يجسد رئيس دولة الأوروجواي خوسيه موخيكا الحاكم القريب من مشاعر الناس وقيم التضامن التي تبقى في وقتنا الراهن وخاصة في العالم العربي نوعا من'اليوتوبيا' وإن كان التراث الإسلامي يزخر بأمثلة من الماضين خلال نهاية الأسبوع، كتبت وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية أن الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في أمريكا الجنوبية ، عرض رئيس الأوروجواي خوسيه موخيكا على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم 'كاسا سواريث إي رييس' في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة وجاء قراره بعدما اطلع على جميع مراكز الإيواء ونسبة المشردين، وتبين له أن بعض المشردين سيبقون دون مأوى. وهذا ليس من باب المبالغة السياسية، فقد سبق له يوم 24 مايو الماضي أن احتضن في قصره امرأة وأبناءها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى ويعتبر القصر الرئاسي مبنى فخما بكل المقاييس، لكن منذ وصول اليسار الى الحكم مع الرئيس السابق تاباري با *** بدأ يتخلى عن هذا القصر، واكتفى بإقامة عادية باستثناء عقد بعض اللقاءات الرسمية مع قادة الدول الأجنبية. ولما وصل خوسيه موخيكا الى الرئاسة اتبع نهج سلفه بل وعمل على مزيد من التقشف وإذا كانت المجلة الأمريكية 'فوربس' تنجز ريبورتاجا عن أغنى ملوك ورؤساء العالم، فموخيكا يتصدر لائحة أفقر حكام العالم، فهو يحصل على راتب شهري قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي ولكنه يقدم للأعمال الاجتماعية 90' من هذا الراتب ويحتفظ فقط ب 1250 دولار شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة فولكسفاغن لا تتعدى قيمتها ألفي دولار.ويؤكد موخيكا '1250 دولار للعيش تكفيني لأن أغلبية مواطني الأوروجواي يعيشون بمرتب أقل' ولا يتبنى موخيكا الذي كان في الماضي منتميا لحركات اليسار المسلح أسلوبا شعبويا في سياسته بل يقوم بهذه الأشياء بهدوء تام وهو قليل الظهور في وسائل الاعلام ولكنه يوصف بالرئيس العملي الذي يصنف بالأكثر قربا من شعبه في العالم وتطلق عليه الصحافة 'أفقر رئيس في العالم ورئيس الفقراء' بسبب تواضعه المطلق، إذ رغم رئاسته للبلاد، فهو يقيم في منزله المتواضع. ويبقى التساؤل، هل يمكن للحكام العرب المسلمين من المحيط الى الخليج أنيقلدوا رئيس الأوروجواي موخيكا بفتح قصورهم للفقراء ويتبرعوا من ثرواتهم للمحتاجين؟ بطبيعة الحال لا وألف لا، لأنهم فقدوا بوصلة التضامن منذ فترة تاريخية طويلة هذا الرئيس شريف ابن شريف لانه يشعر ويحس بمعاناة شعبه ويريد ان يخدم الشعب ولا يسرقهم واما حكامنا العرب فهم يسرقون ويجعون الاموال الشعب وفي النهاية تذهب هذه الاموال التي يسرقوها من شعوبهم تذهب الى البنوك الغربية والامريكية وتحجز لهذه الدول ويبقى عار لهم فقط في نهاية حياتهم ويذهبون الى مزبلة التاريخ