الخرطوم 27 ديسمبر 2016 علق مجلس الصحافة والمطبوعات في السودان، الثلاثاء، صدور صحيفة "التيار" لثلاثة أيام بعد شكوى من السلطة القضائية ضد عمود رأي بالصحيفة أورد مظلمة لمواطن تتعلق بإجراءات تقاضي. ناشر ورئيس تحرير (التيار) يتوسط الصحفيين المضربين عن الطعام الإثنين 1 مارس 2016 (صورة ل "سودان تربيون") وتأسف رئيس تحرير وناشر الصحيفة عثمان ميرغني على القرار واعتبره متعسفا لجهة أنه من النادر أن يصدر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية عقوبة بهذه القسوة تصل لتعليق الصدور ثلاثة أيام. وأكد ميرغني ل "سودان تربيون" أن إدارة الصحيفة لن تستأنف ضد القرار "لأن الشاكي هو الخصم والحكم"، وزاد "في تقديرنا ليس هناك معنى للاستئناف". وكانت الكاتبة الصحفية سهير عبد الرحيم قد أوردت في زاويتها الراتبة "خلف الأسوار" بأخيرة الصحيفة في 19 ديسمبر الماضي مظلمة من مواطن "يشكو مُرّ الشكوى من ازدواجية المعايير وخلط الأوراق في قضية بطلها أحد القضاة". وبحسب القصة فإن قاضياً مرموقاً استغل علاقته بزملائه القضاة وزوجته النافذة بالسلطة القضائية، لتملك قطعة أرض حولها نزاع مع المواطن صاحب المظلمة. وطلبت الكاتبة من رئيس القضاة بأن يخصص يوما للاستماع الى شكاوى المواطنين، قائلة إن "الظلم ظُلمات والقضاة ليسوا من الملائكة". وصدرت عقوبة تعليق صدور "التيار" لثلاثة أيام يوم الثلاثاء من لجنة الشكاوي في مجلس الصحافة على أن تنفذ العقوبة في غضون 48 ساعة. وطبقا لهيئة التحرير فإن الصحيفة ستغيب عن المكتبات أيام الجمعة والسبت والأحد. وتشير "سودان تربيون" إلى أن تعليق صدور الصحيفة سيضاف إلى خمس مصادرات نفذها جهاز الأمن والمخابرات ضد "التيار" خلال أسبوعين كان آخرها الأحد الماضي. وتعمد السلطات الأمنية في السودان إلى مصادرة الصحف التي تتجاوز ما تعتبره "خطوطا حمراء" كعقوبة بأثر رجعي تؤثر على الصحف ماديا ومعنويا. وكان جهاز الأمن في السابق يتبع نهج الرقابة القبلية عبر منسوبيه الذين يطوفون على دور الصحف ليلا لمراجعة المحتوى التحريري للصحف.