بإطلاق النار.. و(البمبان)... وحظر التجوال (نيالا البحير)..استقبال (ساخن) للوالي الجديد تقرير: محمد حمدان محجوب حسون فى الوقت الذي أقلعت فيه طائرة والي جنوب دارفور الجديد "حماد إسماعيل" من مطار الخرطوم صباح أمس (الثلاثاء) متجهة صوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور على متنها وفد اتحادي رافق الوالي لتدشين توليه لمنصبه الجديد والياً على جنوب دارفور، ضاق ميدان المولد في نيالا بالجماهير التي احتشدت صباح أمس في انتظار القادم إلا أن التطور الدراماتيكي الذي أدى إلى اندلاع أحداث أمس بنيالا حرم القادم الجديد من معانقة جماهير ولايته بل قوبل بالرفض من الجماهير المحتشدة لاستقباله التي شكلت مفاجأة للجميع في موقع انقلاب الضد بعد أن تحول حفل استقبال والي ولاية جنوب دارفور حماد إسماعيل حماد إلى تظاهرات احتجاجية أطلق فيها البمبان والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين مما أدى لفشل الاستقبال الذي كلف (202) مليون جنيه. هتافات مضادة بعد أن اكتملت كافة الترتيبات الفنية للاحتفال وسط حشد جماهيري كثيف في العاشرة من صباح أمس في ساحة المولد النبوي الشريف بنيالا هتفت المنصة الرئيسية التي تم إعدادها للاستقبال (مرحب بالوالي حماد ) قابلة الطلاب بهتاف مضاد (كاشا ...كاشا خيارالشعب) مما أدى إلى تدخل بعض الأجاويد لإيقاف الهتاف المناوئ فيما أصر الطلاب على مواصلة الهتاف (كاشا ...كاشا خيار الشعب ، الشعب يريد كاشا) بقوة تبعهم المواطنون المتواجدون في الساحة مما أدى إلى تدخل مدير شرطة الولاية اللواء طه جلال الدين لمخاطبة الجماهير من المنصة لتهدأتهم إلا أن الجماهير قابلته بالحجارة وأعقبه قائد اللواء (16) مشاة محاولاً تهدئه المواطنين مرة أخرى ولكن تنامي الهتاف أفشل كل محاولات التهدئة مقابل دوي الحناجر والرشق بالحجارة للمنصة مما قاد إلى انفجار الأوضاع وفشل استقبال الوالي الذي كلف 202 مليون جنيه –وفقاً لمصادر عليمة بنيالا-، تلك التطورات دفعت الحاضرين من قيادات الولاية إلى مغادرة المنصة يتقدمهم نائب الوالي عبدالكريم موسى ومستشار حكومة الولاية للشؤون السياسية المهندس محمد عبدالرحمن مدلل ومستشار الوالي للشؤون القبلية إبراهيم عبدالله سيراً على الأقدام إلى أمانة حكومة الولاية فراراً من بطش المتظاهرين، بعدها قام أحد ضباط الشرطة بإطلاق البمبان على المتظاهرين فتحولت الساحة إلى ساحة للاحتجاجات والتراشق بالحجارة والبمبان بين المواطنين والطلاب من جهة والشرطة من الجهة الأخرى الأمر الذي تسبب في انتقال الاحتجاجات والتظاهرات إلى السوق الكبير وبعض شوارع المدينة وتسببت في تهشيم زجاج العربات وتكسير بعض المحلات التجارية وإحراق إطارات العربات في الشوارع الرئيسية مما تسبب في إغلاق السوق الكبير وإيقاف حركة المواصلات بالمدينة ورجوع المواطنين إلى منازلهم سيراً على الأقدام ولم يسلم حتى المصلين في المسجد الكبير من إطلاق البمبان عليهم في حرم المسجد الذي تم إخلاؤه بقرار من السلطات المحلية عقب توجيه المواطنين بإخلائه من المصلين بعد أداء ركعتي السنة مباشرة وتم منع تواجد المصلين فيه بعد أداء الصلاة. اجتماع طارئ وفي الوقت الذي اشتكى فيه عدد من المتظاهرين من إطلاق الشرطة للبمبان بكثافة إلى جانب إطلاق الأعيرة النارية في الهواء بكثافة من قبل الشرطة والجيش لتفريق المتظاهرين بالرشاشات والدوشكات الأمر الذي شكل إرهاباً للمواطنين، عقدت لجنة أمن حكومة الولاية اجتماعاً طارئاً بمطار نيالا لوضع خطة لكيفية خروج الوالي حماد من المطار إلى منزله وتمخض الاجتماع عن الخروج عبر خطة تأمينية ب(42)عربة (كنفوي) ولكنه تعرض إلى رشق بالحجارة بالقرب من معسكر دريج وإطلاق النار على مؤخرة الموكب لكن لم يصب أحد بأذى. وفي ذات الأثناء لفت نازحو معسكر كلمة إلى أن لديهم كلمة سيقولونها في حينها ولم يفصحوا عنها الآن ،وعلى إثر تطورات تلك الأوضاع تم نقل (20)مواطناً إلى المستشفى متأثرين بجروح الحجارة واختناقات البمبان فيما تم فتح عدد من البلاغات ضد مجهولين في شرطة نيالا وسط. وقال الوالي الجديد حماد إسماعيل القادم للتو إلى نيالا في لقاء مع حكومته في مقر أمانة الحكومة أمس - إن العدل أساس الحكم ومسؤوليتهم حفظ حقوق الناس وأرواحهم مبيناً أن الأمن يجب أن لا يشغل الناس عن قضايا المواطنين في التنمية وأنه لا يمنع الإعلام من عكس الحقائق مع التركيز على الإيجاب واستطرد قائلاً إن الحكم الراشد قوامه العدل وإذا حصل أي تقاعس فإن شجرة الحكم تسقى بالدماء لأن من أحياها "فكأنما أحيا الناس جميعاً". وأضاف يجب أن لانهمل في أرواح الناس التي تزهق فيما أشار مسار علي مسار وزير الإعلام إلى ضرورة تماسك أهل دارفور مشيراً إلى أن كاشا وحماد ينتميان لتنظيم واحد منوهاً إلى ضرورة احترام قرارات المركز والتركيز على انطلاق قطار التنمية وتناسي الخلافات وتوحيد الجبهة الداخلية ناصحاً الوالي الجديد بعدم اللجوء إلى حل حكومته إلا بعد (6)أو (3)أشهر لتفهم الوضع وترتيب المنزل ومعرفة المستجدات بالولاية وسيكون أول الأعداء المؤتمر الوطني إذا تم حل الحكومة الآن وتابع (الجماعة ديل بعذبوك إذا حليتم الآن ). قبول الاعتذار فيما اعتبرت الحكومة المظاهرات التي قام بها مواطنو نيالا ليست تعبيرا عن رفضهم للوالي الجديد الذي سيخلف كاشا في إدارة الولاية وأكدت بأنه يحظى بالقبول بجنوب دارفور واستبعدت أن يشكل ذلك ضغطاً لجهة الرضوخ لمطالب الأهالي وإعادة كاشا مرة أخرى بيد أنها قالت (كل شيء يعرض للبحث) ، وقال مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع ليست بالضرورة أن تكون أي مظاهرة فيها عدد من (البشر) تعبيراً عن رأى المواطنين ونوه نافع في حديثه للصحافيين أمس إلى أن خليفة كاشا يحظى بقبول واسع جداً وسط أهل جنوب دارفور أسوة بالقبول الذي يحظى به كاشا بولاية شرق دارفور التي اعتذر عنها وقبل اعتذاره رسمياً وشعبياً منوهاً إلى أن حزبه سيعكف على تسمية بديل له في الأيام المقبلة، وفي ذات السياق قلل نائب والي جنوب دارفور عبد الكريم موسى من حجم أعمال الشغب وقال في تصريح صحفي للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن السلطات احتوت أمس أعمال شغب محدودة تخللت فعاليات الاحتفال باستقبال الوالي الجديد حماد إسماعيل حامد مشيراً إلى أن الاحتفالات لاستقبال الوالي الجديد جاءت حاشدة ومعبرة عن ترحيب كامل من مواطني الولاية بالوالي مبيناً أن الحشود جاءت بصورة طوعية من المطار إلى رئاسة حكومة الولاية رافعة شعارات تؤيد المسير على خطى التنمية والسلام مع الوالي الجديد. واعتبر موسى أن بعض طلاب الأساس والثانوي حاولوا عرقلة حشود الاستقبال عبر إطلاق هتافات تدعو لعدم الترحيب بالوالي الجديد رامياً بالاتهام إلى من أسماهم بعض ذوي النفوس الضعيفة حاولوا استغلال الموقف للدخول لسوق المدينة وإحداث شغب به بغرض السرقة ولكن السلطات تصدت لهم وتم القبض عليهم وأضاف قائلاً: إن ما شاع عن عدم استقبال الولاية للوالي الجديد محض كذب وشائعات دللت على عدم صحتها الحشود الكبيرة المقدرة بالآلاف ممن شاركوا في استقبال الوالي، فيما تعهد كاشا بتسخير كافه إمكانياته للاستثمار في ولاية جنوب دارفور وسيكون في تواصل دائم مع جماهير الولاية منوهاً إلى وقوفه مع الوالي الجديد واعداً بأنه سيكون سنداً للوالي الجديد حماد إسماعيل. تراجع أمني فيما لفت المراقب للأوضاع بولاية جنوب دارفور حاتم سليمان دليل إلى أن التعديلات الولائية التي أجريت مؤخراً لم تجد الترحيب وسط مواطني ولاية جنوب دارفور واعتبر دليل أن سر تمسك مواطني ولايته بكاشا يعود إلى توفير الأمن ويضيف " كاشا يتابع حوادث القتل والاختطاف والنهب بنفسه" وساهم في كسر الاحتقان بين المسؤولين الحكوميين والنازحين منذ دخوله لمعسكر كلمة، ولم يستبعد دليل وقف مجموعات خلف الأحداث لاسيما وأن هنالك تكهنات سرت قبل يومين عن انطلاق مظاهرات تنم عن ارسال رسائل ضد التعيين الجديد ، وعن تداعيات تلك الأحداث وإثرها على الولاية. يقول دليل إنها تعد بداية غير مبشرة للوالي الجديد معتبراً أن ماحدث أمس يفتح الباب أمام كافة الاحتمالات ويضيف مستدركاً " المؤكد أن الناحية الأمنية ستشهد تراجعاً مبرهناً بحوادث اختطاف العربات التي تتبع لبعثة اليوناميد التي اتهمت بها حركه تحرير السودان جناح مناوي قبل أن تنفي أمس في بيان إلكتروني منشور في المواقع الاسفيرية ، ويقطع دليل بمواجهة الوالي الجديد لتحديات أمنية جمة تتمثل في توفير الأمن والخدمات... فيما كشفت مصادر مطلعة أن وفد الوالي الذي اتجه إلى جنوب دارفور ضم كل من الوالي السابق لولاية جنوب دارفور د. عبدالحميد موسى كاشا و مستشار رئيس الجمهورية الشرتاي جعفر عبدالحكم ووزير الإعلام عبدالله مسار ووزير الدولة بالحكم الاتحادي علي مجوك المؤمن وعدد من القيادات البرلمانية والأهلية من أبناء دارفور.