الخرطوم 31 أكتوبر 2016 أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه بشأن قرار جنوب أفريقيا الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية ودعاها لمراجعة قرارها قبل دخوله حيز التنفيذ بعد عام. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال بان كي مون في مكالمة هاتفية مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، الأحد، إن جنوب أفريقيا قامت بدور رئيسي في مفاوضات تبني نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الدولية، مشيراً إلى كونها أحد أول الموقعين عليه. وأعرب بان كي مون عن أمله في أن تعيد حكومة جنوب أفريقيا النظر في قرارها قبل أن يدخل حيز التنفيذ في غضون 12 شهرا، موضحاً التزامها المستمر والثابت تجاه العدالة والمساءلة. وكانت جنوب أفريقيا بدأت في 20 أكتوبر من الشهر الحالي، إجراءات للانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية عبر الأممالمتحدة، وسط موجة انتقادات من منظمات حقوقية دولية للقرار الذي جاء بعد أيام من قرار اتخذته بوروندي بالإنسحاب أيضا من الميثاق المؤسس للمحكمة، لتتبعهما بعد ذلك غامبيا بقرار مماثل. وتضم المحكمة 124 عضوا، وهي أول هيئة قانونية ذات اختصاص قضائي عالمي دائم للمقاضاة في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، لكنها لم تصدر سوى خمسة أحكام على أساس معايير موضوعية خلال 14 عاما كلها ضد أفارقة، ما جعلها عرضة لانتقادات بأنها تستهدف أفريقيا على نحو جائر. وأصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرتي توقيف بحق الرئيس السوداني في عامي 2009 و2010 تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتدبير إبادة جماعية بدارفور. يذكر أن مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، قالت يوم السبت، إن انسحاب ثلاث دول أفريقية من المحكمة يشكل "تراجعاً"، لكنها أبدت أملها في أن تواصل المحكمة عملها في هذه القارة. في سياق أخر أعرب الأمين العام عن انشغاله بشأن الوضع في جنوب السودان، حاثا جنوب أفريقيا على دعم الدعوة لإنهاء الأعمال العدائية والعودة إلى العملية السياسية الجامعة. وتستضيف جنوب أفريقيا زعيم المعارضة بدولة جنوب السودان، رياك مشار، وأسرته ومرافقيه والتي وصلها في 12 أكتوبرالحالي، قادما من الخرطوم التي مكث فيها نحو شهرين تلقى فيها علاجا من أصابات لحقت به نتيجة لهروبه من جوبا إلى الكنغو سيراً على الاقدام في رحلة أمتدت 40 يوماً. وفي الثامن من يوليو الماضي إندلع القتال بين قوات الرئيس سلفاكير وحرس رياك مشار، والذي أودى بحياة أكثر من 300 شخصاً، وأسفر عن هروب المقاتلين الموالين لمشار من العاصمة جوبا. وتجددت الحرب وهددت بانهيار اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس عام 2015 لإنهاء 21 شهرا من الحرب الأهلية التي بدأت في ديسمبر 2013، وأدى القتال إلى أزمة إنسانية حيث غادر الألاف المواطنين جوبا.