد اسبوع من هذا التاريخ. انتقادات وظل رجل الدين الجنوب افريقي متحدثا دائما في الشؤون الدولية منتقدا بشدة معاملة اسرائيل للفلسطينيين ومعاملة الصين لسكان التيبت. كما انسحب في آب/اغسطس الماضي من رئاسة القمة في جوهانسبرغ رافضا مشاركة المنصة مع رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير. وقال توتو إن بلير والرئيس الامريكي السابق جورج بوش يجب أن يحاكما في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لكذبهما بشأن اسلحة الدمار الشامل في العراق لتبرير غزو تلك البلاد. ومن جانبه رد بلير بقوة مدافعا عن قراراته بهذا الشأن ورافضا اتهامات الاسقف توتو وواصفا اياها بأنها “خاطئة تماما، كما يظهر أي تحليل مستقل للأدلة التي عرضت". الفقر في انتظارهم وتمنح مؤسسة مو ابراهيم ايضا جائزة سنوية بمبلغ 5 ملايين للزعماء الافارقة السابقين الذين حققوا نوعا من الحكم الرشيد اثناء توليهم مسؤولياتهم. وكان اخر من تسلموا هذه الجائزة رئيس جمهورية الرأس الاخضر بيدرو فيرونا رودريغز بيريس في عام 2011. وتشترط الجائزة على الفائزين ان يكونوا منتخبين ديمقراطيا ووافقوا على مغادرة السلطة سلميا. ولم تقدم الجائزة في بعض السنوات لعدم وجود من يستحقها ، وسيعلن عن الجائزة هذا العام في وقت لاحق هذا الشهر، اذا كان ثمة فائز بها. ولد محمد ابراهيم عام 1946 وهو بريطاني من اصل سوداني، يملك شركة للاتصالات والهواتف المحمولة وقد حقق ارباحا بالمليارات من استثماراته في افريقيا. ويشير الى ان جائزته البالغة 5 ملايين دولار تمثل حافزا مؤثرا لأن العديد من قادة الدول الافريقية جنوب الصحراء تحدروا من عوائل فقيرة ويسعون للبقاء في السلطة خشية ان يكون واقع الفقر هو ما ينتظرهم اذا تخلوا عن السلطة. وكانت اول هذه الجوائز منحت عام 2007 لجواكيم تشيسانو الرئيس الموزمبيقي السابق، الذي ظل بعد تخليه الرئاسة وسيطا في العديد من النزاعات الافريقية.