الخرطوم 1 يونيو 2018 حذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن نقص الوقود الذي عانى منه السودان منذ منتصف مارس الماضي يؤثر على حملة مكافحة فيروس الحصبة بعد ارتفاع حالات الإصابة في خمسة أشهر مقارنة بالعام ماضي. الأممالمتحدة تشتكي من خلاف الحكومة والمتمردين بشأن حملة تطعيم الأطفال ولنحو ثلاثة أشهر عانت ولايات السودان من نقص حاد في الوقود خاصة الجازولين الذي يعتمد عليه بشكل أساسي في مضخات المياه للزراعة وسقي الحيوانات فضلا عن نقل البضائع والسلع. وبحسب نشرة حديثة لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" فإن نقص الوقود الذي بدأ على الصعيد القومي في مارس ما زال يؤثر على العمليات الإنسانية بما في ذلك تقديم الإغاثة وتوفير الخدمات الأساسية وتنفيذ حملة التلقيح ضد فيروس الحصبة. وأكدت أن ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة التي تم الإبلاغ عنها في 16 ولاية من أصل 18 ولاية، تتطلب حملات تطعيم عاجلة وتعزيز التحصين الروتيني في جميع أنحاء البلاد. وأشارت "أوتشا" إلى أن وزارة الصحة السودانية أكدت وجود 745 حالة إصابة بالحصبة خلال الفترة من 1 يناير إلى 4 مايو 2018. وأوضحت أنه جرى الإبلاغ عن نصف هذه الحالات تقريبا بولاية البحر الأحمر "338 حالة"، تليها ولاية نهر النيل "96 حالة"، شمال دارفور "93 حالة" منها 41 حالة بين النازحين في مخيمي زمزم ومليط ، القضارف "67 حالة" وكسلا "65 حالة" وغيرها من الولايات. وأشارت إلى أن عدد حالات الإصابة بالحصبة تجاوز بالفعل إجمالي الحالات المبلغ عنها في العام 2017 "646" حالة، لكنه ما زال أقل بكثير من العام 2015 "3,585" حالة ومن العام 2016 "1,767" حالة. وذكرت نشرة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي 61% من حالات الحصبة المؤكدة المسجلة في السودان هذا العام لم يجري تطعيمها مسبقا ضد المرض. وتابعت "توصي منظمة الصحة العالمية بشدة بتنفيذ خطة الاستجابة للحصبة على الفور بما في ذلك إجراء حملات التطعيم الجماعي على مستوى البلاد والإدارة القياسية للحالات وتعزيز التحصين الروتيني والمراقبة والتوعية المجتمعية للسيطرة على تفشي المرض ومنع حدوثه في المستقبل". وأفادت أن وزارة الصحة السودانية، بدعم من منظمة الصحة العالمية ووكالة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة "يونسيف"، تقف على أهبة الاستعداد لتنفيذ حملة التطعيم بتهيئة اللقاحات والعاملين الصحيين المهرة. إلى ذلك قالت النشرة الإنسانية إن شح الوقود أثر أيضا على الاستجابة للاجئي دولة جنوب السودان في ولاية النيل الأبيض خاصة فيما يلي توقف عمليات محطات معالجة المياه في معسكرات اللاجئين. كما أثر نقص الوقود على المشروعات التي يمولها صندوق السودان الإنساني والموسم الزراعي القادم، فضلا عن مساهمته في ارتفاع أسعار المواد الغذائية نسبة لزيادة تكلفة النقل.