دعا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان ،حسن عبد الله الترابي ، الى توحد الأحزاب السياسية وتشكيل تحالفات كبرى تؤدي بنهاياتها الى وحدة شاملة تماثل ماذهبت اليه أوربا ،وبدا ميالا الى الوفاق وتشكيل تحالفات، والابتعاد عن التحزب و الفتن،محذرا من مواجهة السودان مصير سوريا والعراق. البشير مرحباً بالترابي عقب خطابة ذائع الصيت الذى اعلن فيه استراتيجية الوطني للحوار مع المعارضة وقال الترابي الذي عزف مطولا عن الظهور الإعلامي،لدي مخاطبته ،السبت ، المؤتمر العام الثالث لحزب الامة الفدرالي ، ان الفتن والقبلية التي اصابت الأحزاب ، أنست الجميع أصول الدين ،وقال ان الجميع ابتعد عن الإئتلاف،وكثر في البلد الخصام والصدام. وأضاف"لوتعمقت الفدرالية في أنفسنا لما إنفصل عنا الجنوب ". وأسترسل بالقول "يوما ما نريد أن نجتمع كما اجتمعت اوربا، نريد ان نمتد شرقا وغربا وراء الحدود ". وأظهر الزعيم الإسلامي الذي كان يتحدث في حضرة الرئيس عمر البشير، تسامحه حيال النظام الحاكم ،وقال ان السودان شهد تقلبا متصلا بين الأنظمة العسكرية والديموقراطية لأن الناس عادة ينشدون الإستقرار في حكم العسكر لكن مايلبث ان ينقلب عليهم بثورة . واضاف "هذه المرة الحمدلله إمتد بنا الحكم ،بعد ان اصابتنا الفتن جميعا ، وقامت علينا السلطة ،ثم تقدمت الينا بكلمات ،ومن حياكم بتحية فحيوا بأجسن منها ، وأن جنحوا للسلم فاجنح لها ". وكان الترابي قرر إنهاء معارضته وخصومته للنظام التي امتدت لنحو 14 عاما اثر المفاصلة الشهيرة التي وقعت بين الاسلاميين في العام 1999، ووافق المؤتمر الشعبي على دعوة الحوار التي دعا لها البشير وظل متمسكا بها رغم انسحاب القوى الرئيسية . وتوقع الترابي ان يكون حزب "الأمة الفدرالي" نواة للوحدة الشاملة ،حاثا على تعلية روح التعاضد والعمل لأجل الوطن. وأضاف مخاطبا عضوية الحزب الذين تجاوبوا معه بالهتاف والتصفيق "وسعوا بالإئتلاف وتوحدوا ". وأردف "أسأل الله يكون ذلك غدا ،أنا واياكم والرئيس – في اشارة للبشير- وسائر الأحزاب ..لانتشقق ولانحترب ولانتمزق." وفي كلمات اثارت مشاعر الحضور قال الترابي"أسال الله قبل ان يتوفاني أن أطمئن على هذا الوطن". وإعتبر زعيم المؤتمر الشعبي الأحداث الدامية التي تشهدها اليمن وسوريا والعراق ومصر ، ليست سوى غضب من الله على الأمة الإسلامية التي قال انها انها تحمل رسالة الأمة الواحدة. حاثا كوادر حزب الأمة الفدرالي على يكونوا،قدوة ،ليأتلف الناس أجمعين حسب تعبيره. من جهته قال رئيس حزب الأمة الفدرالي احمد بابكر نهار، انهم حريصون على خوض الانتخابات على كل المستويات باستثناء الرئاسة،لافتا الى ان حزبه قرر دعم الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة ، وأعلن ترشيح اكثر من 800 من كوادر الحزب في كل الدوائر ، وأشار نهار الى ان السودان يمر بمنعطف تاريخي بما يحتم على الجميع الاصطفاف ومساعدته لتجاوز المرحلة الراهنة وتجنب المصير الذي تواجهه سوريا واليمن وغيرها .