جوبا 5 مايو 2017 أدان رئيس بعثة الأممالمتحدة لقوات حفظ السلام في جنوب السودان (يونيمس) ديفيد شيرر بشدة هجوم تعرضت له قاعدته في الدولة الوليدة التي تنزلق في حرب أهلية. جنود من حفظة السلام في جنوب السودان ..صورة من (يونميس) ولفت شيرر إلى أن الهجوم تجاهل حياة المدنيين وكذلك حياة العاملين في المجال الانساني. وطبقا للبعثة فإن قاعدة العمليات المؤقتة التابعة لها ببلدة لير في ولاية الوحدة تعرضت لهجوم بالأسلحة الخفيفة من اتجاه مدينة قريبة تسيطر عليها الحكومة يوم الاربعاء بين الساعة 11 مساء ومنتصف الليل. وقالت البعثة إن الفرقة الغانية التابعة لبعثة يونيمس التي تتخذ من هناك مقرا لها سرعان ما ردت على الهجوم باطلاق النار ما ردع الهجوم. وأضاف شيرر "أنهم ردوا على أفضل وجه ممكن وفقا للروح الحقيقية لحفظ السلام، وأن عملهم الدفاعي السريع ضمن سلامة جميع النازحين.. اننا ندين بشدة الهجوم ونطالب جميع الأطراف في النزاع باحترام حرمة مقر الأممالمتحدة". وتابع "نحن هنا لحماية ودعم شعب جنوب السودان، وأن القاعدة تقع في لير لهذا السبب، فالناس جائعون ومحرومون نتيجة المجاعة، بيد أنه من الواضح أن المهاجمين ليس لديهم أي اعتبار لمحنتهم، نظرا لأن الذين يحتاجون الى المساعدة بشكل كبير سيعانون أكثر بسبب تأخر محتمل للمساعدات الانسانية". ومع ذلك ذكرت الأممالمتحدة أنها تحقق في الحادث وليس هناك تأكيد بشأن أي من الأطراف قامت بشن الهجوم. وقتل الآلاف من شعب جنوب السودان وشرد الملايين في أسوأ أعمال عنف منذ ديسمبر 2013. في سياق آخر ذكر مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين الخميس أن ما يصل إلى 50 ألفا من المدنيين في منطقة أعالي النيل المنتجة للنفط في جنوب السودان يواجهون مخاطر وشيكة لانتهاكات حقوق الإنسان. وفي بيان أصدره الخميس حث المسؤول جنوب السودان على وقف أي هجمات عسكرية أخرى تجاه منطقة ابروك على الضفة الغربية لنهر النيل في منطقة أعالي النيل حيث يوجد حاليا بين 35 و50 ألف شخص معظمهم وصلوا في الأسابيع الأخيرة. وقالت الأممالمتحدة أن هناك مخاوف من أن المتمردين يتمركزون على مقربة من المناطق المدنية، ما يعرض المدنيين للخطر بشكل واضح في حالة هجوم الجيش والقوات التابعة له. وقال زيد "إن المدنيين في أبروك يواجهون مخاطر خطيرة وشيكة لانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، والعنف العرقي وعمليات اعادة النزوح". وأعرب مسؤول الأممالمتحدة عن قلقه ازاء محنة مئات الاشخاص الذين يقال إنهم ساروا لمسافات طويلة وسط تقارير موت الكثيرون منهم على طول الطريق من الجفاف والانهاك، مضيفا "أن البقية انتهى بها المطاف في أبوروك حيث يتعرضون للاضطراب والخوف ويواجهون عنفا شديدا ونقصا في الغذاء والمياه والرعاية الصحية". وأضاف "أن هؤلاء النساء والاطفال والرجال تحت رحمة القادة العسكريين على جانبي الطرفين المتحاربين الذين لم يبدو أي اهتمام يذكر لحماية المدنيين". وحث المسؤول حكومة جوبا على الالتزام بالتعهدات التى قطعها الرئيس سلفا كير في 25 مارس الماضي عندما التزم باعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد والعمل على المشاركة السياسية لإنهاء الصراع. كما دعا جميع أطراف النزاع في جنوب السودان إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين. وطالب بمنح بعثة الأممالمتحدة في البلاد فرصة الوصول الى منطقتي أبروك وكودوك.