قالت النيابة العامة إن المشارح في العاصمة الخرطوم أصبحت مهدداً بيئياً، بعد تجاوز طاقتها الاستيعابية 400%، واتهمت هيئة الطب العدلي بعرقلة قراراتها. وتفجرت أزمة تكدس الجثث مجهولة الهوية في مشارح العاصمة الخرطوم، بصورة كبيرة، بعد اعتصام الأحياء القريبة من مستشفي التمييز (الأكاديمي)، احتجاجًا على الروائح المنبعثة من مشرحة المستشفى بسبب تحلل الجثامين. وقالت النيابة العامة، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الاثنين: " نبهت النيابة كل مستويات لحل مشاكل المشارح، ولم تحل حتى أصبحت مهددا بيئيا". وأشار إلى أن تحقيقات النيابة توضح وجود خلل في المشارح، حيث أن طاقة كل مشرحة من المشارح ال 4 في العاصمة الخرطوم لا تتجاوز المئة، لكن مع تزايد أعداد مجهولي الهوية جعل "الاستيعاب في المشارح يتجاوز ال 400%". وكانت النيابة وجهت هيئة الطب العدلي في أغسطس وسبتمبر 2020، بإجراء تشريح ودفن الجثث الموجودة في المشارح، بعد الاتفاق مع ولاية الخرطوم لتحديد مواقع الدفن. وأضاف البيان: "لكن الخلافات القائمة بين مكونات الطب العدلي بولاية الخرطوم عرقلت تنفيذ الأوامر الصادرة". وتابع: "تمت عدة اجتماعات بين النائب العام والمسؤولين في الطب العدلي بشقيه الفيدرالي والولائي، كما تم الاجتماع بهم معًا بحضور عضو مجلس السيادة عائشة موسى، وظلت العراقيل مستمرة والمشاكسات والتوجيهات المتضاربة بين الشعبتين حتى حدثت المشكلة البيئة المتعلقة بمشرحة الأكاديمي". وكشف البيان عن بدء معالجة الجثث في المشارح، على أن "تتم إجراءات التشريح مع مراعاة الحصول على تقرير بأسباب الوفاة عن كل حالة". وأضاف البيان: "بدأ العمل اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن يستمر لمدى 7 أيام ليشمل بقية المشارح في العاصمة الخرطوم". وقالت النيابة العامة أن مهمتها في أمر الجثث في المشارح، هي "إصدار أوامر التشريح والدفن، مع الالتزام بالبرتوكولات المعمول بها دوليًا، وذلك من حيث تحديد سبب الوفاة ورفع البصمة الوراثية".