باماكو (رويترز) - قالت مصادر إن جنودا من الجيش المالي مدعومين بمقاتلات فرنسية اشتبكوا مع المتمردين الإسلاميين في تمبكتو يوم الأحد بعد أن استخدم المتمردون سيارة ملغومة كغطاء للتسلل إلى البلدة الصحراوية في شمال البلاد أثناء الليل. وأسفر الحملة التي تقودها فرنسا في مالي عن طرد الإسلاميين من معاقلهم الشمالية وقواعدهم الجبلية ولكن المتشددين ردوا بعدد من الهجمات الانتحارية. وقال الكابتن موديبو نامان تراوري أحد ضباط الجيش المالي إن ثلاثة من جنوده على الأقل أصيبوا في القتال الذي اندلع يوم الأحد في البلدة التجارية القديمة الواقعة على مسافة ألف كيلومتر شمالي العاصمة باماكو واضطر السكان إلى الاحتماء داخل منازلهم. وتابع "بدأ (الهجوم) بعد تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في حوالي الساعة 2200 بتوقيت جرينتش والذي استخدم لتشتيت انتباه الجيش والسماح لمجموعة من الجهاديين بالتسلل إلى المدينة بحلول الليل. "القتال محتدم ومستمر. نحن في طريقنا لتطويقهم." وقال بلال توري وهو عضو في لجنة الأزمات في تمبكتو التي تشكلت بعد استعادة البلدة من سيطرة الإسلاميين في يناير كانون الثاني إنه شاهد طائرة فرنسية تقصف مواقع للمتمردين. ولم يذكر مسؤولون عدد المتمردين في البلدة. ويعكس الهجوم التحدي المتمثل في تأمين مالي في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لتقليص عدد قواتها المنتشرة هناك وتسليم المسؤولية الأمنية إلى الجيش المالي الذي يفتقر إلى العتاد اللازم وقوة إفريقية يزيد قوامها عن سبعة آلاف جندي. وقالت وزارة الدفاع المالية يوم السبت إن جنديين نيجيريين من القوة الإفريقية قتلا إثر انفجار لغم في قافلتهما خارج بلدة انسونجو قرب حدود النيجر. وجاء التدخل الفرنسي في مالي في يناير كانون الثاني بهدف وقف تقدم المتمردين الشماليين المرتبطين بالقاعدة باتجاه باماكو. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الخميس إن بلاده تعتزم خفض عدد قواتها في مالي من أربعة آلاف جندي حاليا إلى ألفين بحلول يوليو تموز ثم إلى ألف بنهاية العام. ومن المقرر أن تجري مالي انتخابات رئاسية وتشريعية في يوليو وهما خطوتان حيويتان لتحقيق الاستقرار في هذا البلد المنتج للذهب والقطن بعد الانقلاب العسكري الذي شهده العام الماضي ومهد الطريق أمام سيطرة المتمردين على المناطق الشمالية. من تيموكو ديالو (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)