نيالا 8 نوفمبر 2016 لقي 5 أشخاص مصرعهم، بينهم عمدة، وأصيب آخرون في مواجهات عنيفة، يوم الثلاثاء، بين رعاة ومزارعين في بلدة تابعة لمحلية "قريضة"، نحو 86 كلم جنوبينيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، غربي السودان. ودفعت السلطات بتعزيزات أمنية للمنطقة. أهالي بلدة (جوغانة) بقريضة في جنوب دارفور يدفنون قتلاهم بعد مواجهات مع رعاة 8 نوفمبر 2016 وبحسب أحد رجال الإدارة الأهلية فإن اشتباكات دارت في أعقاب اتهام مزارعين لرعاة بالتعدي على مزارعهم بمنطقة "جوغانة" التابعة لمحلية "قريضة" ما أدى الى تجدد التوتر الأمني بين أطراف النزاع. وقال العمدة في الإدارة الأهلية هارون عبد الله ل "سودان تربيون" إن مجموعة من الرعاة المسلحين يمتطون الجمال وسيارات ذات دفع رباعي اعتدوا على مزارع، ليلة الإثنين، وعلى إثر ذلك نشبت ملاسنات بين المزارعين والرعاة تطورت إلى اشتباكات عنيفة بشكل فجائي ما أسفر عن مصرع إثنين من المزارعين وثلاثة رعاة وإصابة آخرين. وتعد الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة في إقليم دارفور أمرا شائعا خاصة في موسم الحصاد. وأضاف العمدة أن الأوضاع الأمنية بالمنطقة توترت بشكل مخيف قد يؤدي الى "إلتهاب" المنطقة من جديد الأمر وبالتالي نسف جهود المصالحة التي تمت بين الأهالي ضمن برامج حكومة الولاية في السلم الاجتماعي والعمل إعادة العودة الطوعية للنازحين. ودعا حكومة جنوب دارفور لإتخاذ كافة التدابير الاحترازية لحماية الموسم الزراعي والعمل على إنجاح المصالحات القبلية. وشدد هارون بضرورة التزام حكومة الولاية بإنفاذ كافة قراراتها الخاصة بحماية الموسم الزراعي وحفظ أرواح المواطنين بجدية ومصداقية. وتابع قائلا "إن حكومة الولاية فشلت في حماية المواطنين وأصبحت عاجزة تماماً عن تنفيذ قرارات اتخذتها بشأن حماية الموسم الزراعي بوضع حد للاعتداءات المتكررة على المواطنين". وقال عضو المجلس التشريعي لولاية جنوب دارفور، عن دائرة قريضة، عمر محمد أبراهيم إن اعتدءات الرعاة على مزارع المواطنين متعمدة لخلق الفتنة من جديد. وأضاف إبراهيم ل "سودان تربيون" أن الاشتباكات اسفرت عن مقتل 5 من المزارعين والرعاة بينهم العمدة أحمد صبي وجرح إثنين آخرين، وأشار إلى أسر عدد من المسلحين وإبلهم. وطالب عضو المجلس حكومة الولاية بضرورة الدفع بتعزيزات عسكرية الى المنطقة موضحا أن القوات الموجودة غير كافية لحسم التفلتات الأمنية وحذر من انفلات الأوضاع وخروجها من سيطرة لجنة أمن المحلية. وتابع "الأوضاع بالمنطقة في غاية الخطورة ما لم تتدخل حكومة الولاية بشكل عاجل لحسم النزاع بصورة نهائية". من جهته أفاد مصدر مسؤول "سودان تربيون" أن لجنة أمن المحلية دفعت بقوات عسكرية كبيرة بعد عقدها اجتماع طارئ الى المنطقة تمكنت من الفصل بين الطرفين وتعمل الآن على مراقبة الأوضاع الأمنية عن كثب للحيلولة دون تجدد المواجهات. وأشار الى وضع خطة أمنية محكمة لمنع الاحتكاكات المتكررة موضحا أن أكبر معضلة تواجه حكومة المحلية هي أزمة الصراعات الأهلية بالمنطقة مطالبا حكومة الولاية بضرورة تخصيص قوات عسكرية للتدخل السريع ومنع "الفزع" الأهلي. وتعاني جنوب دارفور من الصراعات القبلية التي راح ضحيتها المئات من المواطنين فضلا عن تهجير قسري لآخرين. ونجحت حكومة الولاية الى حد ما في تجاوز النزاعات بتحقيق العديد من المصالحات القبلية.