[email protected] عبارات رصينة ووطنية طاغية طبعت تصريحات بعض المراكز الهامة للمعارضة خلال الأسبوع الماضي ، كلها توجهت لتحديد موقف من الانتخابات الرئاسية في 2020 وشعار إسقاط النظام ، وتوزعت بين المؤيد لخوضها بشروط وبين الرافض لها تماماً ، وكان نجومها : حزب الموتمر السوداني في بيان مجلسه المركزي - الحركة الشعبية شمال في بيان مؤيد لموقف الموتمر السوداني - الاستاذ يحيي الحسين امين عام البعث السوداني في حوار صحفي - ثم قوي الاجماع الوطني في مؤتمر صحفي . بالامس كان الجدل يدور خلافاً حول : الحوار وفق شروط محددة في إطار خارطة الطريق الافريقية كوسيلة لتفكيك النظام وتحقيق التحول الديمقراطي مع الاحتفاظ بخيار الانتفاضة الشعبية لاسقاط النظام ، وبين المعارضين لأي حوار تمسكاً بخيار الانتفاضة فقط طريقاً لاسقاط النظام . النظام أفشل خارطة الطريق الافريقية وبالتالي وحد المعارضة حول شعار الانتفاضة بالنتيجة .. وعاد الان ليطرح مسألة التعديلات الدستورية بهدف السماح للسيد عمر البشير ان يترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2020 ، فعادت المعارضة للجدل هذه المرة حول المشاركة في الانتخابات بشروط ام رفضها والتمسك فقط بخيار إسقاط النظام . المراقب يلاحظ في الحالتين : أولاً : ان الفعل للنظام ، وللمعارضة رد الفعل ، وذلك خسران واضح للمعارضة .. ثانياً : ان الخلاف بين كتل المعارضة في كل الأحوال خلاف ظاهري في بعض الفروع والتفاصيل بينما انها موحدة في الهدف النهائي الكبير (إسقاط النظام) ، وهذا خسران اخر .. فلماذا تختار المعارضة ان تنتظر فعل السلطة وتكتفي برد الفعل وتختلف فيه في حين ان هدفها النهائي واحد ؟؟ .. أطرافها تعقد بينها لقاءات ثنائية وثلاثية وأحياناً جماعية تتبادل فيها احاديث طيبة عن الوحدة والعمل الموحد وتشكيل لجان مشتركة و ...الي اخر ذلك من النوايا الطيبة ويفترقون ، وتبقي تلك الأحاديث والنوايا معلقة في سماء الوطن (الا من رحم ربك).. ولماذا تكون الخلافات الشكلية في بعض الفروع والتفاصيل هي التي تحكم واقع أطراف المعارضة وتقعد بها بينما هي موحدة - وشعب السودان معها - حول الهدف الكبير (إسقاط النظام) ؟؟ ، لماذا ، وعناصر وحدتها تتزايد كل يوم في معاش الناس وعزة الوطن ، بينما ، في طرف السلطة تتاكل والي مزيد من التمزق والصراع الداخلي المحصور في المصالح الضيقة ، وقد اكتملت عزلتها الشعبية ؟؟ اذا بقيتم هكذا ، يا اهلنا في المعارضة ، سياتي العام 2020 ويفعل فيه النظام ما يريد ويفجر لكم قنبلةً اخري تختلفون حولها ويمضي هو وأركانه في رعاية مصالحهم الخاصة ومزيداً من النهب والتشويه للوطن والإفقار للشعب . نتطلع او (نعشم) ان تهدا قوي المعارضة قليلاً وتتداول في الامر بهدوء : شعبكم وصل في بؤس المعاش حداً لا بؤس بعده ، وطنكم وصل حداً في الاهتراء والضعف والهوان لا أسوأ بعده ، وأنكم مسؤولون عن قيادة التغيير في نهاية الامر ، حددوا إسقاط النظام هدفاً واتركوا نوازع التنافس والغيرة وحب الزعامة والمظهريات الفارغة ، رجاءاً .