الخرطوم 27 أغسطس 2017 اتفقت الخرطوموطرابلس، الأحد، على تعزيز التعاون المشترك بينهما في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، والعمل على تأمين الحدود المشتركة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين. البشير ورئيس الحكومة الليبية يدليان بتصريحات عقب محادثات مشتركة ..الأحد 27 أغسطس 2017 (سونا) ويدعم السودان حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ويؤكد ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الحكومة الليبية الشرعية، وأعلنت الخرطوم أنها معنية بالدرجة الأولى بإعادة السلام والاستقرار في ليبيا كدولة جوار. وأجرى الرئيس السوداني، عمر البشير، يوم الأحد، بالخرطوم مباحثات مشتركة مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، حول القضايا المشتركة بين البلدين. وأكد البشير في مؤتمر صحفي مشترك في ختام المباحثات دعم السودان لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا، لجهة أن البلدين تجمعهما روابط تاريخية وثقافية وعرقية فضلا عن الدينية المشتركة. وأعتبر الرئيس السوداني زيارة السراج للخرطوم "بداية إنطلاقة جديده في العلاقات بين الخرطوموطرابلس"، مؤكداً أن بلاده ليس لديها أي اجنده سياسية تجاه طرابلس. وأكد أن السودان يسعى لتحقيق السلام والوحدة والأمن في الساحة الليبية بين مكوناتها المختلفة، وزاد "هو ما نعمل له ونسعى له بعيدا عن الأجندة الخاصة وأن مصلحة شعب ليبيا بالنسبة لنا اولا وثانيا وأخيرا". وقال البشير إن السودان "يتطلع إلى أن تصل المكونات من الأشقاء فى ليبيا وبمساندة ودعم دول الجوار الليبي في أن يتحقق الاستقرار وجمع الصف والوحده الليبية". وأوضح أن بلاده تتأثر بالأوضاع فى ليبيا، قائلا إن "ما يحدث من عدم الاستقرار الأمني ينعكس سلبا على السودان خاصة فى جبهات حدوده المشتركة مع ليبيا، من خلال التكلفة العالية في مكافحة تجارة البشر والهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة". وتشكو ليبيا من استقبال أراضيها المهاجرين غير الشرعيين الذين يأتون عبر الحدود السودانية، بينما تشكو الخرطوم من نشاط الحركات المتمردة في دارفور على الحدود مع ليبيا. واقترح السودان في مايو الماضي إنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود بين السودان وليبيا، لمحاربة جماعة (بوكو حرام) والحد من تحركا المتمردين في دارفور. وأكد وجود جهات تستغل حالة عدم الاستقرار في الساحة الليبية للقيام بجرائم الحدود بعد أن تضع السودان أحد المعابر الجريمة، إضافة إلى الأضرار المتمثلة في وجود بعض "المرتزقة والمقاتلين" في ليبيا. وزاد "هذا يشكل تهديد مباشر على السودان". وكان السودان وليبيا نشرا في نوفمبر من العام 2013، قوات مشتركة لتأمين الحدود، وإيقاف تسلل المهاجرين غير الشرعيين ومكافحة الإرهاب وتأمين القوافل التجارية، انفاذا لبروتوكول عسكري وقعته قياديتي البلدين قبلها بأكثر من عامين. من جهته شدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، أن الغرض من زيارته إجراء مشاورات مع الدول الصديقة والشقيقة لبلاده. وقال إنه أجرى مباحثات مع البشير حول تطورات الأوضاع فى بلاده سياسياً واقتصادياً وأمنياً، ووضع البشير في الصورة حيال التحديات الكبرى التي تواجه ليبيا. وأكد بحث الأزمة الراهنة في ليبيا وكيفية تحقيق مصالح وطنية تنتهي حالة الانقسام وتوحد المؤسسات الليبية وصولاً لإنتخابات رئاسية وتشريعية وبرلمانية تعيد للبلاد السلام والاستقرار. وأشار المسؤول الليبي إلى أن لقائه بالبشير تطرق لأهمية العمل المشترك من أجل تأمين الحدود المشتركة من خلال تفعيل الاتفاقيات الأمنية على وجه الخصوص، بجانب دفع العلاقات في المجالات الأخرى المختلفة اقتصاديا وسياسيا. وقال إن السودان يعد اهم دول الجوار الليبي وهو بمثابة العمق الاستراتيجي، موضحا أن الفترة الماضية مرت البلدين بحالة من المد والجزر غير أن العلاقات الشعبية لم تتأثر بالتقلبات السياسية. وأضاف "سنعمل على الاستفادة من اخطاء الماضي وبناء علاقات قوية واستراتيجية لحاضر ومستقبل علاقات البلدين".