تعهد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها بالسيطرة على مطار دمشق الدولي في اليومين القادمين، في حين قال ناشطون إن الجيش الحر دمر اليوم ثلاث دبابات على مشارف المطار وقتل العشرات من عناصر المخابرات الجوية، وسط استمرار إغلاق المطار وقطع الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي. وقتل 26 شخصا على الأقل معظمهم في دمشق وريفها وحلب بعد مظاهرات جديدة اليوم. وكان النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى محيط المطار، وذلك بعد اندلاع اشتباكات قرب المطار أدت إلى قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة السورية. في السياق قال مسؤول في شركة للطيران بمنطقة الخليج إن مطار دمشق لا يستقبل رحلات اليوم الجمعة. وأضاف المسؤول المقيم في دبي أن شركات الطيران لا تعمل في دمشق اليوم لأن المطار لا يستقبل أي رحلات، وأظهرت جداول الرحلات الجوية على مواقع الطيران على الإنترنت أن شركتي طيران تتخذان من الخليج مقرا، هما فلاي دبي والعربية للطيران، ستسيران رحلاتهما إلى دمشق اليوم. وعزت مصادر مقربة من النظام الإغلاق لأسباب روتينية تتعلق بأعمال صيانة، كما أعلنت السلطات أمس أن "الطريق إلى المطار آمن". من جهة أخرى قالت شبكة "سانا الثورة" إن النظام قطع الاتصالات والإنترنت عن 35% من أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة دمشق. ميدانياً، أفادت لجان التنسيق المحلية فجر اليوم باشتباكات الآن في محيط المدرج الغربي للمطار، مشيرة إلى أن الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع. اشتباكات وقصف وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بعيد منتصف الليل أن مواطنيْن قتلا في إطلاق رصاص على حافلة تقل عددا من موظفي مطار دمشق الدولي على طريق المطار، لافتاً إلى تعرض بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية. وفي ريف دمشق أيضا، قصف الطيران الحربي جسرين وداريا ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذكر ناشطون أن الجيش الحر أسقط طائرة ميغ بالقرب في منطقة الغسولة بريف دمشق (القريبة من المطار). وهز انفجاران مدينة حماة أحدهما في محيط السجن المركزي والآخر في منطقة الحاضر، حسب الناشطين. وفي بلدة المحيمل بريف إدلب جرت اشتباكات عنيفة في بلدة بين الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحام البلدة، وسقط عدد من القتلى والجرحى بمدينة الرستن بريف حمص جراء تجدد القصف على المدينة بالمدفعية وراجمات الصواريخ. وقصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة مدينة بصر الحرير في ريف درعا، واستمرت حملات دهم واعتقال قوات النظام في بلدة طفس بدرعا لليوم الرابع على التوالي وحرق ونهب مئات المنازل. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت أمس 98 قتيلا في مختلف المحافظات السورية معظمهم في حلب وريف دمشق، بينهم 21 طفلا وأربع سيدات. شبكة عالمية للمتسللين على الانترنت تعلن حربا إلكترونية على سوريا بيروت (رويترز) - قالت شبكة انونيماس العالمية التي تجمع متسللين على المواقع الالكترونية انها ستسعى لإغلاق المواقع الحكومية السورية في أنحاء العالم ردا على قطع خدمات الانترنت في البلاد فيما يعتقد انه يهدف لإسكات المعارضة للرئيس بشار الأسد. وانقطعت الاتصالات في سوريا يوم الخميس عندما توقفت خدمات الانترنت في منتصف اليوم. كما تعطلت خطوط الهاتف الارضي وشبكات الهاتف المحمول بشكل كبير. وقالت الحكومة السورية إن "إرهابيين" هاجموا خطوط الانترنت لكن المعارضة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تشتبه في أن ما جرى من عمل السلطات السورية. واستخدم نشطاء معارضون الانترنت بشكل كثيف لدعم قضيتهم عن طريق نشر لقطات للضربات الجوية ومشاهد بشعة لضحايا مدنيين. وفي غياب صحافة حرة استخدم المعارضون شبكات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات خلال الانتفاضة وللتواصل مع الصحافة العالمية. وقالت شبكة انونيماس وهي تجمع فضفاض يضم جماعات تسلل على الانترنت تعارض الرقابة على الشبكة إنها ستسعى لإزالة كل المواقع الالكترونية التابعة لحكومة الاسد خارج سوريا بدء بمواقع السفارات. وبحلول الساعة 1000 بتوقيت جرينتش اليوم الجمعة كان موقع السفارة السورية في بلجيكا معطلا لكن موقع السفارة السورية في الصين الذي قالت انونيماس انها ستبدأ به هجومها كان لا يزال يعمل. وتعطلت معظم مواقع الوزارات السورية لكن هذا التعطل ربما يكون بسبب انقطاع الانترنت. وقال خبراء في مجال الشبكات ان من المستبعد إلى حد كبير ان تكون خطوط الانترنت قد تعرضت لتخريب من جانب معارضي الاسد. وقالت شركة كلاود فلير التي تساعد في تسريع تصفح الشبكة الالكترونية على مدونتها على الانترنت ان المخربين يحتاجون من أجل احداث هذا العطل الشامل في خدمة الانترنت في سوريا لأن يقطعوا في وقت واحد ثلاثة كابلات تحت البحر تصل إلى مدينة طرطوس الساحلية إلى جانب قطع كابل بري آخر يمر عبر تركيا. وأضافت كلاود فلير "من المستبعد أن يكون هذا ما حدث." واتهمت الحكومة بقطع الاتصالات خلال هجمات سابقة شنتها على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقالت انونيماس ان حكومة الاسد قامت بنفسها "بنزع القابس من الحائط". وقالت "مثلما اكتشفنا في مصر حيث قام الدكتاتور (حسني) مبارك بعمل مشابه .. هذا ليس عطلا يمكن إصلاحه بسهولة أو بسرعة." وقال فيليب لاليو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان مسألة قطع الاتصالات تثير "قلقا شديدا". وقال "انها دليل آخر على ما يفعله نظام دمشق لاتخاذ شعبه رهينة. ندعو نظام دمشق إلى اعادة تشغيل الاتصالات دون إبطاء." وسيطرت المعارضة المسلحة على عدد من قواعد الجيش في انحاء سوريا هذا الشهر مما كشف فقد الاسد للسيطرة على مناطق شمالية وشرقية كما عرقلت معارك أمس الخميس على أطراف العاصمة الوصول إلى المطار الدولي. وتقول جماعات معارضة ان اكثر من 40 الف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار 2011. وقالت منظمات حقوقية من بينها منظمة العفو الدولية ان قطع خدمة الانترنت يمكن أن يشير إلى ان الاسد يسعى إلى اخفاء حقيقة ما يحدث في بلاده عن العالم الخارجي. وتفرض السلطات السورية قيودا مشددة على عمل وسائل الاعلام غير الحكومية في البلاد. وشنت شبكة انونيماس هجمات إلكترونية على وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووكالة مكافحة الجرائم المنظمة الخطرة في بريطانيا. وقالت الحكومة الاسرائيلية في وقت سابق هذا الشهر إنها سجلت أكثر من 44 مليون محاولة للقرصنة خلال ايام قليلة فقط اثناء هجومها العسكري على غزة بعد ان شنت انونيماس حملة مشابهة ضدها. من اوليفر هولمز (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)