نيالا 7 مايو 2017 تعاني نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من أزمة حادة في التيار الكهربائي بسبب أعطال فنية بمحطات التوليد الرئيسية ما أدى لخروج نحو 60% من المولدات من الخدمة، وعاشت المدينة أربعة أيام متوالية بلا كهرباء باستثناء 2% من الأحياء. السوق الجنوبي في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور .. صورة ل"سودان تربيون" واضطرت هيئة الكهرباء بالولاية الى تقسيم نيالا لثلاثة أقسام لتوزيع التيار حسب الطاقة المتوفرة التي لا تتجاوز 11 ميغاواط في حين أن حوجة المدينة الحقيقية للكهرباء تبلغ 23 ميغاواط. ولم يستقر التيار الكهربائي في نيالا منذ أكثر من 11 عام نتيجة التوسع الكبير الذي حدث في المدينة جراء حركة النزوح الواسع الذي شهدته الولاية بسبب الحرب التي دارت بين الحركات المتمردة والقوات الحكومية منذ العام 2003، ولم تتمكن الهيئة القومية للكهرباء من استيعاب الكثافة السكانية العالية التي ترتب عليها ارتفاع الاستهلاك اليومي. وأعلنت حكومة جنوب دارفور قبل نحو أسبوع وصول أكثر من 15 مولد كهربائي بسعة انتاج 15 ميغاواط لحل ازمة التيار ولكن صعوبات واجهت إنزال المولدات من الشاحنات لعدم توفر رافعات عملاقة جعل الحكومة عاجزة أمام معالجة الأزمة. وقال والي ولاية جنوب دارفور آدم الفكي إن الكهرباء من أهم القضايا الكبيرة التي ما زالت تشغل بال الحكومة بصفة دائمة مشيرا الى انها أزمة قديمة متجددة، وأكد استمرار عمليات الصيانة لاعادة الإمداد في أقرب فرصة. وأضاف الوالي ان حكومته تعاقدت مع شركة الطاقة الشمسية لإنارة تسع من محليات الولاية البالغ عددها ،21 محلية فضلا عن شوارع نيالا في الأيام المقبلة. وقال مصدر مسؤول ل ( سودان تربيون) إن أزمة كهرباء نيالا كبيرة، ولا يمكن حلها عبر المولدات الحرارية نسبة لإتساع رقعة المدينة بما يزيد من سعة محطة توليد الولاية مشيرا الى أن 90% من المولدات باتت متهالكة واستمرار صيانتها لم يعد مجديا. ويرى المصدر الذي فضل حجب هويته لعدم تخويله بالتصريح، أن الحل الحقيقي للأزمة هو ربط الولاية بالشبكة القومية للكهرباء وتزويدها بالمولدات الحرارية كما في الخرطوم. ونوه الى أن من أهم المشكلات التي تعاني منها كهرباء الولاية هي سوء الإدارة والتخطيط بهيئة الكهرباء بالإضافة الى عدم وضع الحكومة المحلية قضية الكهرباء في أولوياتها. وتوقفت كبرى الشركات بالولاية مثل مصنع النسيج ومطاحن الغلال والعديد من شركات الحلويات والزيوت وغيرها عن العمل منذ عقد من الزمان لإنعدام التيار الكهربائي. ويقول رجل الأعمال محمد رضوان صالح ل ( سودان تربيون) إن ولاية جنوب دارفور من أهم المناطق السودانية في المجال الاستثماري لما تتمتع به من تعداد سكاني لكبير بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي الذي يربط دول الجوار وهي ميناء عبور كذلك لكن المعضلة الأساسية هي انعدام الكهرباء ما أفقدها فرص الاستثمار. واضطر التجار في أسواق نيالا للجوء الى "المولدات" الخاصة للحصول على التيار بينما ظهرت محلات شحن الهواتف النقالة بشوارع الأحياء والأسواق بواسطة المولدات الصغيرة بصورة ملفتة.