احتجت الحكومة السودانية، رسميا على تشكيك الولاياتالمتحدة الأميركية في استفتاء دارفور، الذي بدأ فعليا في الاقليم،الاثنين، واظهرت استياءها الشديد إزاء تصريحات واشنطن وعدتها تشجيعا للحركات المتمردة،ودفعها صوب التعنت حيال عملية السلام. مقر وزارة الخارجية السودانية وعبرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أصدرته الإثنين، عن تضجرها من تصريحات نظيرتها الأميركية، ووصفتها بالافتقار الى الموضوعية، موضحة أن عملية الاستفتاء تمثل استحقاقا لاتفاقية سلام الدوحة التي وجدت سندا دوليا من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، ودول عديدة بينها الولاياتالمتحدة. وشددت الخارجية السودانية على أن بيان نظيرتها الأميركية بشأن استقتاء دارفور لايخدم عملية السلام الجارية ويشكك في نوايا واشنطن تجاه تحقيق الاستقرار بالسودان، كما أنه يزيد من تعنت حركات التمرد واستمرارها في رفض خيار السلام. وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية، قال في تصريحات قبل يومين إن بلاده تشعر بالقلق حيال إجراء استفتاء دارفور باعتبار إن الإقتراع لا يضمن التعبير عن إرادة الدارفوريين بمصداقية ويقوض عملية السلام الجارية. وبحسب اتفاقية الدوحة لسلام دارفور الموقعة في يوليو 2011 بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، فإن الاستفتاء سيقرر الوضع الإداري لدارفور، وتُضّمن نتيجته في الدستور، ويشمل خياري الإبقاء على الوضع الراهن لنظام الولايات أو توحيد دارفور في إقليم واحد. وقال بيان صحفي من نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في واشنطن مارك تونر، إن إنعدام الأمن في دارفور والتسجيل غير الكافي لسكان دارفور يمنع النازحين في المخيمات من المشاركة الكافية. لكن وزارة الخارجية السودانية فندت في بيانها تلك المزاعم بالتأكيد على إن الحكومة السودانية اتخذت خطوات جادة في اتجاه خلق بيئة مواتية للاستفتاء، من بينها ارسال فرق متخصصة شرعت باكرا في عملية التسجيل حيث تم تقييد أكثر من 90% ناخب،بمن فيهم المتواجدون في مخيمات النزوح. وأضاف البيان " كما عملت الحكومة على استتباب الأمن في دارفور،فضلا عن عقدها اتفاقيات صلح بين القبائل واعادة توطين النازحين وتقديم المساعدات الانسانية لهم". واعتبرت الخارجية السودانية زيارة الرئيس عمر البشير لولايات الاقليم الخمس دليل على استتباب الأمن وتفاعل أهل دارفور مع سياسات الدولة لتحقيق السلام واستعدادهم للاستفتاء. وأكد البيان سعي الحكومة الجدي صوب تحقيق السلام والاستقرار بفتح قنواته لكافة القوى السياسية السودانية من خلال طرح مبادرة الحوار الوطني ، والتحظيت بمشاركة عدد مقدر من القوى السياسية وعدد من الاحزاب المعارضة، كما انضمت اليها بحسب البيان حركات دارفورية مسلحة. ولفت الى ان الحوار الداخلي أفضى لتوقيع خارطة طريق لتحقيق السلام الشامل، ووقعتها الحكومة بما يدلل على حرصها البالغ لتحقيق السلام والاستقرار. وحثت الخرطومالولاياتالمتحدة على العمل بايجابية تجاه قضايا السودان بارسال رسائل تعزز من العملية السلمية الجارية وتدفع بالحركات الحاملة للسلاح وقوى المعارضة نحو التوصل لتفاهمات عبر الحوار "بدلا عن فوهة البندقية اتساقا مع دور الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد". .