قال مراقبون أن إعفاء والي ولاية جنوب دارفور بهذه الطريقة سيزيد من تعقيدات الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها الولاية التي تحاصر الجبهة الثورية عاصمتها نيالا وتعصف بمكوناتها القبلية نزاعات مسلحة وتتفشى فيها حوادث النهب (الحكومي المقنن ؛ على حد تعبيره) جهارا نهارا في القرى والبلدات وحتى في أحياءالمدن الكبيرة نفسها .. ونبه المراقبون إلى أن قرارا مماثلا بإقالة الوالي كان قد أدى إلى احتجاجات واسعة في نيالا وفي ظروف كانت أفضل من هذه بكثير .. أما الآن فإنه الانهيار التام وكان نائب والي ولاية جنوب دارفور عبدالكريم موسى عبدالكريم قد أعلن عن صدور قرار من رئاسة الجمهورية بإعفاء الوالي الحالي حماد إسماعيل حماد من منصبه، و تكليفه بتصريف أمور الولاية إلى حين تعيين والي جديد. و قال عبدالكريم إنه أخطر رسمياً بقرار إعفاء حماد وعقد أمس إجتماعاً طارئاً للجنة أمن الولاية لإخطار الأجهزة الأمنية بما تم، مؤكدا أنهم سيعملون بتنسيق و تناغم تام لإعادة الأمن والإستقرار لمواطن الولاية.مشيراً إلى أنهم سيعملون بالشورى و المؤسسية و المصداقية إلى حين تسليم الولاية لواليها الجديد، مشيراً الى أنه إجتمع بالحركة الإسلامية و المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ومجلس وزراء حكومة الولاية وأبلغهم بالقرار.و كشف موسى عن تكوينه للجنة وزارية برئاسة قدير على زكين وزير الزراعة و الإدارات الأهلية وأعيان ووجهاء المدينة للذهاب لمناطق الاحداث لإدارة أزمة الصراعات القبيلة التي إنتقلت من ولاية وسط دارفور إلى محلية رهيد البردي بولاية جنوب دارفور بين السلامات و المسيرية و التمهيد لصلح مستدام بين الأطراف. و نوه موسى إلى أن مهمة اللجنة إتخاذ التدابير لمنع إنفجار الأزمة و المحافظة على توازن النسيج الإجتماعي ، مشيرا إلى أن الصلح بين القمر و البني هلبة يسير بصورة طيبة بين الأشقاء في القبيلتين. وكانت وكالة الانباء الرسمية سونا قد نشرت خبرا صغيرا مفاده إصدار الرئيس عمر البشير مساء أمس مرسوماً جمهورياً بتعيين اللواء (معاش) آدم محمود جار النبي والياً مكلفاً لولاية جنوب دارفور دون اي تفاصيل. و نقلت صحيفة (السوداني) عن مصادر خاصة عن إختيار (13) شخصية من أبناء الولاية على رأسهم اللواء آدم محمود جار النبي لتولي قيادة الولاية خلفا للوالي السابق حماد إسماعيل حماد. وطالب عدد من المواطنين الوالي الجديد بأن يبدأ مشواره بإعادة الأمن و الإستقرار و التنمية و بناء الثقة بين مكونات المجتمع، و طالب أئمة مساجد نيالا في خطب الجمعة رئاسة الجمهورية بالتدخل العاجل و السريع لإنقاذ حياة و ممتلكات المواطنين من عبث المتفلتين و الحركات المسلحة التي تعتدي على الأطواف التجارية، مشددين على ضرورة تصحيح مسار حكومة الولاية حتى يكون الجميع على قلب رجل واحد قولاً و عملاً. وشهدت الولاية في خلال الفترة الماضية ارتفاع كبير في أعمال النهب والسرقة والاختطاف التي تقوم بها جماعات مسلحة يقال انها كانت تعمل في المليشيات الحكومية واصبح الهاجس الامني شاغلا كبيرا في المنطقة.