موسكو - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد ان عددا من المتمردين الذين تقاتلهم فرنسا في شمال مالي هم من المقاتلين الذين ساعدت باريس على تسليحهم في ليبيا، فيما تواجه القوات الفرنسية الامتحان في مدينة غاول معقل المتشددين الاسلاميين. وقال لافروف في مقابلة تلفزيونية نشرت وكالات الانباء الروسية مقتطفات منها "في مالي، تقاتل فرنسا ضد من سلحتهم في ليبيا ضد نظام معمر القذافي منتهكة الحظر الذي فرضه مجلس الامن على الاسلحة". واندلعت مواجهات بعد ظهر الاحد بين جنود ماليين واسلاميين متسللين في وسط غاو، كبرى مدن شمال مالي التي استعادها الجنود الفرنسيون والماليون من الجماعات الاسلامية المسلحة، والتي شهدت هجومين انتحاريين في يومين. وكان لافروف انتقد في السابق توفير فرنسا الاسلحة للمعارضين لنظام القذافي ودان تفسير فرنسا لقرار مجلس الامن الذي يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين. واضاف "انا مندهش من 'عدم قدرة' شركائنا على رؤية الصورة الاكبر". وكانت روسيا، الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن، امتنعت عن التصويت اذار/مارس 2011 على السماح بشن ضربات دولية ضد قوات القذافي والتي ادت في النهاية الى الاطاحة بنظامه. وتدور المواجهات بين الجنود والاسلاميين في وسط المدينة بالقرب من مركز الشرطة الرئيسي الذي كان مقرا للشرطة الاسلامية عندما كان الجهاديون يحتلون غاو. وادى اطلاق النار الذي كان كثيفا ثم تحول الى اطلاق نار متقطع الى ارغام السكان على البقاء في منازلهم خوفا من الاصابة برصاص الكلاشنيكوف والرشاشات الثقيلة. وقال مصدر امني مالي ان "عناصر من جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا تسللوا الى المدينة ونحن نقوم باخراجهم". وتاتي هذه المواجهات بعد هجوم انتحاري استهدف ليل السبت الاحد نقطة تفتيش عند المدخل الشمالي لمدينة غاو، وهو الهجوم الثاني خلال يومين. ولم يصب اي عسكري مالي في الانفجار بحسب الجنود المنتشرين في المكان. لكن الطريق المؤدي الى الشمال ومدينتي بوريم وكيدال اقفل ولم يسمح لاي سيارة بسلوكه. وعثر على ثلاثة الغام مضادة للافراد في المنطقة بحسب عسكري فرنسي اوضح ان الجيش سيقوم بتفجيرها. وقد تبنت هجوم الجمعة جماعة التوحيد والجهاد وهي احدى التنظيمات المسلحة التي احتلت منذ اشهر شمال مالي حيث ارتكبت الكثير من التجاوزات وحيث هددت بمهاجمة القوافل وزرع الغام واستخدام "الانتحاريين". وقال المتحدث باسم الجماعة ابووليد الصحراوي السبت محذرا من جديد "اننا نتعهد تكثيف الهجمات على فرنسا وحلفائها. ونطلب من السكان الابتعاد عن المناطق العسكرية لتجنب التفجيرات". وقد استعاد الجيشان الفرنسي والمالي في 26 كانون الثاني/يناير مدينة غاو، كبرى مدن شمال مالي والواقعة على بعد 1200 كلم من باماكو، من الجماعات الاسلامية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في غرب افريقيا ومنها جماعة التوحيد والجهاد. ولم تكن مالي قد شهدت اعتداءات انتحارية حتى اليومين الماضيين. لكن يبدو ان المقاتلين الاسلاميين الذين فروا من مدن شمال البلاد التي كانوا يسيطرون عليها منذ اشهر، اثر القصف الجوي الفرنسي وزحف العسكريين الماليين والفرنسيين، قرروا اللجوء الى هذا التكتيك والى زرع الالغام على الطرقات. وقال جندي مالي في مكان الاعتداء قرب مركز مراقبة عند مدخل غاو الشمالي، الذي سبق ان استهدفه هجوما انتحاريا الجمعة، ان "انتحاريا فجر نفسه". وافاد مراسل صحفي انه شاهد رأس الانتحاري الذي يبدو عربيا او من الطوارق، وكان ما زال على الارض صباح الاحد والى جانبه ساق في زي عسكري ما يدعو الى الاعتقاد ان الانتحاري كان يرتدي زي الجيش ليتمكن من الاقتراب من مركز المراقبة. ولم يصب اي عسكري مالي في الانفجار حسب جنود منتشرين هناك، لكن الطريق المؤدية الى الشمال والى مدينتي بوريم وكيدال كانت مقفلة. وكانت الاجراءات الامنية عززت في نقطة التفتيش منذ ان فجر انتحاري حزامه الناسف الجمعة قرب ذلك المكان ما ادى الى اصابة عسكري مالي بجروح طفيفة. ونشر عدد مضاعف من الجنود وتم تحصين المركز باقامة ساترين من اكياس الرمل يفصل بينهما 300 متر. وقد ازيلت الاشجار المحيطة بالمكان لتحسين الرؤية ووضعت رشاشات ثقيلة في المكان. وفي المدينة يقوم جنود ماليون ونيجيريون بدوريات مستمرة في سيارات بيك اب مموهة ما يعكس قلق العسكر الذين ياخذون على محمل الجد خطر تكرر الهجمات. وقال ضابط مالي "ما ان نبعد عن غاو بضعة كيلومترات حتى نصبح في خطر قد نتعرض الى اطلاق الرصاص"، بينما افادت مصادر عسكرية فرنسية ومالية ان عدة قرى محيطة بغاو موالية للاسلاميين. في الوقت نفسه، عثر على مقبرة جماعية تضم جثثا لعدد من القتلى بينهم ثلاثة تجار عرب اعتقلهم الجيش المالي مؤخرا، قرب مدينة تمبكتو التاريخية، شمال مالي، وفق ما اعلنت السبت وكالة نواكشوط للانباء. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم ان المقبرة الجماعية اكتشفت الجمعة على مسافة اقل من كيلومترين من المدخل الشمالي للمدينة التي تبعد 900 كلم شمال شرق باماكو. واضافت الوكالة انه تم التعرف من بين جثث الاشخاص الذين دفنوا بشكل جماعي في هذه المقبرة، على "ثلاثة تجار عرب كان الجيش المالي اعتقلهم قبل ايام واختفت اخبارهم بشكل نهائي". ونشرت اسماء هؤلاء العرب الثلاثة. وكانت منظمات حقوقية اتهمت الجيش المالي بتنفيذ عمليات اعدام تعسفية في عدد من الطوارق والعرب ودعت الحكومة الى حمايتهم من هذه الاعمال الانتقامية.