إستدعت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، السفير البريطاني لدى السودان بيتر تيبر ، ونقلت اليه أنزعاج الخرطوم حيال مشروع القرار المقدّم من بريطانيا لمجلس الأمن بشأن عمل البعثة المشتركة في دارفور "يوناميد". السفير البريطاني في الخرطوم بيتر بيير - سودان تربيون- وطبقا للمتحدث باسم الخارجية على الصادق فان وكيل وزارة الخارجية عبد الغني النعيم، وصف مشروع القرار، بأنه غير عادل ولا يتسق مع التطورات الإيجابية الحادثة في دارفور ، فضلاً عن أنه أغفل عمل الفريق الثلاثي المكون من حكومة السودان والإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة فيما يتعلق بتقييم الأوضاع الأمنية والإنسانية في مختلف ولايات دارفور تمهيداً لخروج بعثة اليوناميد من المناطق التي تشهد تطوراً في هاتين الناحيتين. ونقل الوكيل الى السفير البريطاني أن مشروع القرار بهذه الصفة لا يساعد في تطور الأوضاع في دارفور ، وينسف التعاون القائم في الفريق. وقال الصادق في تصريح مكتوب ،أن الوكيل لفت الى أن مشروع القرار البريطاني إستند إلى حد كبير على بيان الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً ، وإلى البيان الآخر الذي قدمه مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام. وكانت الحكومة السودانية رفضت بشدة تقرير الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن دارفور، واتهمته بتضليل مجلس الأمن وتزويده بمعلومات مغلوطة ووقائع غير صحيحة. وأوضح الوكيل أن كلا البيانين تجاهل التطورات الإيجابية التي حدثت دارفور بما في ذلك إجراء الإنتخابات في كل أنحاء الولايات هناك، كما تجاهلا وثيقة الدوحة وأهم أنجازاتها منذ توقيعها. واستنكر عبد الغني أن يربط مشروع القرار البريطاني بين مشكلة دارفور والتطورات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وشدد على ضرورة إحترام الآلية المتفق عليها ، وهي الفريق الثلاثي ، باعتبارها أثبتت قدرتها على حل جميع الإشكالات المتعلقة بإستراتيجية الخروج من دارفور. من جهته وعد السفير البريطاني بنقل إنزعاجات السودان من مشروع القرار لحكومة بلاده ولمندوبهم بنيويورك بأسرع فرصة . وكان مجلس الامن اصدر قرارا مدد فيه عمل بعثة "يوناميد" لعام اخر يبدأ بنهاية يونيو الجارى الا ان الحكومة أعلنت رفضها لقرار التمديد.