الخرطوم 5 ديسمبر 2016 طالبت حكومة جنوب السودان الإثنين الحكومة السودانية بإغلاق مكاتب المعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار على أراضيها، بينما أقرت الحكومة السودانية للمرة الأولى بمنع مشار من دخول أراضيها الأسبوع الماضي. رياك مشار يتحدث لزواره في مقر اقامته بالخرطوم (صورة من الحركة الشعبية المعارضة) وتعد خطوة عدم استقبال الخرطوم لمشار تحولاً مفاجئاً بعد أن استقبلته في ديسمبر الماضي لاغراض انسانية كما قالت، حيث مكث بالسودان نحو شهر مستشفياً من إصابة في قدمة لحقت به جراء مغادرته جوبا مشيا حتى الكنغو عقب معارك في محيط القصر الرئاسي مع قوات سلفا كير. وقال مستشار الرئيس للشؤون الأمنية في حكومة جوبا توت كيو جاتلواك ل "سودان تربيون" الإثنين إن حكومته تأمل في قبول الخرطوم لطلبهم، منوهاً إلى أن الخطوة ستكون بمثابة دليل على التزام حكومة السودان بتنفيذ نتائج الاجتماع الذي عقد بين الرئيس عمر البشير والرئيس سلفا كير ميارديت في غينيا الاستوائية أواخر نوفمبر الماضي. وتابع جاتلواك "إن الحكومة السودانية لها دور محوري لتلعبه في إحلال السلام في جنوب السودان، كما أن السودان عضو رئيسي في منظمة "إيقاد" التي توسطت في السلام ما يجعل من الحكمة أن ينأى السودان بنفس عن دعم أي جماعة تستخدم أراضيها لاستمرار الحرب. وقال "نظرا لأهمية هذا الدور نعتقد أن السودان لن يسمح لأي مجموعة باستخدام أراضيه لممارسة أي أنشطة معادية". ولفت مستشار الأمن إلى أن حكومته طلبت من حكومة الخرطوم عدم استضافة أي مجموعة تسعى لتغيير نظام جوبا عبر المقاومة المسلحة. في سياق متصل تضاربت تصريحات لمصادر المعارضة الجنوبية في الخرطوم بشأن اعتقال جهاز الأمن السوداني لممثل حركة مشار في الخرطوم قاتبانق رير فوك. وأكد مصدر جنوبي أن الرجل معتقل منذ 10 أيام، بينما أوضح مصدر آخر في المعارضة ل "سودان تربيون" أن ما حدث هو مجرد استدعاء من قبل سلطات الأمن لفوك عقب عقده مؤتمرا صحفيا. وأوضح المصدر قائلا "تم تحذير الرجل بأنه غير مسموح بممارسة أي عمل سياسي أو عسكري ضد حكومة جنوب السودان انطلاقا من الأراضي السودانية، وأن عليهم الإقامة في البلاد كلاجئين فقط". ورجح المصدر أن يكون فوك متواريا عن الانظار في احدى ولايات البلاد بعيدا عن العاصمة الخرطوم. وأفادت مصادر في وقت سابق باعتقال جهاز الأمن لممثل مشار بالخرطوم، فضلا عن إغلاق مكتبه ومصادرة جميع مستنداته واعتقال عدد من مؤيدي مشار وترحيلهم إلى جوبا للإيفاء بالتزمات الاتفاقات الأمنية الموقعة بين وزارتي الدفاع بالبلدين في أغسطس الماضي. الخارجية السودانية: منعنا مشار من الدخول لعدم التأشيرة إلى ذلك عزا وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور منع دخول زعيم المتمردين ريك مشار من دخول الأراضي السودانية لعدم حصوله على تأشيرة دخول. وكان مشار قد وصل الخرطوم على متن طائرة قادمة من أثيوبيا نهاية نوفمبر الماضي وامضى ساعات بمطار الخرطوم، قبل ان تبلغه السلطات بعدم السماح له بدخول الأراضي السودانية أسوة بالسلطات الإثيوبية. وقال الوزير في تصريحات صحفية في البرلمان يوم الإثنين "مشار لم يكن يحمل تأشيرة دخول كما علمت من الجهات المعنية".