بدأت ظهر اليوم الثلاثاء 19 مارس 2013م ظاهرة لارهاب فكري وبدني من نوع جديد لارهاب الشباب أصحاب (الشَّعر الطويل المنسدل) ، حيث توقفت عدد من سيارات الجيش تحمل جنود من الشرطة العسكرية وقاموا بمطاردة عدد من الشباب (كثيفي وطويلي الشعر) واجبارهم على الجلوس في وسط الشارع وقاموا بحلاقة (شعرهم) صلعة بالمقصات والامواس وماكينات الحلاقة التقليدية .. الغريب في الأمر أن الشباب الذين تمت عملية حلاقة (شعرهم) لم يقوموا بأي عمل أو مخالفة للنظام العام ، ولم يصدر عنهم أي سلوك مشين تجاه المجتمع .. والأغرب أن هذا الأمر لم يتم بناءً على أي (حكم قضائي) كعقوبة تعزيرية .. كما أن الشباب والطلاب لا علاقة لهم بالقوات النظامية أو العسكرية ..ويعتبر هذا الأمر انتهاك صريح لحقوق الأنسان ، وتعدي واضح على حريته الشخصية ، وانتهاك للخصوصية ، وصورة من صورة الارهاب المنظم ضد المواطنين تكهنات بأن حركة الشرطة العسكرية في الخرطوم ربما تكون تمهيدا لأحداث كبرى قادمة ! السخرية والغضب والتكهنات .. كان هذه هو المثلث الذي جابه به الشباب السودانيون اعتداء مجموعات تنتمي للشرطة السودانية على حرياتهم الشخصية وعلى خصوصياتهم .. وربما على كرامتهم وصحتهم .. بإجبار عدد منهم أمس على الجلوس أرضا في الشارع العام وحلق رؤوسهم بطرق بدائية وغير صحية قد تعرضهم لأمراض خطيرة وقاتلة..إضافة لما فيها من إذلال وإهانة كالعادة في مثل هذه الظروف فإن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يشكل لهؤلاء الشباب أسلاك الكهرباء التي يسري عليها تيار استرداد الكرامة والانتقام من السلطة القمعية بالسخرية وبالغضب والتكهنات والتي تشكل ردا أشد قسوة على السلطة ومنسوبيها فور معرفته بالخبر قام ناشط شاب بعمل بوستر وضع فيه صورة الناطق الرسمي للجيش وبيده موس على خلفية دعاية لصالون حلاقة اسمه (قوات الشعب المسلحة)! شاب آخر لم يتردد في وضع ستيتس (حالة) على خطه الزمني عبارة عن تحريف خفيف الظل لاغنية وطنية تقول (الحارس مالنا ودمنا... جيشنا يا جيش الهنا).. لتصبح (الحالق راسنا ودقننا ... جيشنا يا جيش الهنا) استفاد البعض من زلة لسان سابقة لمسئول حكومي اتهمت اسرائيل بإرسال الجراد للبلاد لتدميرها اقتصاديا .. و(أكّد) أن عناصر الشرطة العسكرية كانوا يتصدون نهار أمس لهجمة قملية اسرائيلية شرسة كادت تفتك بشباب (الأمة!) وإذا نحينا السخرية جانبا فإن بعض الشباب حاول أن يستكنه الدوافع الحقيقية التي حدت بهؤلاء الجنود أن يفعلوا فعلتهم هذه فجأة ودون سابق إنذار وهل هناك تعليمات عليا بذلك أم هو انفلات وتمرد دفع ثمنه هؤلاء المواطنون المغلوبين على أمرهم وشعرهم كان الاستنتاج القوى أن عساكر الجيش يشعرون بالخزي لهزائمهم المتلاحقة في جبهات الحرب الأهلية الدائرة من جهة ولأن قادتهم المحبوبين يواجهون خطر عقوبة الإعدام من جهة ثانية ... هذا الشعور بالخزي والإحباط ربما كان هو سبب هذه التلفتات الاستنتاج الأقوى كان ان ثمة ما سيحدث في الأيام القادمة ليحسم أشياء كثيرة وأن هذه الاستعراضات ليست سوى تمهيد له