الخرطوم 29 يناير 2018 واصل الجنيه السوداني تراجعه أمام الدولار بمستويات قياسية، ووصل 37 جنيهاً، فيما ارتفع الريال السعودي الى 9,86 جنيه، والدرهم الإماراتي الى 9,95 جنيها. الدولار يصعد بقوة في مواجهة الجنيه السوداني ورغم القرارات المشددة التي اتخذتها الحكومة السودانية في نوفمبر الماضي لمواجهة انهيار الجنيه أمام الدولار، وكان يبلغ وقتها نحو 21 جنيهاً بالسوق الموازي، استمر الجنيه في تراجعه أمام الدولار بشكل غير مسبوق. وسجل سعر صرف الدولار بالسوق الموازي الإثنين 37 جنيهاً للبيع مقابل 36,5 للشراء، مقارنة ب 34,5 للشراء مقابل 35 للبيع ليوم الأحد. وأبلغ تجار يتعاملون في السوق الموازي "سودان تربيون" أن الجنيه ظل في حالة تراجع متواصل أمام الدولار، وظل يرتفع بمعدل جنيه الى جنيهين يومياً. وقال أحد التجار "الدولار أصبح يزيد بصورة يومية منذ بداية يناير الحالي بشكل يومي". وعزا الارتفاع إلى الشح الكبير الذي يشهده السوق الموازي للعملات الأجنبية بفعل الإجراءات التي تتخذها الحكومة. وكشف عن حملات مكثفة نفذها الأمن الاقتصادي على مكاتب ومحلات تجارية، تعمل بطريقة غير رسمية في مجال التحويلات من دول الخليج. وأضاف "تراجع الجنيه أمام الدولار لن يتوقف وسيبلغ الأسبوع القادم 40 جنيهاً لأن بنك السودان لا يملك احتياطات نقدية لضخها في المصارف". وتابع "بنك السودان المركزي لقرابة العام لم بضخ أي مبالغ من العملات الأجنبية بالمصارف والصرافات للسيطرة على السعر". وفي محاولة لجذب عوائد من النقد الأجنبي حظر بنك السودان المركزي الخميس الماضي 130 شركة من التعامل المصرفي لعدم الالتزام بحصائل صادر مستحقة للفترات السابقة. ويلزم المركزي الشركات العاملة في التصدير بتسليمه نسبة (25%) من حصائل الصادر بالسعر الرسمي للدولار، وقوبل القرار باحتجاج من المصدرين وأدى إلى تراجع الصادر وشهد تدهوراً كبيراً خلال السنوات الماضية. وأخيراً تراجع البنك المركزي هذا الأسبوع بإلغاء نسبة 25% من حصائل الصادر، في محاولة لرفع صادرات البلاد وتغطية العجز في الميزان التجاري الذي يقدر بنحو 6 مليارات دولار.