في تطور لافت، أطلقت حركتا تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، وحركة تحرير كوش المتمردة في شمال السودان، نداء مشتركا، الثلاثاء، للوقوف في وجه النظام الحاكم بالخرطوم، وأعلنتا تأييدهما لمساعي الإتحاد الأفريقي الرامية لتحقيق السلام في البلاد. مني أركو مناوي في صورة تعود للعام 2011 وتعتبر حركة مناوي واحدة من التنظيمات المتمردة التي تقاتلها الحكومة السودانية في إقليم دارفور، بينما تصنف حركة تحرير كوش ،كإحدى الجماعات الانفصالية التي تنشط في شمال السودان وينضوي تحت لوائها عدد من القبائل النوبية، حيث نشطت منذ منتصف التسعينات وبدأت في مناهضة تحركات الحكومة الرامية لبناء سد كجبار وطورت الحركة تفاهمات عديدة مع جماعات في مصر وغيرها لاستعادة حقوق النوبيين. وحمل بيان مشترك مذيل بتوقيع كل من أركو مناوي ، ومحمد داؤود،الحكومة مسؤولية تشريد وقتل الملايين من السودانيين بعد فتحها باب الجهاد،منذ مطلع التسعينات. وأفاد البيان أن النظام " ارتكب جرائم تفوق حد الوصف فى حق المدنيين العزل فى كل مكان فى القرى والمدن وبلغت جرائمه الذروة فى ارتكاب جريمة الابادة الجماعية والتطهير العرقى والاغتصاب الجماعى للنساء." وإتهمت الحركتان الحكومة بتعمد احراق عدد هائل من النخيل في شمال السودان، بغرض تهجير سكان المنطقة وبيع الأراضي للاجانب، كما دمغت النظام باستخدم مواد سامة فى التنقيب عن المعادن، مما أدى الى تفشى أمراض السرطان ونفوق الأسماك والطيور النهرية، فيما فاقمت خطوة الحكومة- طبقا للبيان- بانشاء السدود على مجرى النهر من تدمير البيئة والاثار وهجرة السكان. وعبرت الحركتان عن تضجرهما من فرض النظام لقضايا الهوية وقالت أنها شكلت عقبة كأداء فى بناء دولة السودان الذي يمكن ان يسع الجميع . وقالت " سياسات المركز فرضت على السودان منذ الاستقلال هوية وثقافة احادية لا تقبل على الإطلاق التنوع الذى يذخر به الشعب السودانى فى ثقافاته ولغاته وعاداته وبات كل من يتمسك بغير العروبة والإسلام فهو كافر يجب عليه الجهاد، وبذلك قامت حروب دينية وعنصرية مزقت أوصال المجتمع وقطعت ارض الوطن". ونقل البيان المشترك أنه وإزاء هذا الوضع "تود حركة تحرير السودان وحركة تحرير كوش أن تعلنا تضامنهما الكامل مع الجهود التى تبذلها الاتحاد الافريقى من اجل الوصول الى سلام شامل ومستدام ينقذ البلاد من خطر التمزق، وتفويت اىّ فرصة لنظام المؤتمر الوطنى فى متاجرة بقضايا السودان المصيرية." وأهابتا بكل قطاعات الشعب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى الوقوف فى وجه هذا النظام ومواجهة سياسات المؤتمر الوطنى القائمة على سياسة "فرق تسد"، مبدية قناعتها بأن السودانيين على موعد مع نصر قريب.