الخرطوم 11 فبراير 2018 أعاد الرئيس السوداني عمر البشير على نحو مفاجئ، الأحد، تعيين الفريق صلاح عبد الله الشهير ب (قوش) مديرا لجهاز الأمن والمخابرات. (قوش) يؤدي القسم أمام البشير ..الأحد 12 فبراير 2018 (سونا) ونقلت وكالة السودان للأنباء، القرار الرئاسي المقتضب، بما يعني ضمنيا إقالة الفريق محمد عطا المولى الذي كان يشغل هذا المنصب. وأدى مدير جهاز الأمن الجديد القسم أمام البشير بحضور رئيس القضاء، وتوجه من فوره الى مقر رئاسة الجهاز وباشر مهامه بعد إنهاء عملية التسليم والتسلم من سلفه الفريق محمد عطا ، وظهر قوش عصر الأحد برفقة البشير أثناء تخريج دفعة من طلاب الكلية الحربية بمنطقة كرري. وتمثل عودة (قوش) لمنصبه السابق مفاجأة من العيار الثقيل خاصة وأنه اعتقل بعد إقالته بتهمة التخطيط للانقلاب على النظام الحاكم. وأعفى البشير صلاح قوش من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات في أغسطس من العام 2009، وأوكلت اليه إدارة مستشارية للأمن، كان عليها إدارة حوار مع القوى السياسية المعارضة، لكن خلافات متعاظمة نشبت بينه ومساعد الرئيس وقتها نافع علي نافع حتمت إقالته من المستشارية وتجريده من مناصبه التنفيذية والتنظيمية. وفي نوفمبر من العام 2012، اعتقل قوش مع عدد من كبار الضباط المنتمين للإسلاميين في جهاز الأمن والمخابرات والقوات المسلحة أبرزهم العميد محمد إبراهيم عبد الجليل الشهير ب "ود إبراهيم" لكن الأخير وعدد آخر من الضباط أفرج عنهم بعد وقت وجيز عقب ادانتهم أمام محكمة عسكرية خاصة، بموجب عفو رئاسي. ومكث (قوش) في الحبس نحو ثمانية أشهر، بتهمة التخطيط لقلب النظام وهو ما نفاه الرجل قطعيا. وأفرج عنه بعدها بموجب عفو رئاسي وبعد وساطات تبنتها قيادات رفيعة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، كما أن الادعاء أشار الى نقص الأدلة في مواجهته بما يحتم اسقاط الاتهام عنه. وبرغم التنكيل الشديد الذي مورس ضده بعد اقصائه، إلا أن (قوش) ظل على الدوام بعيدا عن العداء للنظام وقيادته. وقال في تصريحات أعقبت إخلاء سبيله من الحبس إنه لا زال "ابن الإنقاذ منها وإليها وفيها ولم تتغير مبادئه وإنه لا زال ابن الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني". وأشارت تحليلات وقتها الى أن (قوش) الموسوم بأنه أحد رجال الإنقاذ الأقوياء خرج من جهاز الأمن، بعد أن مكث فيه لعشر سنوات، وتمكن من الاحتفاظ داخله بعلاقات وثيقة ومتشابكة و"مخيفة"، وتكمن خطورته من هذه العلاقات التي كونها في جهاز. ويحتفظ الرجل أيضا، بعلاقات وثيقة مع دوائر وأجهزة استخبارات إقليمية ودولية، وبعلاقة وثيقة مع الاستخبارات الغربية، ولا سيما جهاز المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، التي تعاون معها جهاز الأمن السوداني في مجالات مكافحة الإرهاب إبان إدارته له.