الخرطوم 26 أكتوبر 2016 احتدمت مواجهات عنيفة يوم الأربعاء للمرة الثانية خلال 72 ساعة بين الشرطة وأهالي ضاحية الجريف شرق بولاية الخرطوم، بعد محاولة الشرطة فض اعتصام بالقوة بشأن نزاع حول أراضي. قوات من الشرطة تحاصر اعتصام الأهالي في ضاحية الجريف شرق الخرطوم يوم الاثنين 24 أكتوبر 2016 وبدأ أهالي الجريف شرق اعتصاما مفتوحا منذ يوم الأحد الماضي، بنصب خيم في أحد الميادين الرئيسية وإقامة مستشفى ميداني، وسط تفاعل لافت أغلقت معه المحال التجارية عدا الصيدليات والمخابز. وبحسب سكان الحي العريق فإن هناك تعديات حكومية من قبل الصندوق القومي للضمان الاجتماعي على أراضٍ بالمنطقة، ويطالب الأهالي بتخصيص خطة اسكانية وتسليم تعويضات لتسعمائة مستحق، أو السواقي إلى ملاكها حال عدم الالتزام بالتسوية والتعويض المجزي، مع تخصيص نصيب من ريع المؤسسات التي شيدت بالمنطقة كالمستشفى والكوبري، لصالح مواطني المنطقة. وفرقت الشرطة بالقوة الأربعاء مئات المتظاهرين في الجريف شرق ووقعت مواجهات بين الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والمحتجين الذين أحرقوا اطارات وردوا برمي الحجارة على قوات مكافحة الشغب. وحاول المعتصمون قطع جسر "الجريف" الرابط بين الضاحية ومدينة الخرطوم غربا لكن قوات الشرطة حالت بينهم والجسر الحيوي. وبحسب ناشطين فإن عددا من الجرحى سقط في المواجهات بين الشرطة والمحتجين، بينما توجد حالة خطرة لفتاة في المستشفى. وشهدت الجريف شرق، في يونيو الماضي، مظاهرات عنيفة بسبب النزاع حول الأراضي، سقط خلالها قتيل من سكان المنطقة. وكانت اللجنة العليا لمعتصمي ضاحية الجريف شرق بالخرطوم قد قررت في نوفمبر 2015 إنهاء الهدنة مع حكومة ولاية الخرطوم والعودة للاحتجاجات لحين تخصيص خطة اسكانية للأهالي. وتمثل الاحتجاجات الشعبية بسبب الأراضي قضية متجددة في الخرطوم، وشهدت ضواحي "حلفاية الملوك" و"أم دوم" و"الشجرة" احتجاجات مماثلة بسبب نزاعات الأراضي التي تصل قيمتها في ولاية الخرطوم إلى مبالغ مهولة.