الخرطوم 19 مايو 2018 قال رئيس الحركة الوطنية المشارك في مباحثات "إيقاد" لتنشيط السلام بجنوب السودان، كاستيلو قرنق، إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يرمي من وراء توسطه بين أطراف الصراع ل "إنقاذ" رئيس البلاد سلفا كير بعد تخلي الدول الغربية عنه. رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كاستيلو قرنق ونفى كاستيلو وجود وساطة لموسيفيني على خلفية لقائه بكمبالا في الخامس من مايو وفدا من المعارضة المسلحة الرئيسية في جنوب السودان بقيادة نائب الرئيس السابق ريك مشار. وأوضح في تصريح ل (سودان تربيون) أن "الرئيس الأوغندي يريد أن ينقذ سلفا كير لأنه يعتقد أن الدول الغربية تخلت عنه، خاصة دول الترويكا "الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج". وأشار إلى أن دول الإيقاد ليست متفقة على تأييد سلفا كير وفي نفس الوقت ترى أنه يمثلهم كرؤساء حكومات "وإذا كان بالإمكان أن يطيح شعب الجنوب بسلفا كير فما هو الضامن أن شعوبهم لن تطيح بهم". وشدد كاستيلو أن موسيفيني يريد أن يثبت لسلفا كير بإنه يقف معه، ويخشى تدخل الدول الغربية من منظور أن تدخلها وإسقاط سلفا كير ربما يتكرر في دول أخرى كأوغندا نفسها. وأبان أن التخلي عن سلفا كير جاء عبر مراحل لأن الغرب لا يتخلى عن دولة وليدة فجأة لأنه يعرف جيدا صعوبة خلق الدولة، قائلا: "عادةً يعطونه فرصة للتغيير لكن سلفا كير لم يغير شيئاً.. كير نهايته حتمية ولا يمكن أن يستمر في السلطة وأسوأ ما يمكن أن يحدث له أن يقدم لمحاكمة". وبدأ الصراع بجنوب السودان في العام 2013 كصراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه حينها ريك مشار. وتسببت الحرب الأهلية في نزوح نحو 4 ملايين شخص، وأجبرت مليوني شخص على الفرار من البلاد وتركت أكثر من مليون آخرين على شفا مجاعة. وحول اتفاق السلام الموقع برعاية إيقاد في أغسطس 2015، قال كاستيلو إنه لا توجد اتفاقية على الأرض، موضحا أن الاتفاقية فشلت وماتت منذ محاولة اغتيال مشار وهروبه من جوبا. وحمل كاستيلو "البطانة" التي حول سلفا كير مسؤولية "أوزار" حزب الحركة الشعبية الحاكم جنبا إلى جنب مع الرئيس، وعاب على كير تصريحات له قال فيها إنه نادم على عدم تصفية خصومه، قائلا: "هذا خطأ يحسب عليه من الأميركان والدول الغربية بأن هذا الإنسان لا يحترم دولة القانون كون أنه يقرر من يموت ومن يحيا". ورأى أن مشار لا يشكل خطورة على سلفا كير "بالعكس أن أكثر شخص لديه قابلية للاتفاق مع سلفا هو مشار، لأنه هو من مضى اتفاقية 2015"، وزاد "المشكلة ليست مع مشار، فسلفا كير لديه مشاكل مع شعب الدينكا". وطمأن بأن "دولة الجنوب لم تمت ولكنها في غرفة الإنعاش ولا أرى أي سبب لعدم نجاح فكرة الدولة في جنوب السودان، فقط لا بد من تغيير القيادة".