خرج ملايين السودانيين، في حشود هي الأكبر في تاريخ البلاد، في عشرات المدن من بينها العاصمة الخرطوم لدعم الانتقال والحكم المدني. وقبيل المظاهرات أغلق عناصر من الجيش الشوارع بحواجز أسمنتية وأسلاك شائكة لمنع أي دخول محتمل للمتظاهرين إلى محيط القيادة العامة. كما انتشرت عربات عسكرية مدرعة، مع عشرات الجنود المدججين بالأسلحة، في الشوارع المؤدية إلى مقر قيادة الجيش. وهتفت الجموع التي تلاقت في نقاط مركزية بكل من الخرطوم وبحري وام درمان بشعارات تؤيد المدنية وترفض عسكرة الحكم، ورددوا "سلمية. سلمية"، و"ثوار أحرار. حنكمل المشوار"، كما حملوا الأعلام الوطنية "يا سلطة مدنية. يا ثورة أبدية"، و"كل السلطة في إيد الشعب". وشارك في المواكب الجماهيرية عدد من وزراء الحكومة ومسؤولين في لجنة التفكيك ومحاربة الفساد حيث قوبلت مشاركتهم باحتفاء كبير وحمل بعضهم على الاعناق. وفي ام درمان قال شهود عيان إن قوات نظامية تابعة للدعم السريع أطلقت عبوات غاز مسيل للدموع على الاف المحتشدين في محيط المجلس التشريعي ما أدى لوقوع ما لا يقل عن 6 أصابات نقلت الى المستشفى. وقال أحد الشهود ل "سودان تربيون" إن المجموعة الشبابية التي تعرف بملوك الاشتباك ابتدرت إطلاق عبوات غاز تجاه القوات النظامية التي ردت سريعا ما أدى الى توتر الأوضاع. و"ملوك الاشتباك" تنظيم كشف عن نفسه قبل عدة أشهر يظهر حنقه على الحكومة بكل مكوناتها المدنية والعسكرية ويتهمها بالفشل في تلبية مطالب الثوار، ويتسلح منسوبوه بالعصى الكهربائية وقنابل الغاز. ومن بين الجرحى الصحفي بصحيفة الديموقراطي أحمد حمدان الذي أصيب بعبوة غاز في الرأس نقل إثرها الى المستشفى حيث تلقى الإسعافات اللازمة، وخف الى هناك كل من وزير الاعلام حمزة بلول ووكيل الوزارة الرشيد سعيد لمتابعة وضعه الصحي وتفقد بقية المصابين. وقالت هادية سليمان، أحد المشاركين في مليونية الخرطوم بحري، إنها تشارك مع رفاقها لدعم الانتقال المدني وتحقيق العدالة لقتلى الثورة. وأضافت، خلال حديثها ل"سودان تربيون"، إننا نُطالب أيضًا باستكمال مؤسسات حكومة الانتقال وضمان عدم إشراك من تقاسم السلطة مع النظام السابق في الفترة الانتقالية. وخرج مواطنو معظم مدن السودان، من بينها الدندر وسنجة وسنار وكوستي وربك والدلنج وكادوقلي وابو كرشولا وأبو جبيهة والعباسية تقلي وكالوقي ورشاد. إضافة إلى القضارف وكسلا وبورتسودان ومدني وعطبرة والفاشر وبربر ودنقلا وخشم القربة. وشارك في مليونيات 21 أكتوبر قادة قوى سياسية تدعم الانتقال مثل رئيس المؤتمر السوداني والأمين العام للحزب الجمهوري، إضافة إلى رئيس الحركة الشعبية -شمال بقيادة عبد العزيز الحلو في مناطق سيطرة الحكومة. وفي غضون ذلك واصل المئات الاعتصام قبالة القصر الرئاسي للمطالبة بحل الحكومة وتوسعة المشاركة في السلطة.
